حديث: أعاذكم الله من فتنة الدجال ومن فتنة عذاب القبر

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب إن المؤمن والكافر جميعًا يُسْألان وإن أهل القبور تعرض عليهم مقاعدهم في كل يوم مرّتين

عن عائشة قالت: جاءت يهودية، فاستطعمتْ على بابي، فقالت: أطْعِموني، أعاذكم الله من فتنة الدّجال، ومن فتنة عذاب القبر، قالت: فلم أزل أحبسها، حتى جاء رسولُ الله ﷺ، فقلتُ: يا رسول الله!، ما تقولُ هذه اليهودية؟ قال: «وما تقولُ؟» قلت: تقول: أعاذكم الله من فتنة الدجال، ومن فتنة عذاب القبر! قالت: عائشة: فقام رسول الله ﷺ، فرفع يدَيه مَدًّا يستعيذُ بالله من فتنة الدجال، ومن فتنة
عذاب القبر، ثم قال: «أما فتنة الدجال، فإنه لم يكن نبيٌّ إلا قد حذَّر أمَّته، وسأُحذِّرُكُموه تحذيرًا لم يحذِّرْه نبيٌّ أمته، إنه أعورُ، والله عز وجل ليس بأعور، مكتوبٌ بين عينيه: كافر، يقرؤُه كلُّ مؤمن، فأمَّا فتنة القبر، فبي تُفْتَنُون، وعَنّي تُسْألون، فإذا كان الرجلُ الصالحُ، أُجلس في قبره غير فزع، ولا مشعوف، ثم يقال له: فيم كنت؟ فيقول: في الإسلام -فيقالُ: ما هذا الرجلُ الذي كان فيكم؟ فيقولُ محمدٌ. رسول الله ﷺ، جاءنا بالبيِّنات من عند الله عز وجل، فصَدَّقْناه، فيُفْرَجُ له فرجة قبل النار، فينظر إليها يحطِمُ بعضُها بعضًا، فيقال له: انظر إلى ما وقاك الله عز وجل، ثم يفرج له فُرْجَةٌ إلى الجنة، فينظر إلى زَهْرَتِها وما فيها، فيُقالُ له: هذا مَقْعَدُكَ منها، ويُقالُ: على اليَقِين كُنْتَ، وعَلَيْهِ مِتَّ، وعَلَيه تُبْعَثُ إن شاء الله. إذا كان الرجل السوء، أُجْلِسَ في قبره فزعًا مشعوفًا، فيقال له: فيمَ كنتَ؟ فيقولُ: لا أدري، فيُقال: ما هذا الرجُلُ الذي كان فيكم؟ فيقولُ: سَمِعْتُ الناس يقولون قولًا، فقُلْتُ كما قالوا، فتُفْرَجُ له فَرْجَةٌ قِبَلَ الجَنَّة، فينظُرُ إلى زَهْرَتِها وما فيها فيُقالُ له: انظُرْ إلى ما صَرَفَ الله عز وجل عنك، ثُمَّ يُفْرَجُ له فُرْجَةٌ قِبَلَ النَّار، فَيَنْظُرُ إليها يَحْطِمُ بعضها بعضًا، ويقالُ له: هذا مقعدك منها، كنتَ على الشَّكِّ، وعليه مِتَّ، وعليه تُبْعَث إن شاء الله، ثُمَّ يُعَذَّبُ».

صحيح: رواه الإمام أحمد (٢٥٠٨٩) عن يزيد بن هارون قال: أخبرنا ابن أبي ذئب، عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن ذكوان، عن عائشة فذكرته.

عن عائشة قالت: جاءت يهودية، فاستطعمتْ على بابي، فقالت: أطْعِموني، أعاذكم الله من فتنة الدّجال، ومن فتنة عذاب القبر، قالت: فلم أزل أحبسها، حتى جاء رسولُ الله ﷺ، فقلتُ: يا رسول الله!، ما تقولُ هذه اليهودية؟ قال: «وما تقولُ؟» قلت: تقول: أعاذكم الله من فتنة الدجال، ومن فتنة عذاب القبر! قالت: عائشة: فقام رسول الله ﷺ، فرفع يدَيه مَدًّا يستعيذُ بالله من فتنة الدجال، ومن فتنة
عذاب القبر، ثم قال: «أما فتنة الدجال، فإنه لم يكن نبيٌّ إلا قد حذَّر أمَّته، وسأُحذِّرُكُموه تحذيرًا لم يحذِّرْه نبيٌّ أمته، إنه أعورُ، والله ﷿ ليس بأعور، مكتوبٌ بين عينيه: كافر، يقرؤُه كلُّ مؤمن، فأمَّا فتنة القبر، فبي تُفْتَنُون، وعَنّي تُسْألون، فإذا كان الرجلُ الصالحُ، أُجلس في قبره غير فزع، ولا مشعوف، ثم يقال له: فيم كنت؟ فيقول: في الإسلام -فيقالُ: ما هذا الرجلُ الذي كان فيكم؟ فيقولُ محمدٌ. رسول الله ﷺ، جاءنا بالبيِّنات من عند الله ﷿، فصَدَّقْناه، فيُفْرَجُ له فرجة قبل النار، فينظر إليها يحطِمُ بعضُها بعضًا، فيقال له: انظر إلى ما وقاك الله ﷿، ثم يفرج له فُرْجَةٌ إلى الجنة، فينظر إلى زَهْرَتِها وما فيها، فيُقالُ له: هذا مَقْعَدُكَ منها، ويُقالُ: على اليَقِين كُنْتَ، وعَلَيْهِ مِتَّ، وعَلَيه تُبْعَثُ إن شاء الله. إذا كان الرجل السوء، أُجْلِسَ في قبره فزعًا مشعوفًا، فيقال له: فيمَ كنتَ؟ فيقولُ: لا أدري، فيُقال: ما هذا الرجُلُ الذي كان فيكم؟ فيقولُ: سَمِعْتُ الناس يقولون قولًا، فقُلْتُ كما قالوا، فتُفْرَجُ له فَرْجَةٌ قِبَلَ الجَنَّة، فينظُرُ إلى زَهْرَتِها وما فيها فيُقالُ له: انظُرْ إلى ما صَرَفَ الله ﷿ عنك، ثُمَّ يُفْرَجُ له فُرْجَةٌ قِبَلَ النَّار، فَيَنْظُرُ إليها يَحْطِمُ بعضها بعضًا، ويقالُ له: هذا مقعدك منها، كنتَ على الشَّكِّ، وعليه مِتَّ، وعليه تُبْعَث إن شاء الله، ثُمَّ يُعَذَّبُ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها هذا من الأحاديث العظيمة التي جمعت بين التحذير من فتنة الدجال وبيان حقيقة فتنة القبر وعذابه، وسأشرحه لكم جزءًا جزءًا مستندًا إلى كلام أهل العلم المعتبرين.

أولاً. شرح المفردات:


● استطعمت: طلبت الطعام.
● أعاذكم الله: أي أجاركم الله وحماكم.
● فتنة الدجال: الاختبار والامتحان الذي يأتي به الدجال.
● فتنة عذاب القبر: الامتحان والاختبار الذي يقع في القبر.
● مدًا: باسطًا يديه.
● أعور: ذو عين واحدة.
● غير فزع ولا مشعوف: غير خائف ولا مذعور.
● يحطم بعضها بعضًا: أي تتكسر وتتصادم أجزاؤها من شدة هولها.
● زهرتها: نضارتها وحسنها.
● على اليقين كنت: على الإيمان الثابت.
● مشعوف: مذعور مضطرب.
● على الشك: على التردد وعدم اليقين.

ثانيًا. شرح الحديث:


تبدأ القصة بأن يهودية جاءت إلى باب عائشة رضي الله عنها تطلب الطعام، وقالت: "أعاذكم الله من فتنة الدجال وفتنة عذاب القبر"، فاستوقفتها عائشة حتى جاء النبي صلى الله عليه وسلم وأخبرته بقولها.
فاستعاذ النبي صلى الله عليه وسلم من هاتين الفتنتين، ثم شرع في بيان خطورتهما:
أولاً: فتنة الدجال:
- أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن كل نبي حذر أمته من الدجال، وأنه سيحذر أمته تحذيرًا لم يحذره نبي من قبله.
- وصف الدجال بأنه أعور (أعور العين اليمنى)، بينما الله تعالى ليس بأعور.
- بين عينيه مكتوب "كافر" يقرؤها كل مؤمن، سواء كان يعرف القراءة أم لا.
- هذا بيان لعلامة من علامات الدجال يعرف بها المؤمنون.
ثانيًا: فتنة القبر:
- بين النبي صلى الله عليه وسلم أن الناس يفتنون في قبورهم ويسألون عنه صلى الله عليه وسلم.
- ثم فصل حالين:
1- حال المؤمن الصالح: يجلس في قبره غير خائف ولا مذعور، ويجيب عن السؤال بأنه كان في الإسلام، ويشهد أن محمدًا رسول الله جاء بالبينات من عند الله. ثم يرى مقعده من الجنة ومقعده من النار، ويبشر بالجنة واليقين.
2- حال الكافر أو المنافق: يجلس في قبره خائفًا مضطربًا، ولا يجيب عن السؤال جوابًا صحيحًا، بل يقول: "سمعت الناس يقولون قولًا فقلت كما قالوا". ثم يرى مقعده من النار ويخبر بأنه كان على الشك، ثم يعذب.

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- عظم فتنة الدجال وعذاب القبر: حتى إن النبي صلى الله عليه وسلم استعاذ منهما ورفع يديه في الدعاء.
2- فضل التحذير من الشر: حتى لو كان من غير المسلم، كما فعلت اليهودية.
3- علامات الدجال: ومنها أنه أعور ومكتوب بين عينيه "كافر".
4- الإيمان بالبعث وعذاب القبر: وأنه حق، وأن الإنسان يسأل في قبره عن دينه ونبيه.
5- ثمرة الإيمان واليقين: الأمن والطمأنينة في القبر والاستعداد للآخرة.
6- خطر التقليد الأعمى والشك: الذي يؤدي إلى العذاب والخسران.
7- فضل الصدقة والإطعام: وأنها قد تكون سببًا في سماع المواعظ والنصائح.

رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حديث صحيح.
- فتنة الدجال من أشراط الساعة الكبرى، وهي من أعظم الفتن على وجه الأرض.
- عذاب القبر ثابت بالكتاب والسنة، وهو من أمور الغيب التي يجب الإيمان بها.
- ينبغي للمسلم أن يكثر من الاستعاذة من فتنة الدجال وعذاب القبر، كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم.
أسأل الله تعالى أن يعيذنا وإياكم من فتنة الدجال وعذاب القبر، وأن يثبتنا على الإيمان واليقين حتى نلقاه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (٢٥٠٨٩) عن يزيد بن هارون قال: أخبرنا ابن أبي ذئب، عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن ذكوان، عن عائشة فذكرته.
وإسناده صحيح، وقد عزاه الهيثمي في «المجمع» (٣/ ٤٨ - ٤٩) لأحمد وسكت عليه، وأورده المنذري في «الترغيب والترهيب» (٤/ ٢٦٧ - ٢٦٩) وقال: رواه أحمد بإسناد صحيح».
وقولها: «مشعوف«من الشعف وهو شدة الفزع حتى يذهب بالقلب.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 504 من أصل 541 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أعاذكم الله من فتنة الدجال ومن فتنة عذاب القبر

  • 📜 حديث: أعاذكم الله من فتنة الدجال ومن فتنة عذاب القبر

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أعاذكم الله من فتنة الدجال ومن فتنة عذاب القبر

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أعاذكم الله من فتنة الدجال ومن فتنة عذاب القبر

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أعاذكم الله من فتنة الدجال ومن فتنة عذاب القبر

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب