حديث: لا تبصق في قبلة المسجد فإنك تستقبل ربك

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب النهي عن البصاق في المسجد وفي القبلة

عن أبي سعيد الخدري أن النبي ﷺ كان يحب العراجين ولا يزال في يده منها، فدخل المسجد فرأي نخامة في قبلة المسجد فحكَّها، ثم أقبل على الناس مُغْضِبًا فقال: «أيسُرّ أحدكم أن يُبصق في وجهه؟ إنَّ أحدكم إذا استقبل القبلة فإنَّما يستقبل ربّه عز وجل، والملك عن يمينه، فلا يتفُل عن يمينه، ولا في قبلته. ولْيبْصُق عن يساره أو تحت قدمه، فإن عجل به أمر فليقُل هكذا».
ووصف لنا ابن عجلان ذلك: أن يتفل في ثوبه ثم يرد بعضه على بعض.

حسن: رواه أبو داود (٤٨٠) عن يحيى بن حبيب (بن عربي) ثنا خالد، يعني ابن الحارث، عن محمد بن عجلان، عن عياض بن عبد الله، عن أبي سعيد الخدري فذكره.

عن أبي سعيد الخدري أن النبي ﷺ كان يحب العراجين ولا يزال في يده منها، فدخل المسجد فرأي نخامة في قبلة المسجد فحكَّها، ثم أقبل على الناس مُغْضِبًا فقال: «أيسُرّ أحدكم أن يُبصق في وجهه؟ إنَّ أحدكم إذا استقبل القبلة فإنَّما يستقبل ربّه ﷿، والملك عن يمينه، فلا يتفُل عن يمينه، ولا في قبلته. ولْيبْصُق عن يساره أو تحت قدمه، فإن عجل به أمر فليقُل هكذا».
ووصف لنا ابن عجلان ذلك: أن يتفل في ثوبه ثم يرد بعضه على بعض.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع الذي رواه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه، معتمدًا على كلام أهل العلم المعتبرين:

الحديث:


عن أبي سعيد الخدري أن النبي ﷺ كان يحب العراجين ولا يزال في يده منها، فدخل المسجد فرأى نخامة في قبلة المسجد فحكَّها، ثم أقبل على الناس مُغْضِبًا فقال: «أيسُرّ أحدكم أن يُبصق في وجهه؟ إنَّ أحدكم إذا استقبل القبلة فإنَّما يستقبل ربّه عز وجل، والملك عن يمينه، فلا يتفُل عن يمينه، ولا في قبلته. ولْيبْصُق عن يساره أو تحت قدمه، فإن عجل به أمر فليقُل هكذا». ووصف لنا ابن عجلان ذلك: أن يتفل في ثوبه ثم يرد بعضه على بعض.


1. شرح المفردات:


● العراجين: جمع عرجون، وهو عود النخلة الذي يحمل الشمراخ (العذق)، وكان النبي ﷺ يمضغه ويستاك به؛ لطيب ريحه وفائدته للأسنان.
● النخامة: البلغم أو البصاق الذي يخرج من الفم.
● حكها: أزالها بيده الكريمة ﷺ.
● يُبصق في وجهه: أي هل يرضى أحدكم أن يُبصق في وجهه؟ وهذا للتنفير من البصق تجاه القبلة.
● يستقبل ربه: أي أن المصلي عندما يتجه إلى القبلة فإنه يكون في مقام مناجاة الله تعالى، فكأنه بين يدي ربه.
● الملك عن يمينه: أي ملك من الملائكة موكل بحفظه وتدوين حسناته.
● فلا يتفل عن يمينه: لا يبصق نحو الجهة اليمنى؛ احترامًا للملك الحافظ.
● ليبصق عن يساره أو تحت قدمه: الخيارات المباحة للبصاق أثناء الصلاة.
● فإن عجل به أمر: إذا احتاج إلى البصاق urgently ولم يتمكن من البصق إلى اليسار أو تحت القدم.
● أن يتفل في ثوبه ثم يرد بعضه على بعض: الحل البديل عند الضرورة، بأن يبصق في طرف ثوبه ثم يطويه أو يمسحه.


2. المعنى الإجمالي للحديث:


يدخل النبي ﷺ المسجد وفي يده عرجون النخلة (الذي كان يحبه ويستاك به)، فيرى بصاقًا في اتجاه القبلة — وهو أقدس اتجاه في الصلاة — فيغضب غضبًا شديدًا لانتهاك حرمة المسجد والقبلة، ثم يوجه الصحابة بأدبٍ رفيعٍ، مستخدمًا أسلوبًا تربويًّا مؤثرًا، موضحًا أن المصلي في حالة استقبال لربه، وأن ملكًا عن يمينه، فلا يجوز له أن يبصق تجاه القبلة (لحرمتها) ولا نحو اليمين (لاحترام الملك)، بل إما إلى اليسار أو تحت قدمه، فإن اضطر فليبصق في ثوبه.


3. الدروس المستفادة والفقه في الحديث:


● تحريم البصاق في القبلة: لأنه إهانة للجهة التي يستقبلها المسلم في صلاته، وكأنه يبصق تجاه ربه.
● تحريم البصاق عن اليمين: احترامًا للملك الموكل بالإنسان.
● الأماكن الجائز البصاق فيها أثناء الصلاة: اليسار أو تحت القدم.
● التيسير عند الضرورة: إذا لم يتمكن من البصق في تلك الجهات، فله أن يبصق في ثوبه ثم يطويه.
● غضب النبي ﷺ على انتهاك حرمة المسجد: مما يدل على عظم حرمة المساجد وتنزيهها عن القاذورات والأوساخ.
● الأسلوب النبوي في التعليم: باستخدام التوجيه بالتمثيل ("أيسر أحدكم أن يبصق في وجهه؟") مما يثير المشاعر ويرسخ المعنى.
● تنظيف المسجد من الأذى: من سنن النبي ﷺ، كما حك النخامة بنفسه.
● ملازمة النبي ﷺ للسواك والعناية بنظافة الفم: كما في حديث العراجين.


4. فوائد إضافية:


- الحديث يدل على عظمة منزلة الصلاة وأن المصلي في مقام مناجاة الله، فيجب أن يكون على أكمل هيئة من الخشوع والأدب.
● وجود ملائكة يحفظون الإنسان ويقيدون أعماله، كما في قوله: "والملك عن يمينه".
● استحباب السواك خاصة عند الصلاة ودخول المسجد، كما كان النبي ﷺ يفعل.
● غضب النبي ﷺ لله تعالى، لا لنفسه، مما يدل على غيرته على حرمات الله.

أسأل الله تعالى أن يفقهنا في ديننا، وأن يعيننا على أداء حق حرمة المساجد والصلاة، وأن نقتدي بنبينا محمد ﷺ في أدبه وتوجيهاته.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٤٨٠) عن يحيى بن حبيب (بن عربي) ثنا خالد، يعني ابن الحارث، عن محمد بن عجلان، عن عياض بن عبد الله، عن أبي سعيد الخدري فذكره. وإسناده حسن لأجل محمد بن عجلان فإنه صدوق.
وأخرجه ابن خزيمة (٨٨٠)، وابن حبان (٢٢٧٠)، والحاكم (١/ ٢٥١) كلهم في صحاحهم من طرق عن محمد بن عجلان به مثله.
قال الحاكم: «صحيح على شرط مسلم».
ورواه أيضًا ابن خزيمة (٩٢٦) من وجه آخر عن أبي سعيد قال: رأي رسول الله ﷺ نخامة في قبلة المسجد، فاستبرأ بعود معه، ثم أقبل على القوم يعرفون الغضب في وجهه فقال: «أيكم صاحب هذه النُخامة؟ «فسكتوا. فقال: أيحب أحدكم إذا قام يُصَلِّي أن يستقبله رجل فيتنخع في وجهه؟» فقالوا: لا. قال: «فإن الله عز وجل بين أيديكم في صلاتكم، فلا توجهوا شيئًا من الأذى بين أيديكم، ولكن عن يسار أحدكم أو تحت قدمه».
وإسناده صحيح، وهو في الصّحيحين من وجه آخر مختصرًا عنه وعن أبي هريرة معًا، وعنه وحده كما مضى.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 91 من أصل 126 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تبصق في قبلة المسجد فإنك تستقبل ربك

  • 📜 حديث: لا تبصق في قبلة المسجد فإنك تستقبل ربك

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا تبصق في قبلة المسجد فإنك تستقبل ربك

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا تبصق في قبلة المسجد فإنك تستقبل ربك

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا تبصق في قبلة المسجد فإنك تستقبل ربك

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب