حديث: الميت يسمع خفق نعالهم حين يولون عنه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما يكون على من أعرض عن ذكر الله تعالى من العذاب في القبر قبل عذاب يوم القيامة

عن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال: «إن المَيِّت إذا وضع في قبره إنه يسمع خفق نعالهم حين يوُلُّون عنه، فإن كان مؤمنًا، كانت الصلاة عند رأسه، وكان الصيام عن يمينه، وكانت الزكاة عن شماله، وكان فعل الخيرات من الصدقة والصلة والمعروف والإحسان إلى الناس عند رجليه. فيؤتي من قبل رأسه، فتقول الصلاةُ: ما قِبَلي مَدْخل، ثم يؤتى عن يمينه، فيقول الصيام: ما قِبَلِي مدخلٌ، ثم يؤتى عن يساره، فتقول الزكاة: ما قِبَلِي مدخلٌ، ثم يُؤتَى من قِبَلِ رِجْلَيه، فتقول فِعْلُ الخيرات من الصدقة والصلة والمعروف والإحسان إلى الناس: ما قبلي مدخل، فيقال له: اجْلِسْ فيجلسُ، وقد مُثِّلتْ له الشمس، وقد أُدْنِيَتْ للغروب، فيقال له: أرأيتَكَ هذا الرجل الذي كان فيكم ما تقول فيه، وماذا تشهد به عليه؟ فيقولُ: دعوني حتى أصلي، فيقولون: إنك ستفعلُ، أخبرني عما نسألُكَ عنه، أرأيتك هذا الرجل الذي كان فيكم ما تقولُ فيه، وماذا تشهدُ عليه؟ قال: فيقولُ: محمدٌ أشهدُ أنه رسولُ الله، وأنه جاء بالحق من عند الله، فيقال له على ذلك حييتَ وعلى ذلك مُتَّ، وعلى ذلك تُبْعَثُ إن شاء الله، ثم يُفتحُ له باب من أبواب الجنة، فيقال له: هذا مَقْعَدُك منها، وما أعدَّ اللهُ لك فيها، فيزدادُ غبطةٌ وسرورًا، ثم يُفتحُ له باب من أبواب النار، فيقالُ له: هذا مَقْعَدُك منها وما أعدَّ الله لك فيها لو عَصَيْتَهُ، فيزدادُ غبطةً وسرورًا، ثم يُفسحُ له في قبره سبعون ذراعًا، ويُنوَّر له فيه، ويُعادُ الجسد كما بدأ منه، فتجعل نَسْمَتُهُ في النَّسَم الطيب، وهي طير يعلقُ في شجر الجنة، قال: فذلك قوله تعالى: ﴿يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ﴾ [إبراهيم: ٢٧].
قال: إن الكافر إذا أُتي من قبل رأسه، لم يوجد شيء، ثم أتي عن يمينه، فلا يوجد شيء، ثم أتي عن شماله، فلا يوجد شيء، ثم أتي من قبل رجلَيْه، فلا يوجد شيء، فيقال له: اجلس، فيجلسُ خائفًا مرعوبًا، فيقال له: أرأيتك هذا الرجل الذي كان فيكم ماذا تقول فيه؟ وماذا تشهد به عليه؟ فيقول: أيُّ رجل؟ فيقال: الذي كان فيكم، فلا يهتدي لاسمِه حتى يقال له: محمد، فيقول: ما أدري سمعتُ الناس
قالوا قولًا، فقلتُ كما قال الناس، فيقال له: على ذلك حييت، وعلى ذلك مُتَّ، وعلى ذلك تُبْعَثُ إن شاء الله، ثم يُفْتَحُ له باب من أبواب النار، فيقال له: هذا مقعدُك من النار، وما أعدَّ الله لك فيها، فيزدادُ حشرةٌ وثُبورًا، ثم يفتح له باب من أبواب الجنة، فيقال له: ذلك مقعدك من الجنة، وما أعدَّ اللهُ لك فيه لو أطعتَه فيزدادُ حَسْرَةً وثبورًا، ثم يُضَيَّقُ عليه قبرُهُ حتى تختلِفَ فيه أضلاعُه، فتلك المعيشةُ الضَّنْكَة التي قال الله: ﴿فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى﴾ [طه: ١٢٤].

حسن: رواه ابن حبان (٣١١٣) عن الحسن بن سفيان، قال: حدثنا عبد الواحد بن غياث، قال: حدثنا معتمر بن سليمان، قال: سمعت محمد بن عمرو يحدث عن أبي سلمة، عن أبي هريرة فذكره.

عن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال: «إن المَيِّت إذا وضع في قبره إنه يسمع خفق نعالهم حين يوُلُّون عنه، فإن كان مؤمنًا، كانت الصلاة عند رأسه، وكان الصيام عن يمينه، وكانت الزكاة عن شماله، وكان فعل الخيرات من الصدقة والصلة والمعروف والإحسان إلى الناس عند رجليه. فيؤتي من قبل رأسه، فتقول الصلاةُ: ما قِبَلي مَدْخل، ثم يؤتى عن يمينه، فيقول الصيام: ما قِبَلِي مدخلٌ، ثم يؤتى عن يساره، فتقول الزكاة: ما قِبَلِي مدخلٌ، ثم يُؤتَى من قِبَلِ رِجْلَيه، فتقول فِعْلُ الخيرات من الصدقة والصلة والمعروف والإحسان إلى الناس: ما قبلي مدخل، فيقال له: اجْلِسْ فيجلسُ، وقد مُثِّلتْ له الشمس، وقد أُدْنِيَتْ للغروب، فيقال له: أرأيتَكَ هذا الرجل الذي كان فيكم ما تقول فيه، وماذا تشهد به عليه؟ فيقولُ: دعوني حتى أصلي، فيقولون: إنك ستفعلُ، أخبرني عما نسألُكَ عنه، أرأيتك هذا الرجل الذي كان فيكم ما تقولُ فيه، وماذا تشهدُ عليه؟ قال: فيقولُ: محمدٌ أشهدُ أنه رسولُ الله، وأنه جاء بالحق من عند الله، فيقال له على ذلك حييتَ وعلى ذلك مُتَّ، وعلى ذلك تُبْعَثُ إن شاء الله، ثم يُفتحُ له باب من أبواب الجنة، فيقال له: هذا مَقْعَدُك منها، وما أعدَّ اللهُ لك فيها، فيزدادُ غبطةٌ وسرورًا، ثم يُفتحُ له باب من أبواب النار، فيقالُ له: هذا مَقْعَدُك منها وما أعدَّ الله لك فيها لو عَصَيْتَهُ، فيزدادُ غبطةً وسرورًا، ثم يُفسحُ له في قبره سبعون ذراعًا، ويُنوَّر له فيه، ويُعادُ الجسد كما بدأ منه، فتجعل نَسْمَتُهُ في النَّسَم الطيب، وهي طير يعلقُ في شجر الجنة، قال: فذلك قوله تعالى: ﴿يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ﴾ [إبراهيم: ٢٧].
قال: إن الكافر إذا أُتي من قبل رأسه، لم يوجد شيء، ثم أتي عن يمينه، فلا يوجد شيء، ثم أتي عن شماله، فلا يوجد شيء، ثم أتي من قبل رجلَيْه، فلا يوجد شيء، فيقال له: اجلس، فيجلسُ خائفًا مرعوبًا، فيقال له: أرأيتك هذا الرجل الذي كان فيكم ماذا تقول فيه؟ وماذا تشهد به عليه؟ فيقول: أيُّ رجل؟ فيقال: الذي كان فيكم، فلا يهتدي لاسمِه حتى يقال له: محمد، فيقول: ما أدري سمعتُ الناس
قالوا قولًا، فقلتُ كما قال الناس، فيقال له: على ذلك حييت، وعلى ذلك مُتَّ، وعلى ذلك تُبْعَثُ إن شاء الله، ثم يُفْتَحُ له باب من أبواب النار، فيقال له: هذا مقعدُك من النار، وما أعدَّ الله لك فيها، فيزدادُ حشرةٌ وثُبورًا، ثم يفتح له باب من أبواب الجنة، فيقال له: ذلك مقعدك من الجنة، وما أعدَّ اللهُ لك فيه لو أطعتَه فيزدادُ حَسْرَةً وثبورًا، ثم يُضَيَّقُ عليه قبرُهُ حتى تختلِفَ فيه أضلاعُه، فتلك المعيشةُ الضَّنْكَة التي قال الله: ﴿فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى﴾ [طه: ١٢٤].

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم يرويه الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، يصف حال الإنسان بعد موته في قبره، وما يحدث له من سؤال وعذاب أو نعيم، وسأشرحه لكم جزءًا جزءًا بإذن الله.

أولًا:

شرح المفردات:
● خَفْق نعالهم: صوت مشي الناس وأقدامهم عند انصرافهم من الجنازة.
● يُوَلُّون عنه: يعودون ويبتعدون.
● فِعْل الخيرات: يشمل الصدقة والصلة والمعروف والإحسان إلى الناس.
● مُثِّلَتْ له الشمس: صورت له وكأنها حاضرة.
● غبطة وسرور: فرح وحبور.
● حَشَرَةٌ وثُبورًا: ندمًا وهلاكًا.
● تختلِف فيه أضلاعه: تتداخل وتنكسر من شدة الضيق.

ثانيًا. شرح الحديث:


يبدأ الحديث ببيان أن الميت بعد وضعه في القبر يسمع صوت مشي الناس عندما ينصرفون، ثم يأتي الحديث عن صنفين من الناس: المؤمن والكافر.
أولًا: حال المؤمن في قبره:
1- حضور أعماله الصالحة حوله:
- الصلاة عند رأسه.
- الصيام عن يمينه.
- الزكاة عن شماله.
- فعل الخيرات (مثل الصدقة والصلة والمعروف والإحسان) عند رجليه.
هذه الأعمال تكون كالحُجَّة للمؤمن وتدافع عنه عند السؤال.
2- السؤال في القبر:
- يُسأل المؤمن عن ربه ودينه ونبيه، فيجيب بإيمان ويشهد أن محمدًا رسول الله، وأنه جاء بالحق من عند الله.
- فيُقال له: "على ذلك حييت وعلى ذلك مت وعلى ذلك تبعث إن شاء الله".
3- ما يحدث له بعد ذلك:
- يُفتح له باب من الجنة ويُرى مقعده منها، فيزداد فرحًا.
- يُفتح له باب من النار ويُقال: هذا مكانك لو عصيت الله، فيزداد شكرًا وفرحًا.
- يُفسح له في قبره وينوَّر، وتعود روحه إلى جسدها في نعيم القبر.
- تكون روحه في الجنة على شكل طير يعلق في شجر الجنة.
ثانيًا: حال الكافر في قبره:
1- عدم وجود أعمال صالحة تدافع عنه:
- عندما يُؤتى من كل جهة، لا يجد ما يحميه أو يشفع له.
2- السؤال في القبر:
- يُسأل عن النبي صلى الله عليه وسلم، فيتلكأ ويقول: "سمعت الناس يقولون قولًا فقلت كما قالوا".
- فيُقال له: "على ذلك حييت وعلى ذلك مت وعلى ذلك تبعث".
3- ما يحدث له بعد ذلك:
- يُفتح له باب من النار ويُرى مقعده منها، فيزداد خوفًا وندمًا.
- يُفتح له باب من الجنة ويُقال: هذا مكانك لو أطعت الله، فيزداد حسرة وندمًا.
- يُضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه، وهذا هو عذاب القبر.

ثالثًا. الدروس المستفادة من الحديث:


1- أهمية الأعمال الصالحة: فالإنسان يجد ثمار أعماله في قبره، وهي التي تدافع عنه وتكون أنيسه.
2- حقيقة السؤال في القبر: وهو من أمور الغيب التي يجب الإيمان بها.
3- الجزاء من جنس العمل: فالمؤمن يُجزى بالطمأنينة والنعيم، والكافر بالعذاب والضيق.
4- التذكير بحال الإنسان بعد الموت: مما يدفع إلى الاستعداد بالعمل الصالح.
5- عظمة نبوة محمد صلى الله عليه وسلم: حيث يكون السؤال عنه في القبر.

رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، والحاكم في المستدرك، وقال: صحيح على شرط الشيخين.
- فيه بيان لحال المؤمن والكافر في القبر، وهو من أشراط الساعة وأهوالها.
- قوله تعالى: ﴿يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ﴾ ينطبق على المؤمن الذي يثبته الله في قبره عند السؤال.
- قوله تعالى: ﴿فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا﴾ ينطبق على الكافر الذي يضيق عليه قبره.
نسأل الله تعالى أن يثبتنا عند السؤال، وأن يجعل قبورنا روضة من رياض الجنة، وأن يحفظنا من عذاب القبر والنار. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن حبان (٣١١٣) عن الحسن بن سفيان، قال: حدثنا عبد الواحد بن غياث، قال: حدثنا معتمر بن سليمان، قال: سمعت محمد بن عمرو يحدث عن أبي سلمة، عن أبي هريرة فذكره.
وإسناده حسن من أجل محمد بن عمرو وهو ابن علقمة بن وقاص الليثي فإنه حسن الحديث.
وأخرجه الحاكم (١/ ٣٧٩ - ٣٨١) من طريق سعيد بن عامر، والبيهقي في إثبات عذاب القبر (٧٩) من طريق عبد الوهاب بن عطاء - كلاهما عن محمد بن عمرو، ثم رواه الحاكم من طريق حماد بن سلمة، عن محمد بن عمرو مختصرًا وقال: حديث سعيد بن عامر أتم، وقال: «صحيح على شرط مسلم».
قال الأعظمي: وهو كما قال، ومحمد بن عمرو وإن كان من رواة الجماعة إلا أن فيه كلامًا يسيرًا يجعل حديثه حسنًا. وعزاه الهيثمي في «المجمع» (٣/ ٥١ - ٥٢) إلى الطبراني في «الأوسط» وحسن إسناده.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 494 من أصل 541 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الميت يسمع خفق نعالهم حين يولون عنه

  • 📜 حديث: الميت يسمع خفق نعالهم حين يولون عنه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الميت يسمع خفق نعالهم حين يولون عنه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الميت يسمع خفق نعالهم حين يولون عنه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الميت يسمع خفق نعالهم حين يولون عنه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب