حديث: ما أحسن هذا؟

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب النهي عن البصاق في المسجد وفي القبلة

عن أنس بن مالك قال: رأى رسول الله ﷺ نخامة في قبلة المسجد، فغضب حتى احمرَّ وجهُه، فقامت امرأة من الأنصار فحكَّتْها، وجعلت مكانها خلوقًا. فقال رسول الله ﷺ: ما أحسن هذا؟».

حسن: رواه النسائي (٧٢٨)، وابن ماجه (٧٦٢) كلاهما من طريق عائذ بن حبيب، عن حُميد، عن أنس فذكر الحديث.

عن أنس بن مالك قال: رأى رسول الله ﷺ نخامة في قبلة المسجد، فغضب حتى احمرَّ وجهُه، فقامت امرأة من الأنصار فحكَّتْها، وجعلت مكانها خلوقًا. فقال رسول الله ﷺ: ما أحسن هذا؟».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النبوي الشريف الذي رواه أنس بن مالك رضي الله عنه:

نص الحديث:


عن أنس بن مالك قال: رأى رسول الله ﷺ نخامة في قبلة المسجد، فغضب حتى احمرَّ وجهُه، فقامت امرأة من الأنصار فحكَّتْها، وجعلت مكانها خلوقًا. فقال رسول الله ﷺ: «ما أحسن هذا؟».

1. شرح المفردات:


● النخامة: البلغم أو المخاط الذي يخرج من الفم أو الأنف.
● قبلة المسجد: الجدار الذي يتجه إليه المصلون في الصلاة، وهو اتجاه الكعبة المشرفة.
● احمرَّ وجهه: دليل على شدة الغضب لما رأى من منكر.
● حكَّتْها: أزالتها بحكها وإزالة أثرها.
● الخلوق: طيب ذو رائحة طيبة، وهو نوع من العطور.

2. المعنى الإجمالي للحديث:


يروي أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي ﷺ رأى بلغمًا في جدار القبلة في المسجد، فغضب غضبًا شديدًا حتى ظهر الاحمرار على وجهه الشريف، مما يدل على عظم هذا الفعل عنده. فبادرت امرأة من الأنصار بإزالة هذه النخامة وتنظيف المكان، ووضعت بدلاً منها طيبًا (خلوقًا) لتعطّر المكان. فامتدح النبي ﷺ فعلها هذا.

3. الدروس المستفادة منه:


● تعظيم حرمات الله: غضب النبي ﷺ لوجود النخامة في قبلة المسجد يدل على وجوب تعظيم المساجد وحرمات الله، وأنها أماكن للطهارة والعبادة لا يجوز إفسادها أو إهانتها.
● النظافة في الإسلام: الإسلام يحث على النظافة والطهارة، خاصة في أماكن العبادة، ويذمّ الإفساد فيها.
● المبادرة إلى إصلاح الخطأ: المرأة الأنصارية لم تنتظر توجيهًا مباشرًا، بل بادرت فورًا إلى إزالة المنكر وإحلال الطيب مكانه، وهذا يدل على حرص الصحابة على الخير ومسارعتهم إليه.
● استحباب التطيب في المساجد: استحسن النبي ﷺ وضع الطيب في المسجد، مما يدل على استحباب تعطير المساجد وتطييبها.
● الغضب لله: غضب النبي ﷺ كان لله، وفي مواضع الحق، مما يعلمنا أن الغضب يكون محمودًا إذا كان لله وفي سبيل إنكار المنكر.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أخرجه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما، مما يدل على صحته وأهميته.
- القبلة هي أشرف مكان في المسجد، لذا كان النخام فيها أشدّ إثمًا.
- فعل المرأة الأنصارية يدل على أن المرأة شريكة في خدمة الدين والمجتمع، ولها دورها الفعّال في البناء والتعاون على الخير.
نسأل الله أن يعيننا على تعظيم حرماته، وأن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النسائي (٧٢٨)، وابن ماجه (٧٦٢) كلاهما من طريق عائذ بن حبيب، عن حُميد، عن أنس فذكر الحديث.
وإسناده حسن لأجل عائذ بن حبيب فإنه صدوق، وإن كان رُمِيَ بالتشيع، فقد أثنى عليه الإمام أحمد وقال: كان شيخًا جليلًا عاقلًا، وقال ابن معين: صويلح. وتكلم فيه الجوزجاني فقال: غال زائغ.
قال الأعظمي: الغلو في التشيع لا يمنع من قبول روايته إذا كان صدوقًا أمينًا، وأخرجه أيضًا ابن خزيمة في صحيحه (١٢٩٦) من هذا الوجه إلا أنه قال: حديث غريب.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 87 من أصل 126 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ما أحسن هذا؟

  • 📜 حديث: ما أحسن هذا؟

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ما أحسن هذا؟

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ما أحسن هذا؟

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ما أحسن هذا؟

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب