حديث: من ترك الصلاة سكرا مرة واحدة فكأنما كانت له الدنيا وما عليها فسلبها

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في طعام أهل النار وشرابهم

عن عبد اللَّه بن عمرو عن رسول اللَّه ﷺ أنه قال: «من ترك الصلاة سكرا مرة واحدة، فكأنما كانت له الدنيا وما عليها فسلبها، ومن ترك الصلاة سكرا أربع مرات، كان حقا على اللَّه عز وجل أن يسقيه من طينة الخبال»، قيل: وما طينة الخبال يا رسول اللَّه؟ قال: «عصارة أهل جهنم».

حسن: رواه أحمد (٦٦٥٩) عن هارون بن معروف، ثنا ابن وهب، حدثنى عمرو بن الحارث، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن عبد اللَّه بن عمرو، فذكره.

عن عبد اللَّه بن عمرو عن رسول اللَّه ﷺ أنه قال: «من ترك الصلاة سكرا مرة واحدة، فكأنما كانت له الدنيا وما عليها فسلبها، ومن ترك الصلاة سكرا أربع مرات، كان حقا على اللَّه ﷿ أن يسقيه من طينة الخبال»، قيل: وما طينة الخبال يا رسول اللَّه؟ قال: «عصارة أهل جهنم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
الحديث الذي ذكر: عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ تَرَكَ الصَّلَاةَ سُكْرًا مَرَّةً وَاحِدَةً، فَكَأَنَّمَا كَانَتْ لَهُ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا فَسُلِبَهَا، وَمَنْ تَرَكَ الصَّلَاةَ سُكْرًا أَرْبَعَ مَرَّاتٍ، كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يَسْقِيَهُ مِنْ طِينَةِ الْخَبَالِ»، قِيلَ: وَمَا طِينَةُ الْخَبَالِ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «عَصَارَةُ أَهْلِ جَهَنَّمَ».


أولاً. شرح المفردات:


● سُكْرًا: أي في حالة السُّكْر والإسكار بسبب شرب الخمر أو ما يشبهه من المُسْكِرات والمُخَدِّرات.
● فَكَأَنَّمَا كَانَتْ لَهُ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا فَسُلِبَهَا: أي كأنه قد ملك الدنيا بكل ما فيها من أموال وخيرات، ثم نُزعت منه ونُهبت، فخسر كل شيء.
● طِينَةِ الْخَبَالِ: الخبال في اللغة: الهلاك والفساد والشر. و(الطين) يشير إلى مادة غليظة قذرة.
● عَصَارَةُ أَهْلِ جَهَنَّمَ: العصارة: هي أردأ ما في الشيء وأخبثه، كالصديد والقيح والدم الذي يخرج من جلود أهل النار وعذابهم. وهي شراب غاية في الشناعة والعذاب.


ثانيًا. شرح الحديث:


يُحذِّر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث من جريمة عظيمة، وهي ترك الصلاة بسبب السكر.
1- الوعيد الشديد لمرة واحدة: من ارتكب هذه المعصية مرة واحدة – بأن أسكر نفسه بخمر أو مخدر حتى فاتته الصلاة – فإن عقوبته وعذابه يكون بمقدار خسارة الدنيا بكل ما فيها من متع وزينة. وهذا تشبيه لبيان عِظَم الجرم، فكما أن خسارة الدنيا كلها مصيبة كبرى، فكذلك هذا الذنب جرم كبير وعاقبته وخيمة.
2- الوعيد الأشد لتكرار الجرم أربع مرات: من استمر في هذه المعصية وكررها أربع مرات، فإنه يستحق عقابًا خاصًا من الله تعالى، وهو أن يسقيه من "طينة الخبال"، وهي عصارة أهل جهنم، وهي أشد أنواع العذاب وأقذره. وقوله: «كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ» هذا من باب الوعيد، ويُفهم على أنه وعيد شديد لمن فعل هذه الجريمة، وأن الله لا يخلف وعيده.


ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:


1- عِظَم جرم ترك الصلاة: الحديث يظهر خطورة التفريط في الصلاة، خاصة إذا كان بسبب معصية أخرى (كشرب الخمر) تجمع بين إضاعة الحق وإتيان الباطل.
2- خطر شرب الخمر والمخدرات: الحديث يربط بشكل مباشر بين السكر وترك الصلاة، مما يبين أن الخمر والمخدرات من أكبر أسباب الإضاعة للفرائض والانحلال من أوامر الدين.
3- التدرج في المعصية: الذنب الأول عظيم، ولكن التكرار والاستمرار فيه يُدخل صاحبه في وعيد أشد وعقاب أعظم، فالمعصية تدعو إلى أختها، والإصرار عليها يجعل القلب يقسو.
4- التحذير من الاستهانة بالذنوب: لا ينبغي للمسلم أن يستصغر أي ذنب، خاصة ما كان متعلقًا بحقوق الله تعالى كالصلاة.
5- عدل الله تعالى: العقوبة على قدر الجريمة، فالتكرار يستدعي زيادة في العقاب.


رابعًا. معلومات إضافية مهمة:


● حكم تارك الصلاة: يجب التفريق بين من يترك الصلاة جحودًا وإنكارًا (وهذا كفر بإجماع العلماء) وبين من يتركها كسلاً وتهاونًا مع اعترافه بفرضيتها. والحديث هنا يتحدث عن الصنف الثاني، حيث تركها بسبب السكر، فهو مقر بفرضيتها لكن المعصية غلبته.
● الخمر أصل الشرور: هذا الحديث شاهد على قول النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الْخَمْرَ أُمُّ الْخَبَائِثِ» فهي تؤدي إلى ترك الصلاة، وهو من أكبر الخبائث.
● وجوب المبادرة بالتوبة: الحديث تهديد ووعيد، ولكنه أيضًا حثٌّ على التوبة والرجوع إلى الله قبل الإصرار والتكرار. فمن وقع في هذا الذنب مرة فعليه أن يبادر بالتوبة النصوح ويستغفر الله ويعزم على عدم العودة.
نسأل الله تعالى أن يعيذنا من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، وأن يحفظ علينا ديننا ويوفقنا لطاعته.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٦٦٥٩) عن هارون بن معروف، ثنا ابن وهب، حدثنى عمرو بن الحارث، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن عبد اللَّه بن عمرو، فذكره.
وهذا إسناد حسن من أجل الكلام في عمرو بن شعيب غير أنه حسن الحديث.
والكلام عليه مبسوط في كتاب الأشربة.
وفي معناه أحاديث أخرى مذكورة في كتاب الأشربة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 209 من أصل 286 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من ترك الصلاة سكرا مرة واحدة فكأنما كانت له الدنيا وما عليها فسلبها

  • 📜 حديث: من ترك الصلاة سكرا مرة واحدة فكأنما كانت له الدنيا وما عليها فسلبها

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من ترك الصلاة سكرا مرة واحدة فكأنما كانت له الدنيا وما عليها فسلبها

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من ترك الصلاة سكرا مرة واحدة فكأنما كانت له الدنيا وما عليها فسلبها

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من ترك الصلاة سكرا مرة واحدة فكأنما كانت له الدنيا وما عليها فسلبها

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب