حديث: لا تبزقن أحدكم قبل قبلته ولكن عن يساره أو تحت قدميه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب النهي عن البصاق في المسجد وفي القبلة

عن أنس أن النبي ﷺ رأي نُخامةً في القبلة، فشق ذلك عليه، حتى رُئي في وجهه، فقام فحكَّه بيده، فقال: «إن أحدكم إذا قام في صلاته، فإنه يناجي ربه، أو إن ربه بينه وبين القِبْلَة، فلا يَبْزُقَنَّ أحدكم قِبَلَ قبلتِه، ولكن عن يساره، أو تحت قدميه» ثم أخذ طرف ردائه فبصق فيه، ثم رد بعضه على بعض فقال: «أو يفعلُ هكذا».

متفق عليه: رواه البخاري في الصلاة (٤١٢، ٤١٣)، وملم في المساجد (٥٥١) كلاهما من حديث شعبة، قال: أخبرني قتادة، قال: سمعت أنس بن مالك فذكره.

عن أنس أن النبي ﷺ رأي نُخامةً في القبلة، فشق ذلك عليه، حتى رُئي في وجهه، فقام فحكَّه بيده، فقال: «إن أحدكم إذا قام في صلاته، فإنه يناجي ربه، أو إن ربه بينه وبين القِبْلَة، فلا يَبْزُقَنَّ أحدكم قِبَلَ قبلتِه، ولكن عن يساره، أو تحت قدميه» ثم أخذ طرف ردائه فبصق فيه، ثم رد بعضه على بعض فقال: «أو يفعلُ هكذا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف شرحًا وافيًا، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

نص الحديث:


عن أنس بن مالك رضي الله عنه: «أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَأَى نُخَامَةً فِي القِبْلَةِ، فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِ، حَتَّى رُئِيَ فِي وَجْهِهِ، فَقَامَ فَحَكَّهُ بِيَدِهِ، فَقَالَ: إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا قَامَ فِي صَلاَتِهِ، فَإِنَّهُ يُنَاجِي رَبَّهُ، أَوْ إِنَّ رَبَّهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ القِبْلَةِ، فَلاَ يَبْزُقَنَّ أَحَدُكُمْ قِبَلَ قِبْلَتِهِ، وَلَكِنْ عَنْ يَسَارِهِ، أَوْ تَحْتَ قَدَمِهِ، ثُمَّ أَخَذَ طَرَفَ رِدَائِهِ فَبَصَقَ فِيهِ، ثُمَّ رَدَّ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَقَالَ: أَوْ يَفْعَلُ هَكَذَا».


1. شرح المفردات:


* نُخامةً: هي البلغم أو المخاط الذي يخرج من الحلق، وهو أغلظ من الريق (البصاق).
* في القبلة: أي في جدار المسجد أو المكان المتجه نحو الكعبة (القبلة) الذي يصلي إليه المسلمون.
* فشق ذلك عليه: أي أثقل عليه وأحزنه.
* حتى رُئي في وجهه: حتى ظهر أثر الغضب والتأثر الشديد على وجهه صلى الله عليه وسلم.
* فحكَّه بيده: أزالها وأزال أثرها بيده الكريمة، تواضعًا منه وتعليمًا لأمته.
* يناجي ربه: أي يخاطب ربه ويدعوه ويتقرب إليه. والمناجاة هي الحديث بخفية وصدق.
* قِبَلَ قبلته: أي نحو قبلته التي يتوجه إليها في صلاته.
* عن يساره: أي في الجهة اليسرى منه، وليس أمامه.
* طرف ردائه: حاشية ثوبه أو عباءته.


2. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبرنا الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه عن موقف حصل في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، حيث رأى النبي ﷺ بصاقًا (نخامة) على جدار القبلة، فتأثر وغضب غضبًا شديدًا ظهر على ملامح وجهه الشريف، مما يدل على عظم الجرم الذي حصل.
فقام بنفسه، مع علو مقامه، بإزالة هذا الأذى بيده الكريمة، ليعلم الأمة بالأمرين: خطورة ما فعلوه، وكيفية التخلص منه. ثم شرع صلى الله عليه وسلم في تعليمهم الأدب الرفيع مع الله تعالى في صلاتهم، مبينًا أن المصلي في حالة مناجاة لربه، بل إن ربه حاضرة بينه وبين القبلة، فكيف يليق به أن يبصق تجاه من يناجيه؟!
ثم بين لهم البديل المباح، وهو أن يبصق عن يساره (إذا لم يكن هناك مصلٍ أو ممر) أو تحت قدميه ليدفنه. ولتأكيد هذا المعنى وبيان بديل آخر أكثر أدبًا، قام صلى الله عليه وسلم بالفعل العملي، فبصق في طرف ردائه ثم طواه عليه، ليكون قدوة عملية في كيفية المحافظة على نظافة المسجد وأدب المصلي.


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- تعظيم حرمات الله وشعائره: غضب النبي ﷺ كان لتعظيم القبلة والمسجد، فهما من شعائر الله التي يجب احترامها وتنزيهها عن كل قذر أو أذى.
2- عظمة منزلة الصلاة: الحديث يرفع من شأن الصلاة ويبين حقيقتها؛ فهي ليست مجرد حركات، بل هي مناجاة بين العبد وربه، والله تعالى أقرب إلى العبد من حبل الوريد وهو بينه وبين قبلته.
3- الحث على النظافة والطهارة: خاصة في المساجد، فهي بيوت الله تعالى، يجب أن تُحفظ نظيفة ومعطرة، وتُنزه عن كل ما ينفر المصلين من روائح كريهة أو مناظر مقززة.
4- التواضع العملي من القائد: قام النبي ﷺ بنفسه بإزالة النخامة ليعلم أمته أن خدمة المسجد وتنظيفه شرف وعبادة، وليس منقصة.
5- التعليم بالفعل والقول: جمع النبي ﷺ في تعليمه بين التوجيه اللفظي والقدوة العملية (بحك النخامة، ثم البصق في الرداء) ليكون أوقع في النفوس وأبلغ في الفهم.
6- الرحمة والرفق بالأمة: رغم غضبه الشديد، لم يعنف أحدًا بعينه، بل وجه الخطاب بشكل عام ("أحدكم")، وعلم ووجه إلى الحل البديل، مما يجمع بين الزجر والترغيب في الخلق الحسن.
7- استحباب البصق عن اليسار أو تحت القدم: هذه هي السنة في كيفية التخلص من البصاق أثناء الصلاة إذا دعت الحاجة إليه، مع كراهة البصق أمام المصلي (إلى اليمين) لأنه مكان الملائكة الكرام.


4. معلومات إضافية مفيدة:


* حكم البصاق في المسجد اتجاه القبلة: العلماء على أنه حرام ومخالف لأدب الصلاة والمسجد، لما فيه من إهانة للمكان وللقبلة.
* الفقه في اتجاه البصاق: ذهب جمهور العلماء إلى أن
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الصلاة (٤١٢، ٤١٣)، وملم في المساجد (٥٥١) كلاهما من حديث شعبة، قال: أخبرني قتادة، قال: سمعت أنس بن مالك فذكره.
ورواه البخاري (٤٠٥) من وجه آخر عن حميد، عن أنس وهذا لفظه.
ولم يذكر مسلم: «ثم أخذ طرف ردائه ...».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 85 من أصل 126 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تبزقن أحدكم قبل قبلته ولكن عن يساره أو تحت قدميه

  • 📜 حديث: لا تبزقن أحدكم قبل قبلته ولكن عن يساره أو تحت قدميه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا تبزقن أحدكم قبل قبلته ولكن عن يساره أو تحت قدميه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا تبزقن أحدكم قبل قبلته ولكن عن يساره أو تحت قدميه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا تبزقن أحدكم قبل قبلته ولكن عن يساره أو تحت قدميه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب