حديث: لا تتبع المساجد وصل في مسجدك

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب النهي عن تتبع المساجد:

عن ابن عمر قال: قال رسول الله ﷺ: «ليُصلِّ أحدكم في مسجده، ولا يتتبعِ المساجدَ».

حسن: رواه الطبراني في الأوسط (٥١٧٦) عن محمد بن أحمد بن نصر أبي جعفر الترمذي،
قال: حدثنا عُبادةُ بن زياد الأسدي، قال: حدثنا زهير بن معاوية، عن عبيدالله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر فذكر مثله.

عن ابن عمر قال: قال رسول الله ﷺ: «ليُصلِّ أحدكم في مسجده، ولا يتتبعِ المساجدَ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا و أن ينفعنا بما علمنا و أن يزيدنا علما وفقها في الدين، وأن يغفر ذنوبنا ويستر عيوبنا ويجعلنا هداة مهتدين.
هذا حديث شريف رواه الإمام الطبراني في "المعجم الكبير" وغيره عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله ﷺ قال: «لِيُصَلِّ أَحَدُكُمْ فِي مَسْجِدِهِ، وَلَا يَتَّبِعِ المَسَاجِدَ».
وفي رواية أخرى: «صَلُّوا فِي بُيُوتِكُمْ، وَلَا تَتَّخِذُوهَا قُبُورًا، وَلَا تَتَّبِعُوا إِلَى المَسَاجِدِ».

### أولاً. شرح المفردات
● لِيُصَلِّ أَحَدُكُمْ: أي ليقم أحدكم بأداء الصلاة.
● فِي مَسْجِدِهِ: يقصد به المسجد الذي يعتاده ويجاوره، أو المسجد الذي يصلي فيه عادةً، ويمكن أن يشمل أيضًا المسجد الذي في بيته، أي مصلاه الخاص.
● وَلَا يَتَّبِعِ المَسَاجِدَ: أي لا يتردد ويتنقل بين المساجد المختلفة لأجل الصلاة فيها، أو لا يجعل همته في التردد على المساجد الكثيرة وتتبعها.

### ثانياً. شرح الحديث
يوجه النبي ﷺ في هذا الحديث أمته إلى أمرين عظيمين:
1- الحث على إقامة الصلاة في المساجد: الأمر بالصلاة في المسجد فيه إشارة إلى فضل صلاة الجماعة في المساجد، وما فيها من الأجر العظيم، والتواصل بين المسلمين، وإظهار شعائر الإسلام.
2- النهي عن تتبع المساجد: أي النهي عن أن يذهب المصلي إلى مساجد متعددة لأجل الصلاة فيها، أو أن يجعل همه التنقل بين المساجد دون ضرورة. والمقصود هنا النهي عن التنقل الذي لا حاجة له، أو الذي قد يشوبه الرياء أو العجب، أو الذي يؤدي إلى إهمال المسجد الذي ينبغي له أن يعتني به.
والمراد من النهي عن تتبع المساجد ليس النهي عن الصلاة في مساجد متعددة مطلقاً، بل النهي عن ذلك إذا كان على وجه لا فائدة منه، أو إذا كان يقصد به المفاخرة أو الرياء، أو إذا أدى إلى إضاعة الوقت بلا طائل، أو إهمال المسجد الذي هو أولى بالعناية.

### ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر
1- استقرار العبادة وعدم التكلف: الإسلام يريد من المسلم أن تكون عبادته مستقرة غير متكلفة، فلا يتنقل بين المساجد بدون حاجة، بل يلزم مسجده الذي يصلي فيه مع جماعته، فهذا أدعى للخشوع وأبعد عن الرياء.
2- الحذر من الرياء: تتبع المساجد قد يكون وسيلة للرياء، حيث يريد المصلي أن يظهر للناس أنه كثير الصلاة في المساجد، أو أنه حريص على العبادة، فيقع في محذور الرياء.
3- المحافظة على المسجد المحلي: من الحكمة في النهي عن تتبع المساجد أن يحافظ المسلم على مسجده الذي في حيه، فيصلي فيه مع جيرانه، ويشارك في أنشطته، مما يعزز أواصر الأخوة والتعاون بين المسلمين.
4- عدم إضاعة الوقت: التنقل بين المساجد بدون فائدة قد يؤدي إلى إضاعة الوقت الذي يمكن أن يصرفه المسلم في طاعات أخرى أو أعمال نافعة.
5- مراعاة المقاصد الشرعية: الصلاة في المساجد المختلفة جائزة إذا كان هناك سبب مشروع، كالسفر، أو حضور درس علم، أو صلاة جمعة، أو لزيارة مسجد له فضل كالمسجد الحرام أو المسجد النبوي، ولكن لا ينبغي أن يكون التنقل عادة بدون فائدة.

### رابعاً. تنبيهات مهمة
- هذا الحديث لا يعارض فضل الصلاة في المساجد الثلاثة (المسجد الحرام، المسجد النبوي، المسجد الأقصى)، فالصلاة فيها لها فضل عظيم، والسفر لأجلها مشروع.
- لا بأس بالصلاة في أكثر من مسجد إذا كان هناك حاجة، كأن يكون المسجد بعيداً فيذهب إلى مسجد أقرب، أو يكون في سفر فيصلي في مساجد متعددة.
- المقصود النهي عن التتبع الذي لا فائدة منه، أو الذي يقصد به المفاخرة أو الرياء.


ختاماً:


فالحديث يدعو إلى الاستقرار في العبادة، والبعد عن التكلف والرياء، والحفاظ على المسجد المحلي الذي هو مركز اجتماع المسلمين وتواصلهم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الطبراني في الأوسط (٥١٧٦) عن محمد بن أحمد بن نصر أبي جعفر الترمذي،
قال: حدثنا عُبادةُ بن زياد الأسدي، قال: حدثنا زهير بن معاوية، عن عبيدالله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر فذكر مثله.
وإسناده حسن لأجل عُبادة بن زياد الأسدي، ويقال: عباد بن زياد أيضًا مختلف فيه، قال موسي بن هارون الحمَّال: تركت حديثه. وقال ابن عدي: عُبادةُ من أهل الكوفة، من الغالين في التشيع، وله أحاديث مناكير في الفضائل. انتهى.
قال الأعظمي: لعل موسي بن هارون تركهـ لأحاديثه في الفضائل. وأما في غير الفضائل فهو صدوق لأنه لم يُتَّهَم ولذا قال الحافظ في القريب: «صدوق رُمِيَ بالقدر والتشيع»، إلا أن الهيثمي قال في «المجمع» (٢/ ٢٤): ورواه الطبراني في الكبير والأوسط، ورجاله موثقون إلا شيخ الطبراني محمد ابن أحمد بن النضر الترمذي ولم أجد من ترجمة. وذكر ابن حبان في الثقات في الطبقة الرابعة محمد بن أحمد بن النضر ابن ابنة معاوية بن عمرو فلا أدري هو هذا أم لا؟ . انتهى.
قال الأعظمي: ترجم الحافظ في «اللسان» (٥/ ٤٦) محمد بن أحمد بن نصر الترمذي أبا جعفر الفقيه المتوفي سنة ٢٩٥ هـ، قال فيه الخطيب: كان ثقة من أهل العلم والفضل والزهد.
فالظاهر أنّ هذا هو شيخ الطبراني، فإنه ولد عام ٢٦٠ هـ، وتوفي عام ٣٦٠ هـ فأدركه وعمره خمس وثلاثون سنة. انظر: تاريخ بغداد (١/ ٣٦٥).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 124 من أصل 126 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تتبع المساجد وصل في مسجدك

  • 📜 حديث: لا تتبع المساجد وصل في مسجدك

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا تتبع المساجد وصل في مسجدك

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا تتبع المساجد وصل في مسجدك

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا تتبع المساجد وصل في مسجدك

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب