إذا مر أحدكم في مسجدنا أو سوقنا ومعه نبل فليمسك على نصالها

حديث: إذا مر أحدكم في مسجدنا أو سوقنا ومعه نبل فليمسك على نصالها

عن أبي موسى، عن النبي ﷺ قال: إذا مر أحدكم في مسجدنا، أو سوقنا، ومعه نبْلٌ فليُمِسك على نِصالها«أو قال: قليقبِضْ بكفِّه، أن يُصيبَ أحدًا من المسلمين منها شيء».

متفق عليه: رواه البخاري في الفتن (٧٠٧٥)، ومسلم في البر والصلة (٢٦١٥) كلاهما عن محمد بن العلاء قال: حدثنا أبو أسامة، عن بُريد، عن أبي بُردة، عن أبي موسى فذكر مثله.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح الحديث الشريف:

الحديث:

عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا مر أحدكم في مسجدنا، أو سوقنا، ومعه نبْلٌ فليُمِسك على نِصالها - أو قال: فليقبض بكفه - أن يُصيبَ أحدًا من المسلمين منها شيء".
(رواه البخاري ومسلم)

1. شرح المفردات:

● نَبْلٌ: السهام، وهي جمع نَبلَة، وهي ما يُرمى به في القوس.
● نِصالها: النِصال جمع نَصْل، وهو رأس السهم الحاد.
● فليُمِسك على نِصالها: أي ليغطِّها ويُمسكها بيده حتى لا تؤذي أحدًا.
● فليقبض بكفه: أي ليضمها ويجمعها في كفه حتى لا تبرز وتؤذي.

2. المعنى الإجمالي للحديث:

يأمر النبي صلى الله عليه وسلم من كان يحمل سهامًا (أو أي شيء حادٍّ مؤذٍ) أن يغطي رؤوسها الحادة أو يضمها في يده عندما يمر في أماكن عامة كالمسجد أو السوق، حتى لا يصيب أحدًا من المسلمين بأذى، سواءً كان ذلك عن قصد أو دون قصد.

3. الدروس المستفادة منه:

1- الحرص على سلامة المسلمين: الحديث يدل على وجوب الحذر من إيذاء الآخرين، وخاصة في الأماكن العامة التي يكثر فيها الزحام.
2- تجنب الضرر: الإسلام يحرص على منع الضرر قبل وقوعه، وهذا من قواعد الشريعة العامة: "لا ضَرَرَ ولا ضِرَارَ".
3- المسؤولية الفردية: كل إنسان مسؤول عن تصرفاته، وعن الأذى الذي قد يسببه للآخرين، حتى لو كان غير متعمد.
4- التعامل بحكمة مع الأدوات الخطرة: سواء كانت سهامًا أو سكاكين أو أدوات حادة أخرى، يجب التعامل معها بحذر، خاصة في الأماكن العامة.
5- الرفق بالمسلمين: الحديث يدعو إلى الرفق واللين في التعامل، وعدم إثارة الخوف أو الأذى للآخرين.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث يدخل تحت القاعدة الشرعية: "دَرْءُ المَفَاسِدِ أَوْلَى مِنْ جَلْبِ المَصَالِحِ"، أي منع الضرر مقدّم على جلب المنفعة.
- يشمل الحديث كل ما قد يسبب أذى، وليس فقط السهام، فيعمّ السكاكين والأسلحة والأدوات الحادة.
- المسجد والسوق ذُكرا كمثالين للأماكن العامة، لكن الحكم يعمّ كل مكان يجتمع فيه الناس.
- هذا من كمال الشريعة الإسلامية التي تحرص على سلامة الناس وحماية أبدانهم وأرواحهم.

أسأل الله تعالى أن يفقهنا في ديننا، وأن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الفتن (٧٠٧٥)، ومسلم في البر والصلة (٢٦١٥) كلاهما عن محمد بن العلاء قال: حدثنا أبو أسامة، عن بُريد، عن أبي بُردة، عن أبي موسى فذكر مثله.
وفي رواية عند البخاري (٤٥٢) من حديث عبد الواحد، عن أبي بردة: «لا يعقر بكفِّه مسلمًا».
وفي رواية عند مسلم من حديث ثابت عن أبي بردة كرَّر ثلاث مرات قوله: «فليأخذ بنصالها».
قوله: النَبْل: بفتح النون وسكون الموحدة، وبعدها لام. السهام العربية وهي مؤنثة، ولا واحد لها من لفظها.
النصول: جمع نصل.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 105 من أصل 126 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إذا مر أحدكم في مسجدنا أو سوقنا ومعه نبل فليمسك على نصالها

📜 حديث: إذا مر أحدكم في مسجدنا أو سوقنا ومعه نبل فليمسك على نصالها

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: إذا مر أحدكم في مسجدنا أو سوقنا ومعه نبل فليمسك على نصالها

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: إذا مر أحدكم في مسجدنا أو سوقنا ومعه نبل فليمسك على نصالها

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: إذا مر أحدكم في مسجدنا أو سوقنا ومعه نبل فليمسك على نصالها

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية