من مات ليلة الجمعة برئ من فتنة القبر

حديث: من مات ليلة الجمعة برئ من فتنة القبر

عن عبد الله بن عمْرو يقول: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «ما من مسلمٍ يموتُ في ليلة الجمعة إلَّا بُرِئَ من فتنة القبر».

حسن: رواه أحمد (٧٠٥٠) عن إبراهيم بن أبي العباس، حدثنا بقية، حدثني معاوية بن سعيد التجيبي، سمعت أبا قبيل المصري يقول: سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص فذكر الحديث.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

عن عبد الله بن عمْرو يقول: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «ما من مسلمٍ يموتُ في ليلة الجمعة إلَّا بُرِئَ من فتنة القبر».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
هذا حديث شريف رواه الإمام أحمد في مسنده، والترمذي في سننه، وقال: حديث حسن، وصححه بعض أهل العلم.
أولاً: شرح المفردات:
● يَمُوتُ: يفارق الحياة وينتقل إلى الدار الآخرة.
● لَيْلَةِ الجُمُعَةِ: تبدأ من غروب شمس يوم الخميس إلى طلوع فجر يوم الجمعة.
● بُرِئَ: سَلِمَ ونجا وتخلص.
● فِتْنَةِ القَبْرِ: الامتحان والاختبار الذي يقع للميت بعد دفنه، حيث يأتيه ملكان يسألانه عن ربه ودينه ونبيه.
ثانياً: شرح الحديث:
يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن فضل عظيم من فضائل الله تعالى على عباده، وهو أن المسلم إذا وافاه الأجل، وقبضت روحه في الوقت المبارك الذي هو ليلة الجمعة، فإن الله تعالى يمن عليه ويجيزه في هذا الاختبار العظيم، فيوفقه للإجابة الصحيحة، وينجيه من عذاب القبر وفتنته.
ثالثاً: الدروس المستفادة والعبر:
1- فضل ليلة الجمعة: الحديث دليل على شرف وفضل ليلة الجمعة، فهي ليلة مباركة تضاعف فيها الحسنات، وتغفر فيها الذنوب، ويستجاب فيها الدعاء، ومن فضائلها هذه المنقبة العظيمة للميت فيها.
2- عظمة فتنة القبر: الحديث يذكرنا بحقيقة مؤلمة يغفل عنها الكثيرون، وهي اختبار القبر وعذابه، مما يحث المسلم على الاستعداد لهذا اليوم بالإيمان والعمل الصالح.
3- سعة رحمة الله تعالى: في الحديث بيان لسعة رحمة الله وعظيم فضله، حيث يمنح هذه الهبة الجليلة – وهي النجاة من فتنة القبر – لمجرد وقوع الوفاة في وقت فاضل، مع أن العمل قد انقطع.
4- الحث على حسن الظن بالله: هذا الفضل يبعث في نفس المسلم التفاؤل وحسن الظن بربه، وأن فضل الله أعظم من ذنوب عباده.
5- الاستعداد للموت: ينبغي للمسلم أن يكون دائم الاستعداد للموت، وألا يغتر بالصحة والشباب، فالأجل يأتي بغتة.
رابعاً: معلومات إضافية مهمة:
- هذا الفضل (النجاة من فتنة القبر) هو منة من الله تعالى وفضله، وليس حقاً واجباً لأحد، فلا ينبغي للمرء أن يتهاون في العمل الصالح ويتكل على مجرد موته في ليلة الجمعة.
- الأحاديث في عذاب القبر وفتنته متواترة وصحيحة، والإيمان بها من صفات أهل السنة والجماعة.
- يستحب للمسلم الإكثار من الدعاء والاستعاذة من عذاب القبر، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك في صلاته.
نسأل الله تعالى أن يوفقنا للعمل الصالح، وأن يتوفانا إذا توفانا على الإيمان، وأن يقينا فتنة القبر وعذاب النار.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٧٠٥٠) عن إبراهيم بن أبي العباس، حدثنا بقية، حدثني معاوية بن سعيد التجيبي، سمعت أبا قبيل المصري يقول: سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص فذكر الحديث.
وفي هذا الإسناد صرَّح بقية بالتحديث كما صرَّح في بقية الإسناد بالسماع، فزالت منه تهمة التدليس. وهذا إسناد حسن، فإنَّ أبا قَبيل المصري هو حي بن هانئ قال فيه أحمد وابن معين وأبو زرعة: «ثقة»، وقال أبو حاتم: «صالح الحديث».
ورواه الإمام أحمد أيضا (٦٦٤٦) عن سُريج، حدثنا بقية، عن معاوية بن سعيد، عن أبي قبيل، عن عبد الله بن عمرو فذكر الحديث.
ورواه البيهقي في «إثبات عذاب القبر» (١٧٢) من طريق الليث بن سعد، حدثني خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن ربيعة بن سيف، أن أبا عبد الرحمن الحبلي أخبره أن أبنًا لعياض بن عُقبة توفِّيَ يوم الجمعة، فاشتد وجده عليه، فقال له رجل من الصدف: يا أبا يحيي ألَا أُبِشِّرك بشيْءٍ سمعته من عبد الله بن عمْرو بن العاص، سمعته يقول: فذكره.
ورجل من الصدف هو سنان بن عبد الرحمن الصدفي كما جاء في رواية أخرى عنده (١٧٤) من
طريق ابن وهب، أخبرني ابن لهيعة، عن سنان بن عبد الرحمن الصدفي، أن عبد الله بن عمْرو بن العاص كان يقول: «من توفي يوم الجمعة أو ليلة الجمعة وُقِيَ الفتان»، إلَّا أنه لم يرفعه، وحكمه الرفع، لأن فيه الإخبار عن الغيبيات، وابن وهب كان سماعه من ابن لهيعة قبل اختلاطه.
أما ما رواه الترمذي (١٠٧٤) عن محمد بن بشار، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، وأبو عامر العقدي، قالا: حدثنا هشام بن سعد، عن سعيد بن أبي هلال، عن ربيعة بن سيف، عن عبد الله بن عمْرو مرفوعًا:: ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلَّا وقاه الله فتنة القبر«ففيه انقطاع، فإن ربيعة بن سيف لم يسمع من عبد الله بن عمْرو، وقد أكَّدَ بذلك الترمذي نفسه فقال: «حسن غريب«وقال: هذا حديث ليس إسناده بمتصل، ربيعة بن سيف إنَّما يروي عن أبي عبد الرحمن الحُبلي، عن عبد الله بن عمْرو، ولَا نعرِفُ لربيعة سماعًا من عبد الله بن عمْرو»، هكذا في نسخة فؤاد عبد الباقي، وفي نسخة أخرى قال: «غريب» فقط وهو الصحيح، لأن الحسن والانقطاع لا يجتمعان.
وللحديث طرق أخرى غير أنَّ ما ذكرته هو أصحها.
وفي الباب حديثان ضعيفان:
أحدهما: حديث أنس بن مالك رواه أبو يعلى (٤٠٩٩) وفي سنده يزيد الرقاشي وهو ضعيف.
والثاني: حديث جابر بن عبد الله، أخرجه أبو نعيم في «الحلية» (٣/ ١٥٥)، وفيه عمر بن موسى ذاهب الحديث، قال أبو نعيم: «غريب من حديث جابر، تفرد به عمر بن موسى وهو مدني فيه لين».
انظر للمزيد «كتاب الجمعة».

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 514 من أصل 541 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من مات ليلة الجمعة برئ من فتنة القبر

📜 حديث: من مات ليلة الجمعة برئ من فتنة القبر

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: من مات ليلة الجمعة برئ من فتنة القبر

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: من مات ليلة الجمعة برئ من فتنة القبر

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: من مات ليلة الجمعة برئ من فتنة القبر

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية