حديث: لا تبصقن قبل وجهك في الصلاة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب النهي عن البصاق في المسجد وفي القبلة

عن عُبادة بن الوليد بن عُبادة بن الصامت قال: أتينا جابرًا -يعني ابن عبد الله- وهو في مسجده فقال: أتانا رسول الله ﷺ في مسجدنا هذا، وفي يده عُرجون ابن طاب فنظر فرأى في قبلة المسجد نُخامةً، فأقبل عليها فحتَّها بالعرجون ثم قال:
»أيُّكم يُحب أن يُعرِضَ الله عنه بوجهه؟ «ثم قال: «إن أحدكم إذا قام يُصَلِّي فإن الله قِبَل وجهه، فلا يَبْصُقَنَّ قِبَل وجهه، ولا عن يمينه، وليبصُق عن يساره تحت رجله اليُسرى، فإن عجلت به بادرة فليقُل بثوبه هكذا ووضعه على فيه، ثم دَلكه، ثم قال: «أروني عبيرًا» فقام فتّى من الحي يشتد إلى أهله فجاء بخلوق في راحته، فأخذه رسول الله ﷺ فجعله على رأس العرجون، ثم لطخ به على أثر النُخامة.
قال جابر: فمن هنا جعلتم الخلوق في مساجدكم.

صحيح: رواه مسلم في الزهد (٣٠٠٨) في حديث طويل من رواية حاتم بن إسماعيل، عن يعقوب بن مجاهد أبي حزرة، عن عُبادة بن الوليد، ورواه أبو داود (٤٨٥) من هذا الوجه واللفظ له، إلا أن شيخه يحيي بن الفضل السجستاني «مقبول» فإنه تابعه هشام بن عمار وسليمان بن عبد الرحمن، ورواه مسلم عن هارون بن معروف ومحمد بن عباد، وابن حبان (٢٢٦٥) من حديث عمرو بن زرارة، كل هؤلاء الخمسة، عن حاتم بن إسماعيل به.

عن عُبادة بن الوليد بن عُبادة بن الصامت قال: أتينا جابرًا -يعني ابن عبد الله- وهو في مسجده فقال: أتانا رسول الله ﷺ في مسجدنا هذا، وفي يده عُرجون ابن طاب فنظر فرأى في قبلة المسجد نُخامةً، فأقبل عليها فحتَّها بالعرجون ثم قال:
»أيُّكم يُحب أن يُعرِضَ الله عنه بوجهه؟ «ثم قال: «إن أحدكم إذا قام يُصَلِّي فإن الله قِبَل وجهه، فلا يَبْصُقَنَّ قِبَل وجهه، ولا عن يمينه، وليبصُق عن يساره تحت رجله اليُسرى، فإن عجلت به بادرة فليقُل بثوبه هكذا ووضعه على فيه، ثم دَلكه، ثم قال: «أروني عبيرًا» فقام فتّى من الحي يشتد إلى أهله فجاء بخلوق في راحته، فأخذه رسول الله ﷺ فجعله على رأس العرجون، ثم لطخ به على أثر النُخامة.
قال جابر: فمن هنا جعلتم الخلوق في مساجدكم.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين.
أما بعد، فإني سأشرح هذا الحديث الشريف شرحًا وافيًا، مستندًا إلى كلام أهل العلم من أهل السنة والجماعة، مع بيان فوائده ودروسه.

الحديث بلفظ أوضح:


عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت قال: أتينا جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- وهو في مسجده، فقال: أتانا رسول الله ﷺ في مسجدنا هذا، وفي يده عرجون ابن طاب (وهو غصن رطب من النخل)، فنظر فرأى في قبلة المسجد نخامة (بصاقًا غليظًا)، فأقبل عليها فحتها (حكها وأزالها) بالعرجون، ثم قال: «أيكم يحب أن يعرض الله عنه بوجهه؟» ثم قال: «إن أحدكم إذا قام يصلي فإن الله قبل وجهه، فلا يبصقن قبل وجهه، ولا عن يمينه، وليبصق عن يساره تحت رجله اليسرى، فإن عجلت به بادرة (حاجة مفاجئة للبصق) فليقل بثوبه هكذا» ووضعه على فيه (فمه)، ثم دلكه (مسحه)، ثم قال: «أروني عبيرًا» (طيبًا)، فقام فتى من الحي يشتد إلى أهله فجاء بخلوق (نوع من الطيب) في راحته، فأخذه رسول الله ﷺ فجعله على رأس العرجون، ثم لطخ به على أثر النخامة. قال جابر: فمن هنا جعلتم الخلوق في مساجدكم.


1. شرح المفردات:


● العرجون: غصن من النخل، وهو هنا كان رطبًا طيب الرائحة.
● ابن طاب: نوع جيد من النخل.
● النخامة: البصاق الغليظ.
● حتَّها: حكها وأزالها.
● بادرة: شيء يعرض للإنسان فجأة ويبدر منه.
● خلوق: طيب يتخلق به، وهو مزيج من أنواع الطيب.
● عبير: طيب ذو رائحة زكية.


2. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبر الصحابي الجليل جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- أن النبي ﷺ دخل المسجد ذات يوم وفي يده غصن نخل طيب الرائحة، فرأى بصاقًا في اتجاه القبلة (وهو أقدس اتجاه للمصلي)، فأنكر ذلك بشدة، وأزالها بذلك الغصن، ثم بين للمصلين أدبًا من آداب الصلاة يتعلق بعدم البصاق تجاه القبلة أو اليمين، مع بيان البديل الشرعي وهو البصق تحت القدم اليسرى، أو في الثوب إذا دعت الحاجة، ثم طلب طيبًا ليطهر مكان النخامة ويحسن رائحة المسجد.


3. الدروس المستفادة والعبر:


● تعظيم أماكن العبادة: النهي عن البصاق في المسجد أو تجاه القبلة؛ لأن المصلي في حال مناجاة الله، والمسجد بيت الله.
● الأمر بالنظافة والطهارة: المساجد يجب أن تظل نظيفة طاهرة، لأنها أماكن ذكر الله وعبادته.
● التوجيه النبوي الرقيق: استخدم النبي ﷺ أسلوبًا تربويًا رفيعًا بسؤاله: «أيكم يحب أن يعرض الله عنه بوجهه؟» لتحفيز المشاعر الإيمانية بدل التوبيخ المباشر.
● التيسير ورفع الحرج: شرع النبي ﷺ البديل عند الحاجة (البصق في الثوب) مما يدل على مراعاة ظروف المصلين.
● استحباب التطيب في المساجد: كما فعل النبي ﷺ بوضع الطيب على مكان النخامة، مما يدل على استحباب تعطير المساجد.
● حرص الصحابة على الخير: سرعة استجابة الفتى لأمر النبي ﷺ وإحضار الطيب.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أخرجه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما، مما يدل على صحته وقوته.
- يستحب للمسلم أن يتجنب كل ما يؤذي المصلين أو ينفرهم من روائح كريهة أو أوساخ.
- المساجد بيوت الله، وهي أحب البقاع إليه، فيجب أن تكون محافظة على نظافتها وجمالها.
- النخامة في القبلة تدل على قلة الأدب مع الله، لأن المصلي يتوجه إلى ربه في صلاته.


الخلاصة:


الحديث يوضح أدبًا مهمًا من آداب الصلاة والمسجد، وهو النظافة واجتناب ما ينفر الآخرين أو يدل على عدم التعظيم لله تعالى. وفيه أيضًا توجيه نبوي كريم بالرفق واللين في التعليم، ومراعاة ظروف الناس.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الزهد (٣٠٠٨) في حديث طويل من رواية حاتم بن إسماعيل، عن يعقوب بن مجاهد أبي حزرة، عن عُبادة بن الوليد، ورواه أبو داود (٤٨٥) من هذا الوجه واللفظ له، إلا أن شيخه يحيي بن الفضل السجستاني «مقبول» فإنه تابعه هشام بن عمار وسليمان بن عبد الرحمن، ورواه مسلم عن هارون بن معروف ومحمد بن عباد، وابن حبان (٢٢٦٥) من حديث عمرو بن زرارة، كل هؤلاء الخمسة، عن حاتم بن إسماعيل به.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 98 من أصل 126 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تبصقن قبل وجهك في الصلاة

  • 📜 حديث: لا تبصقن قبل وجهك في الصلاة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا تبصقن قبل وجهك في الصلاة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا تبصقن قبل وجهك في الصلاة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا تبصقن قبل وجهك في الصلاة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب