حديث: تعوذوا بالله من عذاب القبر

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب أن أهل الجاهلية يُعذَّبون في قبورهم

عن أنس بن مالك: أنَّ النَّبِيّ ﷺ دخل نخلًا لبني النجار، فسمع صوتًا ففزع، فقال: «من أصحابُ هذه القبور؟» قالوا: يا نبيَّ الله!، ناسٌ ماتوا في الجاهليّة، قال: «تعوَّذوا بالله من عذاب القبر، وعذاب النّار، وفتنة الدَّجال» قالوا: وما ذاك يا رسول الله؟ قال: «إنَّ هذه الأمة تُبْتَلى في قُبُورِها، فإنَّ المؤمن إذا وُضِعَ في قبره، أتاه مَلَكٌ فَسألَهُ: ما كنت تَعبُدُ؟ فإنِ اللهُ هدَاهُ قال: كنتُ أعبد الله، فيُقالُ له: ما كنتَ تقولُ في هذا الرّجل؟ قال: فيقولُ: هو عبد الله ورسولُه، قال: فما يُسأَلُ عن شيءٍ غيرَها، فيُنْطَلَقُ به إلى بيتٍ كانَ له في النّار، فيُقال له: هذا بَيْتُكَ كانَ في النّار، ولكِنَّ الله عَصَمَكَ ورَحِمَكَ، فأَبدَلَكَ به بيتًا في الجَنَّةِ، فيقولُ: دَعُوني حتَّى أذهبَ فأُبَشِّرَ أَهلِي، فيُقالُ له: اسْكُنْ. وإن الكافرَ إذا وُضِعَ في قَبْره، أتاهُ مَلَكٌ فيقولُ له: ما كنتَ تقولُ في هذا الرّجل؟ فيقولُ: كنتُ أقولُ ما يَقُولُ الناسُ، فيضربه بمطراق من حديد بين أُذُنيه، فيصيح صيحة فيسمعها الخلق غير الثقلين».

صحيح: رواه أحمد (١٣٤٤٧) عن عبد الوهّاب، حَدَّثَنَا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس فذكره.

عن أنس بن مالك: أنَّ النَّبِيّ ﷺ دخل نخلًا لبني النجار، فسمع صوتًا ففزع، فقال: «من أصحابُ هذه القبور؟» قالوا: يا نبيَّ الله!، ناسٌ ماتوا في الجاهليّة، قال: «تعوَّذوا بالله من عذاب القبر، وعذاب النّار، وفتنة الدَّجال» قالوا: وما ذاك يا رسول الله؟ قال: «إنَّ هذه الأمة تُبْتَلى في قُبُورِها، فإنَّ المؤمن إذا وُضِعَ في قبره، أتاه مَلَكٌ فَسألَهُ: ما كنت تَعبُدُ؟ فإنِ اللهُ هدَاهُ قال: كنتُ أعبد الله، فيُقالُ له: ما كنتَ تقولُ في هذا الرّجل؟ قال: فيقولُ: هو عبد الله ورسولُه، قال: فما يُسأَلُ عن شيءٍ غيرَها، فيُنْطَلَقُ به إلى بيتٍ كانَ له في النّار، فيُقال له: هذا بَيْتُكَ كانَ في النّار، ولكِنَّ الله عَصَمَكَ ورَحِمَكَ، فأَبدَلَكَ به بيتًا في الجَنَّةِ، فيقولُ: دَعُوني حتَّى أذهبَ فأُبَشِّرَ أَهلِي، فيُقالُ له: اسْكُنْ. وإن الكافرَ إذا وُضِعَ في قَبْره، أتاهُ مَلَكٌ فيقولُ له: ما كنتَ تقولُ في هذا الرّجل؟ فيقولُ: كنتُ أقولُ ما يَقُولُ الناسُ، فيضربه بمطراق من حديد بين أُذُنيه، فيصيح صيحة فيسمعها الخلق غير الثقلين».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النبوي الشريف الذي رواه أنس بن مالك رضي الله عنه:

الحديث:


عن أنس بن مالك: أنَّ النَّبِيّ ﷺ دخل نخلًا لبني النجار، فسمع صوتًا ففزع، فقال: «من أصحابُ هذه القبور؟» قالوا: يا نبيَّ الله!، ناسٌ ماتوا في الجاهليّة، قال: «تعوَّذوا بالله من عذاب القبر، وعذاب النّار، وفتنة الدَّجال» قالوا: وما ذاك يا رسول الله؟ قال: «إنَّ هذه الأمة تُبْتَلى في قُبُورِها، فإنَّ المؤمن إذا وُضِعَ في قبره، أتاه مَلَكٌ فَسألَهُ: ما كنت تَعبُدُ؟ فإنِ اللهُ هدَاهُ قال: كنتُ أعبد الله، فيُقالُ له: ما كنتَ تقولُ في هذا الرّجل؟ قال: فيقولُ: هو عبد الله ورسولُه، قال: فما يُسأَلُ عن شيءٍ غيرَها، فيُنْطَلَقُ به إلى بيتٍ كانَ له في النّار، فيُقال له: هذا بَيْتُكَ كانَ في النّار، ولكِنَّ الله عَصَمَكَ ورَحِمَكَ، فأَبدَلَكَ به بيتًا في الجَنَّةِ، فيقولُ: دَعُوني حتَّى أذهبَ فأُبَشِّرَ أَهلِي، فيُقالُ له: اسْكُنْ. وإن الكافرَ إذا وُضِعَ في قَبْره، أتاهُ مَلَكٌ فيقولُ له: ما كنتَ تقولُ في هذا الرّجل؟ فيقولُ: كنتُ أقولُ ما يَقُولُ الناسُ، فيضربه بمطراق من حديد بين أُذُنيه، فيصيح صيحة فيسمعها الخلق غير الثقلين».


1. شرح المفردات:


● نخلًا: بستان نخيل.
● لبني النجار: قبيلة من الأنصار في المدينة.
● ففزع: خاف وانزعج.
● تعوَّذوا: استعيذوا واحتموا.
● عذاب القبر: ما يعانيه الميت في قبره من نعيم أو عذاب.
● فتنة الدجال: الاختبار والشر الذي يسببه المسيح الدجال.
● تُبْتَلى: تُختبر وتُمتحن.
● مَلَكٌ: الملكان الموكلان بسؤال الميت (منكر ونكير).
● مطراق من حديد: مطرقة أو أداة من حديد.
● بين أُذُنيه: على رأسه.
● غير الثقلين: يعني كل المخلوقات إلا الإنس والجن.


2. شرح الحديث:


يبدأ الحديث بقصة النبي ﷺ عندما دخل بستان نخيل لقبيلة بني النجار، فسمع صوتًا فأصابه الفزع، وسأل عن أصحاب القبور المجاورة. فأخبروه أنهم أناس ماتوا في الجاهلية قبل الإسلام. هنا يوجه النبي ﷺ أصحابه إلى التعوذ بالله من ثلاثة أمور خطيرة: عذاب القبر، وعذاب النار، وفتنة الدجال.
ثم يشرح النبي ﷺ سبب هذا التعوذ، وهو أن الأمة ستُبتلى في قبورها، أي ستُختبر وتُسأل بعد الموت. ويصف حال المؤمن والكافر في القبر:
● حال المؤمن:
عندما يوضع في قبره، يأتيه ملكان (منكر ونكير) ويسألانه:
- ماذا كنت تعبد؟ فيجيب: كنت أعبد الله.
- ثم يسألانه عن النبي محمد ﷺ: ماذا تقول في هذا الرجل؟ فيجيب: هو عبد الله ورسوله.
هذا الجواب الصحيح دليل على إيمانه وتوحيده. ثم يُرى مكانه في النار لو كان من أهلها، ولكن الله يعصمه ويرحمه ويبدله ببيت في الجنة. فيفرح المؤمن ويريد أن يبشر أهله، فيُقال له: اسكن (أي اطمئن وابق في نعيمك).
● حال الكافر أو المنافق:
عندما يُسأل عن النبي محمد ﷺ، يجيب بتلك العبارة الملتبسة: "كنت أقول ما يقول الناس"، أي يتبع الآخرين دون يقين أو إيمان. هنا يعاقب بضربة بمطرقة من حديد بين أذنيه، ويصيح صيحة تسمعها جميع المخلوقات إلا الإنس والجن.


3. الدروس المستفادة منه:


1- حقيقة الحياة البرزخية: الحديث يثبت عذاب القبر ونعيمه، وهو من أمور الغيب التي يجب الإيمان بها.
2- أهمية التوحيد والإيمان: نجاة المؤمن في قبره كانت بسبب إيمانه بالله وتصديقه برسوله ﷺ.
3- التحذير من التقليد الأعمى: الكافر نجا من السؤال الأول لكنه فشل عند السؤال عن النبي ﷺ، لأنه لم يكن لديه يقين بل كان يقلد الناس.
4- فضل التعوذ من الشرور: النبي ﷺ حث على التعوذ من عذاب القبر والنار وفتنة الدجال، مما يدل على خطورتها.
5- البشارة للمؤمن: المؤمن يرى عاقبته الحسنة في القبر، مما يزيده طمأنينة وسعادة.
6- عاقبة الكفر والالنفاق: الكافر يعاني من العذاب الشديد في قبره، وصيحته تسمعها الخلائق كلها.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حديث صحيح بشواهده.
- سؤال القبر ثابت بالكتاب والسنة، وهو من أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة.
- الفتنة في القبر تشمل فتنة السؤال وضغطة القبر، لكن الله يثبت المؤمنين بالقول الثابت.
- يستحب للمسلم أن يكثر من التعوذ من
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (١٣٤٤٧) عن عبد الوهّاب، حَدَّثَنَا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس فذكره.
ومن هذا الطريق رواه البيهقيّ في إثبات عذاب القبر (١٩) وأحال إلى رواية أحمد.
ورواه مسلم في صفة الجنّة (٢٨٧٠/ ٧٢) عن عمرو بن زرارة، عن عبد الوهّاب (وهو ابن عطاء) بإسناده مختصرًا ولم يذكر فيه قصة الجاهلية.
وعبد الوهّاب هو: ابن عطاء الخفاف وهو إن كان من رواة مسلم فقد تكلم فيه البخاريّ والنسائي وغيرهما، غير أنه حسن الحديث وقد توبع هنا.
فقد رواه الإمام أحمد (١٢٢٧١) عن روح بن عبادة، حَدَّثَنَا سعيد بإسناده نحوه، وأصل الحديث في البخاريّ (١٣٧٤) من طريق عبد الأعلى، ومسلم في صفة الجنّة (٢٨٧٠) من طريق يزيد بن زريع وعبد الوهّاب - كلّهم عن سعيد بإسناده كما سيأتي في باب إن المؤمن والكافر يسألان.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 476 من أصل 541 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: تعوذوا بالله من عذاب القبر

  • 📜 حديث: تعوذوا بالله من عذاب القبر

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: تعوذوا بالله من عذاب القبر

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: تعوذوا بالله من عذاب القبر

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: تعوذوا بالله من عذاب القبر

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب