من دعا إلى الجمل الأحمر

حديث: من دعا إلى الجمل الأحمر

عن سليمان بن بُريدة، عن أبيه، أن رجلًا نشد في المسجد فقال: من دعا إلى الجمل الأحمر، فقال النبي ﷺ: «لا وجدت، إنما بُنيتْ المساجدُ لما بُنيتِ له».

صحيح: رواه مسلم في المساجد (٥٦٩) من حديث عبد الرزاق - وهو في مصنفه (١٧٢١) - عن الثوري، عن علقمة بن مرثَد، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فسأشرح هذا الحديث الشريف شرحاً وافياً مستعيناً بالله تعالى، معتمداً على كلام أهل العلم المعتبرين.

نص الحديث:

عن سليمان بن بريدة، عن أبيه، أن رجلاً نشد في المسجد فقال: من دعا إلى الجمل الأحمر، فقال النبي ﷺ: «لا وجدت، إنما بُنيتْ المساجدُ لما بُنيتِ له».

شرح المفردات:

● نشد: طلب ونادى بسؤال عن شيء ضاع منه.
● من دعا إلى الجمل الأحمر: أي من يدلني على الجمل الأحمر الذي فقدته.
● لا وجدت: أي لن تجده، أو ليس لك أن تطلبه هنا.
● بُنيت المساجد: شُيدت وأُقيمت.
● لما بُنيت له: للأمور التي أعدت من أجلها.

شرح الحديث:

يحدثنا الصحابي الجليل بريدة بن الحصيب رضي الله عنه أن رجلاً دخل المسجد وارتفع صوته ينادي ويستغيث، طالباً من الناس أن يدلوه على "الجمل الأحمر" الذي ضاع منه، فسمعه النبي صلى الله عليه وسلم فأنكر عليه ذلك.
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "لا وجدت" أي لن تجده بهذه الطريقة، أو ليس هذا مكان طلبه، ثم بين له الحكمة من إنكاره بقوله: "إنما بُنيت المساجدُ لما بُنيتِ له"، أي أن المساجد لم تُبنَ لمثل هذه الأمور الدنيوية، وإنما بنيت للعبادة وذكر الله وتعلم العلم وتعليمه.

الدروس المستفادة منه:

1- تقديس المساجد وتعظيم حرمتها: يجب احترام المساجد وصيانتها عن كل ما لا يليق بها من أمور الدنيا وضجيجها.
2- التنبيه على آداب المسجد: ليس المسجد مكاناً للنداء عن الضوال أو البيع والشراء أو الحديث في أمور الدنيا، بل هو للصلاة والذكر والعلم.
3- الحكمة في الإنكار: النبي صلى الله عليه وسلم لم ينهه فقط، بل بين له الحكمة والتعليل، مما يجعل النهي أوفق للقبول.
4- تحريم النداء في المساجد للأمور الدنيوية: وهذا يشمل رفع الصوت فيها لغير ذكر الله.
5- بيان الغاية من بناء المساجد: وهي العبادة الخالصة لله تعالى، وتلاوة القرآن، وذكر الله، والتعلم والتعليم.

معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث أخرجه مسلم في صحيحه، وهو من الأحاديث التي تدل على عظم مكانة المساجد في الإسلام.
- يستفاد من الحديث أن المساجد لها حرمة خاصة، ويجب على المسلم أن يحافظ على وقارها وسكينتها.
- ينبغي للمسلم إذا دخل المسجد أن يشتغل بما فيه من عبادة وذكر، ولا يشغل نفسه أو غيره بأمور الدنيا.
- العلماء استدلوا بهذا الحديث على تحريم رفع الصوت في المساجد بغير ذكر الله، وعلى كراهية الانشغال فيها بأمور الدنيا.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في المساجد (٥٦٩) من حديث عبد الرزاق - وهو في مصنفه (١٧٢١) - عن الثوري، عن علقمة بن مرثَد، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه فذكره.
ورواه أيضًا من حديث وكيع، عن أبي سنان، عن علقمة بن مرثد به وفيه: أن النبي ﷺ لما صلَّي قام رجل فقال: فذكره.
وفي رواية: كان ذلك في صلاة الفجر.
قوله: من دعا إلى الجمل الأحمر: أي من وجد ضالتي وهو الجمل الأحمر، فدعاني إليه.
وقوله: «إنما بُنيت المساجد لما بنيت له» قال النووي في شرح مسلم: «معناه لذكر الله تعالي والصلاة والعلم والمذاكرة في الخير ونحوها».
وقوله: «لا وجدت» أي إن عُدت لهذا الفعل بعد نَهْي إياك عنه.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 110 من أصل 126 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من دعا إلى الجمل الأحمر

📜 حديث: من دعا إلى الجمل الأحمر

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: من دعا إلى الجمل الأحمر

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: من دعا إلى الجمل الأحمر

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: من دعا إلى الجمل الأحمر

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية