رسول الله ﷺ رأى في جدار القبلة مخاطًا فحكه

حديث: رسول الله ﷺ رأى في جدار القبلة مخاطًا فحكه

عن عائشة أم المؤمنين أن رسول الله ﷺ رأي في جدار القبلة مُخاطًا أو
بُصاقًا، أو نُخامةً فحكَّه.

متفق عليه: رواه مالك في القبلة (٥) عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة فذكرته.

عن عائشة أم المؤمنين أن رسول الله ﷺ رأي في جدار القبلة مُخاطًا أو
بُصاقًا، أو نُخامةً فحكَّه.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا وإياك بالعلم النافع.
هذا الحديث الشريف رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو من الأحاديث التي تُعنى بآداب المسجد ونظافته، وإليك شرحه الوافي:

نص الحديث:

عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: "رأى رسول الله ﷺ في جدار القبلة مُخاطًا، أو بُصاقًا، أو نُخامةً، فَحَكَّهُ".

1. شرح المفردات:

● جدار القبلة: هو الحائط الذي يتجه إليه المصلي في صلاته، وهو اتجاه الكعبة المشرفة.
● مُخاطًا: هو ما يخرج من الأنف من أذى.
● بُصاقًا: هو ما يبصقه الإنسان من ريقه.
● نُخامةً: هي البلغم أو ما يخرج من الحلق والصدر من أذى.
● فَحَكَّهُ: أي أزاله بحكِّه بيده أو بشيء آخر.

2. المعنى الإجمالي للحديث:

يخبرنا هذا الحديث أن النبي ﷺ لاحظ وجود أذى (مخاط أو بصاق أو نخامة) على جدار المسجد الذي يتجه إليه المصلون في صلاتهم (جدار القبلة)، فلم يرضَ بذلك، وقام بإزالته بنفسه مباشرة.

3. الدروس المستفادة والعبر:

هذا الحديث العظيم يحمل في طياته العديد من الفوائد والعبر التي ينبغي للمسلم أن يتأملها ويعمل بها:
● تنظيف المساجد وإزالة الأذى عنها: يُستفاد من فعل النبي ﷺ وجوب المحافظة على نظافة المساجد وطهارتها، وإزالة كل ما يشوّه جمالها أو ينافي قدسيتها. والمسجد بيت الله، فيجب أن يكون نظيفاً معطراً.
● كراهية البصق في المسجد: يُستنبط من الحديث تحريم أو كراهية شديدة البصق أو إلقاء النخامة في المسجد، خاصة في اتجاه القبلة، لما في ذلك من استخفاف بحرمة بيت الله.
● تواضع النبي ﷺ واهتمامه بالشؤون العامة: لم يَأْمُرْ أحداً بإزالة هذا الأذى، بل قام به بنفسه الشريفة، مما يدل على تواضعه العظيم واهتمامه الشخصي بنظافة مكان العبادة، وهو قدوة للأمة في ذلك.
● الحث على السَّعي في إزالة المنكر: فعل النبي ﷺ هو صورة عملية من صور إنكار المنكر وإزالته باليد لمن له القدرة على ذلك.
● تقدير方向 القبلة: إزالة الأذى من جدار القبلة خاصة تدل على تعظيم方向 المصلي الذي هو أشرف اتجاه للمسلم.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- ذهب الفقهاء إلى أن البصاق في المسجد مكروه كراهة تحريمية، خاصة إذا كان في اتجاه القبلة.
- يستحب للمصلي إذا أراد البصاق أن يبصق عن يساره أو تحت قدمه اليسرى، ولا يبصق أمامه (اتجاه القبلة) ولا عن يمينه، كما جاء في أحاديث أخرى.
- هذا الحديث أصل في وجوب احترام المساجد وتنزيهها عن كل قذر أو أذى، وهي ليست مجرد أماكن للصلاة فحسب، بل هي بيوت الله تعالى.
- فيه أيضاً تربية للنفس على النظام والنظافة، وهي من صفات المسلم التي حث عليها الإسلام.
نسأل الله أن يجعلنا ممن يعظمون حرماته، ويحافظون على بيوته، ويقتدون بنبيه الكريم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مالك في القبلة (٥) عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة فذكرته.
ورواه البخاري في الصلاة (٤٠٧) عن عبد الله بن يوسف، ومسلم في المساجد (٥٤٩) عن قتيبة ابن سعيد، كلاهما عن مالك به مثله.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 88 من أصل 126 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: رسول الله ﷺ رأى في جدار القبلة مخاطًا فحكه

📜 حديث: رسول الله ﷺ رأى في جدار القبلة مخاطًا فحكه

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: رسول الله ﷺ رأى في جدار القبلة مخاطًا فحكه

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: رسول الله ﷺ رأى في جدار القبلة مخاطًا فحكه

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: رسول الله ﷺ رأى في جدار القبلة مخاطًا فحكه

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية