لو تركنا هذا الباب للنساء

حديث: لو تركنا هذا الباب للنساء

عن ابن عمر قال: قال رسول الله ﷺ: «لو تركنا هذا الباب للنساء» قال نافع: فلم يدخل منه ابن عمر حتى مات.

صحيح: رواه أبو داود (٤٦٢) عن عبد الله بن عمر وأبي معمر، حدثنا عبد الوارث، حدثنا أيوب، عن نافع، عن ابن عمر فذكر مثله.

عن ابن عمر قال: قال رسول الله ﷺ: «لو تركنا هذا الباب للنساء» قال نافع: فلم يدخل منه ابن عمر حتى مات.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الذي سألت عنه رواه أبو داود في سننه، وإليك شرحه الوافي على النحو المطلوب:

نص الحديث:

عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ﷺ: «لَوْ تَرَكْنَا هَذَا البَابَ لِلنِّسَاءِ». قال نافع: فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ ابْنُ عُمَرَ حَتَّى مَاتَ.

1. شرح المفردات:

● لَوْ تَرَكْنَا: أي لو أعطيناه واختصصناه به.
● هَذَا البَابَ: المقصود باب معين في المسجد النبوي.
● لِلنِّسَاءِ: أي جعلنه خاصًا بالنساء يدخلن ويخرجن منه دون مزاحمة الرجال.

2. المعنى الإجمالي للحديث:

يخبرنا الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي ﷺ اقترح أو تمنى أن يُترك باب معين من أبواب المسجد النبوي للنساء، كي يكن له مدخلاً ومخرجًا خاصًا بهن لا يختلطن فيه بالرجال، تحقيقًا للآداب الإسلامية في الفصل بين الجنسين في الأماكن العامة وخاصة في المساجد.
ولم يكن هذا أمرًا إلزاميًا، بل كان ندبًا واستحبابًا وتيسيرًا للنساء. ولكن ابن عمر رضي الله عنهما، حرصًا منه على تطبيق هدي النبي ﷺ وأخلاقه حتى في مجرد الرغبة والاستحباب، التزم بهذا المعنى التزامًا عظيمًا، فامتنع عن الدخول من ذلك الباب طوال حياته تكريمًا لهذا التوجيه النبوي وتنزيهًا له عن مزاحمة النساء.

3. الدروس المستفادة منه:

1- الحرص على تطبيق السنة النبوية: يظهر من فعل ابن عمر شدة حرصه على اتباع سنة النبي ﷺ، حتى في الأمور التي هي على سبيل الاستحباب والندب وليست أمرًا واجبًا. وهذا من كمال فهمه للدين وحرصه على الاقتداء.
2- التقوى والورع: يمثل هذا الموقف قمة الورع، وهو البعد عن مواطن الشبهات ومواطن الريبة، حتى لو كان الفعل في أصله جائزًا. فابن عمر امتنع عن شيء مباح (الدخول من أي باب) درءًا لأي شبهة أو خوفًا من أن يتسبب في حرج لأحد النساء.
3- الاهتمام بآداب المسجد والتزامها: الحديث يدل على عناية الإسلام بآداب المساجد، ومنها مراعاة الفصل بين الرجال والنساء وعدم الاختلاط، حفاظًا على أجلال بيوت الله وحماية للمصلين من الفتنة.
4- التيسير على النساء ورعاية حاجاتهن: توجيه النبي ﷺ يدل على رحمته ﷺ ورعايته للنساء، وحرصه على تيسير أمور عبادتهن ودخولهن المساجد بأمان وسلامة من الفتنة.
5- قوة الأثر في التربية: إن تلميذ ابن عمر وهو نافع، قد حفظ هذا الموقف ورواه، مما يدل على الأثر العميق الذي تركه هذا السلوك الورع في نفوس من حوله، وصار قدوة عملية في الالتزام.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث من الأحاديث التي يستدل بها العلماء على استحباب إعداد أبواب خاصة للنساء في المساجد، وهو الأمر المعمول به الآن في معظم المساجد الكبيرة.
- موقف ابن عمر رضي الله عنهما يعد من أبلغ صور "الورع" التي يضرب بها المثل، حيث تجنب أمرًا مباحًا تمامًا طاعة للنبي ﷺ واحتياطًا للدين.
- هذا الفعل من ابن عمر لا يعني تحريم الدخول من ذلك الباب على الرجال، ولكنه فعل من باب الورع والتأدب مع توجيه النبي ﷺ، وإلا فالأصل أن أبواب المساجد عامة للجميع.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٤٦٢) عن عبد الله بن عمر وأبي معمر، حدثنا عبد الوارث، حدثنا أيوب، عن نافع، عن ابن عمر فذكر مثله.
وهذا إسناد صحيح، ولكن أعلَّه أبو داود قائلًا: رواه غير عبد الوارث: قال عمر، وهو أصح ثم رواه من طريق أيوب، عن نافع، قال: قال عمر بن الخطاب بمعناه وهو أصح. ثم رواه من طريق بكير، عن نافع، قال: إن عمر بن الخطاب كان ينهى أن يُدخل من باب النساء
قال الأعظمي: عبد الوارث ثقة ثبت فزيادته مقبولة كما هو مقرر عند أئمة هذا الفن، والذي رواه موقوفًا لا يُعَلُّ به رواية من رواه مرفوعًا، كما أن نافعًا لم يدرك عمر بن الخطاب ففيه انقطاع، على أنه لا يمنع أن يُروى هذا الحديث مرفوعًا وموقوفًا.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 72 من أصل 126 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لو تركنا هذا الباب للنساء

📜 حديث: لو تركنا هذا الباب للنساء

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: لو تركنا هذا الباب للنساء

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: لو تركنا هذا الباب للنساء

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: لو تركنا هذا الباب للنساء

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية