حديث: الحميم يصب على رؤوسهم فينفذ حتى يخلص إلى جوفه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في طعام أهل النار وشرابهم

عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: «إن الحميم ليصب على رؤوسهم، فينفذ الحميم حتى يخلص إلى جوفه، فيسلت ما في جوفه حتى يمرق من قدميه -وهو الصهر-، ثم يعاد كما كان».

حسن: رواه الترمذيّ (٢٥٨٢)، وأحمد (٨٨٦٤)، والحاكم (٢/ ٣٨٧) كلهم من طريق عبد اللَّه ابن المبارك، أخبرنا سعيد بن يزيد، عن أبي السمح، عن ابن حجيرة، عن أبي هريرة، فذكره.

عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: «إن الحميم ليصب على رؤوسهم، فينفذ الحميم حتى يخلص إلى جوفه، فيسلت ما في جوفه حتى يمرق من قدميه -وهو الصهر-، ثم يعاد كما كان».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الشريف الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه، وهو في صحيح مسلم وغيره، يصف لنا عذاباً من أهوال وعذابات أهل النار، نسأل الله العافية.

أولاً. شرح المفردات:


● الحميم: هو الماء الشديد الحرارة، الذي بلغ الغاية في الغليان.
● ليصب: يُصَبُّ ويُسْكَبُ عليهم.
● ينفذ: يخترق ويجتاز.
● يخلص إلى جوفه: يصل إلى داخل بطنه وأحشائه.
● فيُسْلِتُ ما في جوفه: يَسْحَبُ ويُخْرِجُ كل ما في داخله من الأحشاء وغيرها.
● حتى يمرق من قدميه: حتى يخرج من باطن قدميه. والمروق: الخروج بسرعة وسهولة.
● وهو الصُّهْرُ: أي الذوبان والانصهار. يقال: صَهَرَ المعدن إذا أذابه. والمعنى: وهو الذائب المنصهر من شدة العذاب.
● ثم يعاد كما كان: ثم يعود جسده وكيانه إلى ما كان عليه قبل صب الحميم، ليُعَذَّب من جديد، ولا يفنى ولا يموت فيستريح.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم عن نوع فظيع من العذاب الذي يلقاه الكفار والعصاة في نار جهنم، حيث يُصَبُّ على رؤوسهم ماءٌ غليانُه أشد من غليان القطران في الدنيا.
فلا يقتصر أثر هذا الماء على حرق الرأس والجلد فحسب، بل إن حرارته وهوله تخترق الجمجمة وتنفذ إلى داخل الجسد، فتصل إلى أحشائه وبطنه فتحرقها وتدمرها.
ولا يتوقف العذاب عند هذا الحد، بل إن قوة هذا الحميم وسيلانه تجرف معها كل ما في جوف الإنسان من أحشاء وأمعاء وكبد وقلب، فتسحبها وتخرجها من جسده حتى تخرج من باطن قدميه!
وفي خضم هذا العذاب المهول، يكون حال ذلك المعذَّب كحال المعدن الذي أذيب وصُهِرَ في النار من شدة ما يلاقي من الألم والعذاب.
ثم لا تكون هذه النهاية، بل تُعَادُ أعضاؤه وأحشاؤه إلى ما كانت عليه أولاً، ليعاد صب الحميم عليه من جديد، وهكذا في حلقة مفرغة من العذاب الأبدي الذي لا نهاية له، ولا موت فيه يستريحون منه. {إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلَاسِلَا وَأَغْلَالًا وَسَعِيرًا} [الإنسان: 4].

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- عظمة عذاب الله وعظيم عقابه: هذا الحديث يصور لنا جزءاً من عذاب النار، الذي هو أشد مما يتصوره عقل البشر، وذلك لينفر الناس من أسباب دخولها.
2- العدل الإلهي: هذا العذاب المهول هو مصير من استحقّه بكفره ومعاصيه، فالله تعالى لا يظلم مثقال ذرة.
3- التحذير من الغفلة: الحديث تذكير قويّ وعظيم بما أعده الله لأعدائه، ليكون باعثاً للمسلم على تجنب المعاصي والمسارعة إلى الطاعات.
4- إثبات خلود أهل النار فيها: قوله: "ثم يعاد كما كان" دليل على أن العذاب يتجدد ولا ينقطع، وأن أهل النار لا يموتون فيها ولا يحترقون فيفنون، بل هم فيها خالدون. {كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ} [النساء: 56].
5- قدرة الله الباهرة: الحديث يظهر قدرة الله المطلقة، فهو القادر على أن يعيد الخلق كما بدأهم، ويعيد العذاب على من يستحقه.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من الأحاديث التي تُثْبِتُ حقيقة عذاب القبر وعذاب النار، على حقيقتها، كما يليق بجلال الله تعالى من غير تشبيه ولا تعطيل.
- ينبغي للمسلم أن يتفكر في هذا المصير المخيف، وأن يجعل ذلك دافعاً له لمراقبة الله تعالى وخشيته في السر والعلن.
- الدعاء بالنجاة من عذاب النار وعذاب القبر من أهم ما يلح فيه العبد على ربه، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من قول: «اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من عذاب النار».
نسأل الله تعالى أن يجيرنا وإياكم من عذاب النار، وأن يبلغنا جنته دار السلام.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذيّ (٢٥٨٢)، وأحمد (٨٨٦٤)، والحاكم (٢/ ٣٨٧) كلهم من طريق عبد اللَّه ابن المبارك، أخبرنا سعيد بن يزيد، عن أبي السمح، عن ابن حجيرة، عن أبي هريرة، فذكره.
قال الترمذيّ: «هذا حديث حسن صحيح غريب، وابن حجيرة هو عبد الرحمن بن حجيرة المصري». وقال الحاكم: «صحيح الإسناد».
قال الأعظمي: إسناده حسن من أجل الكلام في أبي السمح، وهو دراج بن سمعان، وهو حسن الحديث في غير أبي الهيثم، وهذا من حديثه عن غير أبي الهيثم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 207 من أصل 286 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الحميم يصب على رؤوسهم فينفذ حتى يخلص إلى جوفه

  • 📜 حديث: الحميم يصب على رؤوسهم فينفذ حتى يخلص إلى جوفه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الحميم يصب على رؤوسهم فينفذ حتى يخلص إلى جوفه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الحميم يصب على رؤوسهم فينفذ حتى يخلص إلى جوفه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الحميم يصب على رؤوسهم فينفذ حتى يخلص إلى جوفه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب