حديث: تنخع رسول الله ودلكها بنعله

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب النهي عن البصاق في المسجد وفي القبلة

عن عبد الله بن الشخير قال: صليت مع رسول الله ﷺ فرأيته تنخَّع فدلكها بنعْلِه.

صحيح: رواه مسلم في المساجد (٥٥٤) عن عبيدالله بن معاذ العنبري، حدثنا أبي، حدثنا كَهمس، عن يزيد بن عبد الله بن الشخير، عن أبيه فذكره.

عن عبد الله بن الشخير قال: صليت مع رسول الله ﷺ فرأيته تنخَّع فدلكها بنعْلِه.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه، وسأشرحه لك على النحو التالي:

1. شرح المفردات:


* تنخَّع: أي تخلص من البلغم أو النخامة في حلقه وبصقها. النخاعة هي ما يخرج من الحلق أو الأنف من بلغم أو مخاط.
* فدلكها: أي حكها ومسحها.
* بنعْلِه: النعل هنا هي ما يلبس في القدم، أي حذاؤه أو نعله.

2. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبر الصحابي الجليل عبد الله بن الشخير – رضي الله عنه – أنه صلى مرة مع رسول الله ﷺ، فلاحظ أن النبي ﷺ بعد أن بصق نخامة (بلغماً) على الأرض، قام بمسحها ودلكها بنعله (حذائه) حتى طمس أثرها ومحاها.

3. الدروس المستفادة منه:


* النظافة من الإيمان: الحديث دليل عظيم على حرص الإسلام على النظافة وطهارة أماكن الصلاة، وعدم إيذاء المصلين برؤية ما يُستقذر.
* سنة عملية من النبي ﷺ: بيَّن النبي ﷺ لأمته بالأفعال كما بيَّن بالأقوال، كيف يتعامل المسلم مع ما قد يخرج منه في المسجد ليزيله ويطهر مكانه.
* إزالة الأذى عن طريق المصلين: من السنة إزالة كل ما يؤذي المصلين أو يشوّه منظر المسجد، سواء كان نخامة أو حجراً أو قاذورات. وقد وردت أحاديث أخرى تذم من يبصق في قبلة المسجد وتعتبر ذلك من الخطأ الذي "يأكل الله حسناته".
* التواضع الجم للنبي ﷺ: فيه دلالة على تواضعه ﷺ، حيث لم يطلب من أحد أن يفعل ذلك له، بل قام بنفسه بهذا الفعل ليعلم أمته.
* جواز استخدام النعل أو ما في حكمها (كالمنديل اليوم) لإزالة النجاسات الحكمية (ما تستقذر لكنه ليس بنجس عيناً)، حيث أن النخامة طاهرة في الأصل إذا خرجت من الإنسان، ولكنها مستقذرة.

4. معلومات إضافية مفيدة:


* الحكمة من دلكها وطمس أثرها هي إزالة الرائحة والمنظر المُستقذر، وحماية الأرض من أن تلتصق بها الأوساخ بعد ذلك.
* الفعل ليس مقصوراً على النعل، بل المقصود هو إزالة النخامة بأي شيء يحقق الغرض، كالمنديل أو باطن القدم إذا لم يكن هناك حذاء، أو حتى بتراب الأرض.
* يستفاد من الحديث أيضاً آداب دخول المسجد والحفاظ على طهارته ونظافته، وأن على المسلم أن يتجنب كل ما ينفر الناس من الصلاة فيه أو يؤذيهم.
أسأل الله أن يفقهنا في ديننا، ويجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في المساجد (٥٥٤) عن عبيدالله بن معاذ العنبري، حدثنا أبي، حدثنا كَهمس، عن يزيد بن عبد الله بن الشخير، عن أبيه فذكره.
ورواه هو وأبو داود (٤٨٢) كلاهما من حديث سعيد الجُريري، عن أبي العلاء يزيد بن عبد الله ابن الشخير، عن أبيه، أنَّه صلى مع النبي ﷺ قال: فتنخَّع فدلكها بنعله اليسرى.
وأما أبو داود فرواه مثله، ورواه أيضًا عن أبي العلاء، عن مطرف (وهو أخوه) عن أبيه قال: أتيتُ رسول الله ﷺ وهو يُصَلِّي فبزق تحت قدمه اليسرى.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 97 من أصل 126 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: تنخع رسول الله ودلكها بنعله

  • 📜 حديث: تنخع رسول الله ودلكها بنعله

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: تنخع رسول الله ودلكها بنعله

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: تنخع رسول الله ودلكها بنعله

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: تنخع رسول الله ودلكها بنعله

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب