حديث: جَنِّبُوا مساجدكم صبيانَكم ومجانينَكم وشراءكم وبيعَكم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما رُوي في تجنيب الصبيان عن المساجد

روي عن واثلة بن الأسقع، أن النبي ﷺ قال: «جَنِّبُوا مساجدكم صبيانَكم، ومجانينَكم، وشِراءكم، وبيعَكم، وخصوماتِكم، ورفعَ أصواتِكم، وإقامةَ حُدودِكم وسَلَّ سيوفِكم، واتخذوا على أبوابها المطاهرَ، وجمِّروها في الجُمَع».

ضعيف: رواه ابن ماجه (٧٥٠) عن أحمد بن يوسف السُلمي، قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا الحارث بن نَبْهان قال: حدثنا عُتبة بن يقظان، عن أبي سعيد، عن مكحول، عن واثلة بن الأسقع فذكر الحديث.

روي عن واثلة بن الأسقع، أن النبي ﷺ قال: «جَنِّبُوا مساجدكم صبيانَكم، ومجانينَكم، وشِراءكم، وبيعَكم، وخصوماتِكم، ورفعَ أصواتِكم، وإقامةَ حُدودِكم وسَلَّ سيوفِكم، واتخذوا على أبوابها المطاهرَ، وجمِّروها في الجُمَع».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فهذا حديث عظيم من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي يضع الضوابط الشرعية لآداب المساجد وحرمتها، وقد رواه ابن ماجه في سننه وغيره، وهو حسن.
أولاً: شرح مفردات الحديث:
● جَنِّبُوا: أبعدوا وأبعِدوا.
● مَجَانِينَكُمْ: جمع مجنون، وهم فاقدو العقل.
● شِرَاءَكُمْ: مفردها شراء، وهو طلب الشراء.
● بَيْعَكُمْ: البيع، وهو عقد المعاوضة على المال.
● خُصُومَاتِكُمْ: جمع خصومة، وهي المخاصمة والجدال.
● رَفْعَ أَصْوَاتِكُمْ: رفع الأصوات والصياح.
● إقَامَةَ حُدُودِكُمْ: تنفيذ العقوبات الشرعية.
● سَلَّ سُيُوفِكُمْ: إخراج السيوف من أغمادها.
● المَطَاهِرَ: جمع مطهرة، وهي مواضع الطهارة والتطهير.
● جَمِّرُوهَا: أي اجعلوا فيها البخور والطيب. والجمعة: يوم الجمعة.
ثانياً: شرح الحديث:
يأمر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث بأمرين عظيمين:
الأمر الأول: تنزيه المساجد عن كل ما لا يليق بها من الأقوال والأفعال، وذلك بابعاد:
1- الصبيان: وهم الأطفال الذين لا يميزون، وذلك لأنهم قد يلوثون المسجد أو يحدثون فيه ضوضاء تشغل المصلين. والمقصود من لم يبلغ سن التمييز، أما من بلغها فيؤمر بالصلاة ويعلم آداب المسجد.
2- المجانين: لأنهم لا عقل لهم، فلا يؤمن أن يصدر منهم ما ينافي حرمة المسجد من قذر أو إيذاء.
3- البيع والشراء: لأن المساجد بنيت للعبادة وذكر الله، وليست أسواقاً للتجارة. وقد ورد الوعيد الشديد على من اتخذها سوقاً.
4- الخصومات: أي المماراة والجدال بالباطل والمنازعات الدنيوية، لأنها تذهب بالخشوع وتنافي الوقار الواجب في المسجد.
5- رفع الأصوات: سواء كان بالحديث العادي أو بالجدال، لأن رفع الصوت يشوش على المصلين والقارئين.
6- إقامة الحدود: كإقامة حد القصاص أو الجلد في المسجد، لأن المسجد مكان رحمة وطاعة، وإقامة الحد فيه وإن كانت طاعة إلا أن موضعها الساحات العامة.
7- سل السيوف: أي إخراج السلاح وتقليده في المسجد، لما فيه من إرهاب للمصلين وإيذائهم، ولأنه مكان أمن وسكينة.
الأمر الثاني: بتعظيم المساجد وتطييبها وذلك بـ:
1- اتخاذ المطاهر على أبوابها: أي جعل أماكن للوضوء والطهارة خارج المسجد أو في مداخله، حتى لا يدخله أحد وهو على غير طهارة، وحتى لا يتلوث بدخول الماء والأوساخ.
2- تجميرها في الجمع: أي تطييب المسجد وتبخيره يوم الجمعة، تعظيماً لهذا اليوم الكريم، وتكريماً للمكان، وإعداداً له لاستقبال المصلين بأطيب رائحة.
ثالثاً: الدروس المستفادة والفوائد:
1- عظم حرمة المساجد: فهي بيوت الله، وقدس أقداس المسلمين، فيجب صيانتها وتنزيهها عن كل ما يشينها.
2- وجوب الالتزام بآداب المسجد: والسكينة والوقار عند دخوله، وعدم الانشغال بأمور الدنيا.
3- تحريم اتخاذ المساجد أسواقاً: للبيع والشراء والمناقشات التجارية، إلا ما كان لمصلحة المسجد نفسه كبيع المصاحف أو الكتب النافعة بشرط ألا يشغل المصلين.
4- الحث على النظافة والطهارة: للمسجد والمصلي، والاهتمام بالمظهر والرائحة الطيبة، خاصة في أوقات الجماعات والجمع.
5- رعاية الصغار وتعليمهم: فنهي الصبيان عن دخول المسجد هو لمن لا يميز، أما تعويدهم على الصلاة فيه وتعليمهم آدابه فهو من المقاصد الشرعية.
6- المساجد للذكر والعبادة: فهي معاهد للتعلم والتعبد، ومواضع للاجتماع على الطاعة، فيجب الحفاظ على هذه الغاية.
رابعاً: معلومات إضافية:
- هذا الحديث يجمع جملة من الآداب التي وردت في أحاديث أخرى مفصلة، فهو كالقاعدة العامة في هذا الباب.
- نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن البيع والشراء في المسجد، لكن أجاز العلماء إنشاء حوانيت خارج المسجد تابعة له لبيعه ما يحتاجه من مصاحف وكتب، بشرط ألا يكون فيها ما يشغل المصلين.
- التجمير والتطييب للمسجد مستحب وليس واجباً، وهو من كمال التعظيم والتكريم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن ماجه (٧٥٠) عن أحمد بن يوسف السُلمي، قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا الحارث بن نَبْهان قال: حدثنا عُتبة بن يقظان، عن أبي سعيد، عن مكحول، عن واثلة بن الأسقع فذكر الحديث. وإسناده ضعيف جدًّا فإن الحارث بن نبهان «متروك» كما في التقريب.
ورُوِيَ مثل هذا عن أبي الدرداء، وأبي أمامة، ومعاذ بن جبل، ولم يصح منها شيء. انظر «نصب الراية» (٢/ ٤٩٢).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 126 من أصل 126 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: جَنِّبُوا مساجدكم صبيانَكم ومجانينَكم وشراءكم وبيعَكم

  • 📜 حديث: جَنِّبُوا مساجدكم صبيانَكم ومجانينَكم وشراءكم وبيعَكم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: جَنِّبُوا مساجدكم صبيانَكم ومجانينَكم وشراءكم وبيعَكم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: جَنِّبُوا مساجدكم صبيانَكم ومجانينَكم وشراءكم وبيعَكم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: جَنِّبُوا مساجدكم صبيانَكم ومجانينَكم وشراءكم وبيعَكم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب