حديث: أجِبْ عَنّي، اللهم! أيِّده بروح القدس

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في إنشاد الشعر في المسجد

عن أبي هريرة أن عمر مرَّ بحسان وهو يُنْشِد الشعر في المسجد، فلحظ إليه فقال: قد كنت أنشد، وفيه من هو خير منك، ثم التفت إلى أبي هريرة فقال: أنْشُدك الله أسمعتَ رسولَ الله ﷺ يقول: «أجِبْ عَنّي، اللهم! أيِّده بروح القدس» قال: اللهُمَّ! نعم.

متفق عليه: رواه البخاري في بدء الخلق (٣٢١٢)، ومسلم في فضائل الصحابة (٢٤٨٥) كلاهما من حديث سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن سعيد، عن أبي هريرة فذكره.

عن أبي هريرة أن عمر مرَّ بحسان وهو يُنْشِد الشعر في المسجد، فلحظ إليه فقال: قد كنت أنشد، وفيه من هو خير منك، ثم التفت إلى أبي هريرة فقال: أنْشُدك الله أسمعتَ رسولَ الله ﷺ يقول: «أجِبْ عَنّي، اللهم! أيِّده بروح القدس» قال: اللهُمَّ! نعم.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه والعمل بها.
هذا حديث صحيح رواه الإمام البخاري في صحيحه، وله طرق أخرى، وهو من الأحاديث التي تُظهر مكانة الشعر في الدفاع عن الإسلام ورسوله ﷺ.

أولاً. شرح المفردات:


● يُنْشِد الشعر: أي يلقيه بصوت مسموع.
● فلحظ إليه: أي نظر إليه نظرة فيها عتاب أو استنكار.
● أنشدك الله: أي أسألك بالله.
● أجِبْ عَنّي: أي ادْفَعْ عني وارُدّ على من يهجوني.
● أيِّده بروح القدس: أي قَوِّه وأعنه بوحي أو إلهام من الله تعالى، وروح القدس هو جبريل عليه السلام.

ثانياً. شرح الحديث:


يحدثنا الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه أن الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه مرَّ بالشاعر حسان بن ثابت رضي الله عنه وهو يلقي الشعر في المسجد النبوي. فلم يعجب عمر ذلك في بداية الأمر، ونظر إليه نظرة استنكار، لأنه يرى أن المسجد للصلاة وذكر الله وتلاوة القرآن، وليس للشعر.
ولكن عمر رضي الله عنه سرعان ما تذكَّر فضل حسان ودوره، فاعتذر له بلطف قائلاً: "قد كنت أنشد، وفيه من هو خير منك". أي لا تستغرب عتبي، فقد كان يُنشد الشعر في هذا المسجد نفسه من هو خير منك وأفضل، وهو رسول الله ﷺ، وكان يستمع له ويشجعه.
ثم أراد عمر أن يتأكد من السنة في هذا الأمر، فالتفت إلى أبي هريرة رضي الله عنه، وهو من أكثر الصحابة رواية للحديث، واستحلفه بالله قائلاً: "أنشدك الله أسمعتَ رسولَ الله ﷺ يقول..." وهذا يدل على حرص عمر الشديد على التثبت والتأكد من صحة السنة، وعدم الاعتماد على الظن.
وسأله عن قول النبي ﷺ لحسان: "أجِبْ عَنّي، اللهم! أيِّده بروح القدس". وهذا دعاء من النبي ﷺ لحسان بأن يعينه الله ويلهمه الرد على المشركين الذين كانوا يهجونه ويهجون الإسلام بشعرهم. فأجاب أبو هريرة مؤكداً: "اللهُمَّ! نعم".

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- مكانة الشعر المشروع: الحديث يدل على جواز إنشاد الشعر في المسجد إذا كان كلاماً طيباً يدفع عن الإسلام، ولا يتضمن منكراً. فقد أقره عمر بعد أن تذكر سنة النبي ﷺ.
2- فضل حسان بن ثابت: هو شاعر رسول الله ﷺ، وكان يدافع عن الإسلام ويرد على هجاء المشركين، حتى دعا له النبي ﷺ بالعون والتأييد.
3- حرص الصحابة على التثبت: موقف عمر رضي الله عنه نموذج رائع في التثبت وعدم الاستعجال في الحكم، والرجوع إلى السنة النبوية في كل شيء.
4- الدعاء للأخرين بالنصرة: كان النبي ﷺ يدعو لأصحابه ويؤيدهم، وهذا من كمال خلقه وحرصه على أمته.
5- الاعتذار اللطيف: اعتذار عمر لحسان بقوله "وفيه من هو خير منك" يعلمنا أدب الاعتذار وطريقة تلطيف الموقف.

رابعاً. معلومات إضافية:


- كان للشعر في الجاهلية والإسلام مكانة عظيمة، وكان وسيلة إعلامية قوية.
- استخدم النبي ﷺ الشعر في الدفاع عن الدعوة، وكان يحث حساناً على الرد على المشركين.
- قول النبي ﷺ: "أيضه بروح القدس" فيه دليل على أن جبريل عليه السلام كان يؤيد حسان ويلهمه الكلمات البليغة.
أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا، وأن يرزقنا الفقه في دينه، والاتباع لسنة نبيه ﷺ. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في بدء الخلق (٣٢١٢)، ومسلم في فضائل الصحابة (٢٤٨٥) كلاهما من حديث سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن سعيد، عن أبي هريرة فذكره.
هكذا أسنده مسلم، ولم يذكر البخاري أبا هريرة، فجعل القصة لسعيد بن المسيب، مرسلة، لأنه لم يدرك زمن المرور، ولكن التفات حسّان إلى أبي هريرة للاستشهاد يُوحي بأن القصْة له، فلعلَّ حذف أبي هريرة من الإسناد كان اختصارًا من شيخ البخاري وهو علي بن عبد الله المديني.
ثم رواه هو (٤٥٣)، ومسلم من حديث شعيب، عن الزهري قال: أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف أنه سمع حسان بن ثابت الأنصاري يستشهد أبا هريرة: أنشدك الله! هل سمعت النبي ﷺ يقول: «يا حسان! أجب عن رسول الله ﷺ، اللهم! أيّده بروح القدس» قال أبو هريرة: نعم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 107 من أصل 126 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أجِبْ عَنّي، اللهم! أيِّده بروح القدس

  • 📜 حديث: أجِبْ عَنّي، اللهم! أيِّده بروح القدس

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أجِبْ عَنّي، اللهم! أيِّده بروح القدس

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أجِبْ عَنّي، اللهم! أيِّده بروح القدس

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أجِبْ عَنّي، اللهم! أيِّده بروح القدس

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب