حديث: يُنهى عن الاستقاد في المسجد

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما روي في النهي عن إقامة الحدود في المساجد

عن هشام ابن عمار، حدثنا صدقة بن خالد، حدثنا الشُّعيثي، عن زفر بن وَثيمة، عن حكيم بن حزام أنه قال: «نهى رسول الله ﷺ أن يستقاد في المساجد، أو تُنشد فيه الأشعار، وأن تقامَ فيه الحدود».

حسن: رواه أبو داود (٤٤٩٠) وفيه انقطاع، فإن زُفر بن وَثِيمة لم يلق حكيم بن حزام، كما اختلف في رفعه ووقفه، فرفعه صدقة بن خالد، عن الشُّعيثي، ورواه الإمام أحمد (١٥٥٨٠) عن حجاج -وهو: ابن محمد المِصِّيصي عن الشُّعيثي موقوفًا على حكيم بن حزام.

عن هشام ابن عمار، حدثنا صدقة بن خالد، حدثنا الشُّعيثي، عن زفر بن وَثيمة، عن حكيم بن حزام أنه قال: «نهى رسول الله ﷺ أن يستقاد في المساجد، أو تُنشد فيه الأشعار، وأن تقامَ فيه الحدود».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث الذي روي عن الصحابي الجليل حكيم بن حزام رضي الله عنه، الذي نهى فيه النبي صلى الله عليه وسلم عن ثلاثة أمور في المساجد:

الحديث:


«نهى رسول الله ﷺ أن يستقاد في المساجد، أو تُنشد فيه الأشعار، وأن تقامَ فيه الحدود».


1. شرح المفردات:


● يُستقاد: من القصاص، أي يُطلب القصاص أو يُقتص من الجاني.
● تُنشد فيه الأشعار: أي يُتلى الشعر أو يُلقى فيه.
● تُقام فيه الحدود: أي تُنفذ العقوبات الشرعية (كالجلد أو الرجم أو القطع) داخل المسجد.


2. شرح الحديث:


نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ثلاثة أمور في المساجد؛ لأن المساجد بيوت الله تعالى، وهي أماكن للعبادة والذكر والطاعة، ويجب أن تُصان عن كل ما يُنافي قدسيتها ويخدش حرمتها.
● نهى أن يُستقاد في المساجد:
أي لا يجوز طلب القصاص أو تنفيذه داخل المسجد، لأن القصاص يتعلق بالدماء والخصومات، وقد يصاحبه شجار أو عنف أو كلام فاحش، وهذا لا يليق بحرمة المسجد وسكينته.
● أو تُنشد فيه الأشعار:
والمقصود الشعر الذي لا يحمد أو الشعر الذي فيه هجاء أو فحش أو لغو، لأن المساجد للذكر والقرآن والعلم، وليس للهو واللهو. أما الشعر الحسن الذي فيه حكمة أو مدح للفضائل أو ذكر لله، فقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم لم ينه عن ذلك مطلقًا، بل كان يحضر الشعر الطيب أحيانًا، لكن النهي هنا عن جعل المسجد مكانًا للشعر الذي لا فائدة فيه أو الذي يشغل عن العبادة.
● وأن تُقام فيه الحدود:
أي لا تُنفذ العقوبات الشرعية داخل المسجد، كالجلد أو الرجم، لأن ذلك قد يُلوث المسجد بالدماء أو يُحدث فوضى أو يُنفر الناس من المكان، والمساجد ينبغي أن تكون أماكن أمن وسكينة وطمأنينة.


3. الدروس المستفادة:


● تعظيم حرمة المساجد: فالمساجد بيوت الله، ويجب أن تُحفظ من كل ما يُنافي قدسيتها أو يشوّه طهارتها.
● الفصل بين أماكن العبادة وأماكن القضاء والعقوبات: فلكل مكان غرضه، والمساجد للعبادة والذكر والتعلم.
● الحفاظ على هيبة المسجد وسكينته: حتى يظل مكانًا للخشوع والطمأنينة، ولا يتحول إلى ساحة للخصومات أو العقوبات.
● التنبه لأدب المسجد: فيجب على المسلم أن يتأدب في المسجد، ويجتنب كل ما لا يليق به من كلام أو فعل.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يدل على حرص الإسلام على تنزيه المساجد عن كل ما يشوب طهارتها أو يخدش حرمتها.
- المساجد في الإسلام ليست فقط للصلاة، بل هي مراكز للعلم والدعوة والاجتماعات المفيدة، لكن بشروط الأدب والاحترام.
- بعض العلماء استثنى من النهي عن إنشاد الشعر ما كان في مدح الإسلام أو الذكر الحكيم، لكن الأفضل ترك الشعر إلا إذا كان فيه مصلحة راجحة.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٤٤٩٠) وفيه انقطاع، فإن زُفر بن وَثِيمة لم يلق حكيم بن حزام، كما اختلف في رفعه ووقفه، فرفعه صدقة بن خالد، عن الشُّعيثي، ورواه الإمام أحمد (١٥٥٨٠) عن حجاج -وهو: ابن محمد المِصِّيصي عن الشُّعيثي موقوفًا على حكيم بن حزام.
وأورده الحافظ ابن حجر في «بلوغ المرام» وقال: رواه أحمد وأبو داود بسند ضعيف.
قال الأعظمي: لعله يقصد به الانقطاع، مع تجهيل ابن القطان لزُفر بن وَثيمة، ولا تنفعه متابعة العباس ابن عبد الرحمن المدني، لأنه مجهول. رواه الإمام أحمد (١٥٥٧٩) عن وكيع، حدثنا محمد بن عبد الله الشُّعَيثي، عن العباس بن عبد الرحمن المدني، عن حكيم بن حزام مرفوعًا: «لا تُقام الحدود في المساجد ولا يُستفاد فيها».
واضطرب الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى، فقال في «بلوغ المرام»: «رواه أحمد وأبو داود
بسند ضعيف»، وقال في «التلخيص» (٤/ ٧٧، ٧٨): «رواه أبو داود والحاكم وابن السكن وأحمد ابن حنبل والدارقطني والبيهقي من حديث حكيم بن حزام، ولا بأس بإسناده». انتهى.
قال الأعظمي: لم يثبت في هذا الباب شيءٌ يعتمد عليه إلا الحديث الذي رواه أبو داوود، فحديث حكيم بن حزام أصح شيء في هذا الباب، وبه قال جمهور الفقهاء -منهم الحنفية والشافعية والحنابلة- بأنه لا تُقام الحدود في المساجد صيانة لها، وتعظيمًا.
وفي الباب أحاديث أضعف منه، منها:
حديث ابن عباس: رواه الترمذي (١٤٠١)، وابن ماجه (٢٥٩٩) وفي إسناده إسماعيل بن مسلم المكي وهو ضعيف.
وحديث عبد الله بن عمرو بن العاص: رواه ابن ماجه (٢٦٠٠)، وفي إسناده ابن لهيعة.
وحديث جبير بن مطعم: رواه إسحاق بن راهويه -إتحاف الخيرة- (١٤٦٨) عن يحيى بن آدم، ثنا ابن المبارك، عن محمد بن إسحاق، عن أبيه، عن جبير بن مطعم، عن رسول الله ﷺ فذكر مثله.
ومحمد بن إسحاق مدلس وقد عنعن.
ورواه البزار «كشف الأستار» (١٥٦٥) والحارث بن أبي أسامة في مسنده «بغية الباحث» (١٣٤) وعنه أبو نعيم في المعرفة الصحابة (٢/ ٥٢٢) عن محمد بن عمر، ثنا إسحاق بن حازم، عن أبي الأسود، عن نافع بن جبير بن مطعم، عن أبيه فذكر الحديث ولفظه: «لا تُقام الحدودُ في المساجد».
ومحمد بن عمر هو: الواقدي وهو متروك.
قال البوصيري: إسناد حديث جبير ضعيف، من طريقين معًا الأول فتدليس أبي إسحاق، والثاني لضعف الواقدي». انتهي
وقال البزار: «هذا أحسن إسناد يُروَى في ذلك، ولا نعلمه بإسناد متَّصلٍ من وجه صحيح، وقد تكلم بعض أهل العلم في محمد بن عمر وضَعَّفوا حديثه». انتهي
قال الأعظمي: وهو كما قال. فقد رواه أيضًا عبد الرزاق في مصنفه (١٧٠٩) قال: أخبرني من سمع عمرو بن دينار، يحدث عن نافع بن جبير بن مطعم قال: نهى رسول الله ﷺ أن تُنشد الأشعار، وأن يتأس الجراحات، وأن تقام الحدود في المساجد.
وفيه رجل لم يُسم، كما أن نافع بن جبير وإن كان ثقة إلا أنه تابعي لم يلق النبي ﷺ. ذكره العلائي في «جامع التحصيل» (٨٢٠).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 125 من أصل 126 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يُنهى عن الاستقاد في المسجد

  • 📜 حديث: يُنهى عن الاستقاد في المسجد

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يُنهى عن الاستقاد في المسجد

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يُنهى عن الاستقاد في المسجد

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يُنهى عن الاستقاد في المسجد

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب