لا تحل لحوم الحمر الأنسية لمن شهد أني رسول الله

حديث: لا تحل لحوم الحمر الأنسية لمن شهد أني رسول الله

عن أبي ثعلبة الخشني، أنّه حدّثهم، قال: غزوتُ مع رسول الله ﷺ خيبرَ، والنّاسُ جياع، فأصبنا بها حُمُرًا من حُمُر الإنس، فذبحناها، قال: فأُخبر النبيُّ
ﷺ، فأمر عبد الرحمن بن عوف، فنادى في النّاس: إن لحوم الحمر الإنسيّة لا تحلُّ لمن شهد أنّي رسولُ الله».
قال: ووجدنا في جنانها بصلًا وثومًا، والنّاس جياعٌ، فجهدوا فراحوا، فإذا ريحُ المسجد بصل وثوم. فقال رسول الله ﷺ: «من أكل من هذه البقلة الخبيثة فلا يُقْرَبَنَا»، وقال: «لا تحلُّ النُّهبى، ولا يحلُّ كلُّ ذي ناب من السِّباع، ولا تحلُّ المجثَّمة».

حسن: رواه أحمد (١٧٧٤١)، والطبراني في «الكبير» (٢٢/ ٢١٦) وهذا لفظهما، والنسائي (٤٣٤١) مختصرًا بدون موضع الشاهد، كلّهم من طريق بقية بن الوليد، عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن جبير بن نفير، عن أبي ثعلبة، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث الشريف شرحًا وافياً مستنداً إلى كُتب أهل السنة والجماعة:

الحديث:

عن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه، قال: غزوتُ مع رسول الله ﷺ خيبرَ، والنّاسُ جياع، فأصبنا بها حُمُرًا من حُمُر الإنس، فذبحناها، قال: فأُخبر النبيُّ ﷺ، فأمر عبد الرحمن بن عوف، فنادى في النّاس: إن لحوم الحمر الإنسيّة لا تحلُّ لمن شهد أنّي رسولُ الله». قال: ووجدنا في جنانها بصلًا وثومًا، والنّاس جياعٌ، فجهدوا فراحوا، فإذا ريحُ المسجد بصل وثوم. فقال رسول الله ﷺ: «من أكل من هذه البقلة الخبيثة فلا يُقْرَبَنَا»، وقال: «لا تحلُّ النُّهبى، ولا يحلُّ كلُّ ذي ناب من السِّباع، ولا تحلُّ المجثَّمة».

1. شرح المفردات:

● خيبر: مكان معروف، وهي حصن من حصون اليهود في الجزيرة العربية، غزاها النبي ﷺ.
● جياع: جمع جائع، أي شديدي الجوع.
● حُمُر الإنس: هي الحمر الأهلية المستأنسة، وليست الحمر الوحشية.
● جنانها: بساتينها وحدائقها.
● جهدوا: اشتد بهم الجوع وأرهقهم.
● فراحوا: ذهبوا إلى صلاة العصر (وقت الرواح).
● البقلة الخبيثة: يقصد بها البصل والثوم.
● النُّهبى: ما يُأخذ من الغنيمة قبل قسمتها.
● ذي ناب من السِّباع: كل حيوان مفترس له أنياب كالأسد والذئب.
● المجثَّمة: الطير أو الحيوان الذي يُصاد بوضع الفخ أو الشبكة عليه وهو في مكانه (الجثمة).

2. شرح الحديث:

يُخبر الصحابي الجليل أبو ثعلبة الخشني رضي الله عنه عن واقعة حدثت في غزوة خيبر، حيث كان الجيش الإسلامي في حالة جوع شديد، فوجدوا بعض الحمر الأهلية (حمر الإنس) فذبحوها وأكلوا منها. فلما علم النبي ﷺ بذلك، أمر عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه أن ينادي في الناس بأن لحم الحمر الأهلية حرام على كل من يشهد أن محمداً رسول الله.
ثم وجدوا في بساتين خيبر بصلًا وثومًا، فأكل منها الجيش لأنهم كانوا جياعاً، ثم ذهبوا إلى المسجد لصلاة العصر، فانتشرت رائحة البصل والثوم في المسجد، فنهاهم النبي ﷺ عن أكلها قبل الذهاب إلى المسجد، وقال: «من أكل من هذه البقلة الخبيثة فلا يُقْرَبَنَا»، أي لا يقرب مسجدنا حتى تزول الرائحة.
وفي نهاية الحديث، ذكر النبي ﷺ أحكاماً أخرى تتعلق بالصيد والطعام، وهي:
- تحريم النُّهبى (أخذ شيء من الغنيمة قبل القسمة).
- تحريم كل ذي ناب من السباع (الحيوانات المفترسة).
- تحريم المجثَّمة (ما صيد بالفخوخ أو الشباك).

3. الدروس المستفادة منه:

1- تحريم لحم الحمر الأهلية: هذا الحديث دليل على تحريم أكل لحم الحمار الأهلي، وهو ما أجمع عليه العلماء، خلافاً للحمار الوحشي فهو حلال.
2- النهي عن أكل البصل والثوم قبل الذهاب إلى المسجد: النهي هنا ليس لتحريم الأكل نفسه، ولكن لما يسببه من أذى للمصلين برائحته الكريهة. فمن أكلها فعليه أن يزيل الرائحة قبل دخول المسجد.
3- التأكيد على احترام أماكن العبادة: يجب على المسلم أن يحافظ على طهارة المسجد ورائحته الطيبة، فلا يدخله بما يؤذي المصلين.
4- تحريم أكل الحيوانات المفترسة: كل حيوان له ناب ويصطاد به (كالأسد والنمر والذئب) فهو حرام.
5- تحريم النهبى: وهو أخذ شيء من الغنيمة قبل قسمتها، لأنه اعتداء على حق الجماعة.
6- تحريم المجثمة: وهو ما صيد بالفخ، لأنه قد يعذب الحيوان، والإسلام يحرم التعذيب.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود في سننه، والنسائي، وابن ماجه، وصححه الألباني.
- الحكمة من تحريم الحمر الأهلية: لأنها كانت تُستخدم في الأعمال والزراعة والنقل، فحرم أكلها للحفاظ عليها، ولأنها قد تكون مستقذرة.
- البصل والثوم حلال، ولكن يكره أكلها لمن أراد الذهاب إلى المسجد أو مخالطة الناس.
- الحديث يدل على حرص النبي ﷺ على تعليم أصحابه آداب الطعام والعبادة، ومراعاة حقوق الآخرين.

أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، ويجعلنا من المتقين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (١٧٧٤١)، والطبراني في «الكبير» (٢٢/ ٢١٦) وهذا لفظهما، والنسائي (٤٣٤١) مختصرًا بدون موضع الشاهد، كلّهم من طريق بقية بن الوليد، عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن جبير بن نفير، عن أبي ثعلبة، فذكره. وفيه بقية بن الوليد مدلس وقد عنعن، ولكنه تويع.
رواه الطبراني في «الكبير» (٢٢/ ٢١٥) من وجه آخر عن عقيل بن مدرك، عن لقمان بن عامر، عن جبير بن نفير الحضرمي، فذكر مثله.
وإسناده حسن من أجل لقمان بن عامر الوَصّابي الحمصي فإنه حسن الحديث. قال أبو حاتم: «يكتب حديثه» ووثقه ابن حبان.
وأمّا عقيل بن مدرك وهو السلميّ الشامي فلم يوثقه غير ابن حبان؛ ولذا قال الحافظ: «مقبول» وهو كذلك لأنه توبع في الإسناد الأول، وحسّنه الهيثمي في «المجمع» (٢/ ١٨).
و«المجثمة»: هي كل حيوان ينصب ويرمى ليقتل إلا أنها تكثر في الطير والأرانب وأشباه ذلك مما يجثم في الأرض. النهاية (٢/ ٢٣٩).

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 122 من أصل 126 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تحل لحوم الحمر الأنسية لمن شهد أني رسول الله

📜 حديث: لا تحل لحوم الحمر الأنسية لمن شهد أني رسول الله

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: لا تحل لحوم الحمر الأنسية لمن شهد أني رسول الله

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: لا تحل لحوم الحمر الأنسية لمن شهد أني رسول الله

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: لا تحل لحوم الحمر الأنسية لمن شهد أني رسول الله

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية