حديث: إنه يهون عليهما ما كانتا رطبتين، وما يعدبان إلا في البول والغيبة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء أن أكثر عذاب القبر من البول والنميمة

عن أبي بكرة قال: بينما أنا أُماشي رسول الله ﷺ وهو آخذ بيدي، ورجل عن يساره، فإذا نحن بقبرين أمامنا، فقال رسول الله ﷺ: «إنهما ليعذَّبان، وما يعذَّبان في كبير، وبلي، فأيكم يأتيني بجريدة؟» فاستبقنا، فسبقتُه، فأتيتُه بجريدة، فكسرها نصفين، فألقى على ذا القبر قطعة، وعلى ذا القبر قطعة، وقال: «إنه يُهوَّنُ عليهما ما كانتا رطْبتَين، وما يُعدَّبان إِلَّا في البول والغيبة».

حسن: رواه الإمام أحمد (٢٠٣٧٣) عن أبي سعيد مولى بني هاشم، والبزَّار (٣٦٣٦)، من طريق مسلم بن إبراهيم، كلاهما -أعني أبا سعيد ومسلم بن إبراهيم- عن الأسود بن شيبان، عن بحر بن مرَار، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبي بكرة .

عن أبي بكرة قال: بينما أنا أُماشي رسول الله ﷺ وهو آخذ بيدي، ورجل عن يساره، فإذا نحن بقبرين أمامنا، فقال رسول الله ﷺ: «إنهما ليعذَّبان، وما يعذَّبان في كبير، وبلي، فأيكم يأتيني بجريدة؟» فاستبقنا، فسبقتُه، فأتيتُه بجريدة، فكسرها نصفين، فألقى على ذا القبر قطعة، وعلى ذا القبر قطعة، وقال: «إنه يُهوَّنُ عليهما ما كانتا رطْبتَين، وما يُعدَّبان إِلَّا في البول والغيبة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النافع العظيم:

الحديث:


عن أبي بكرة رضي الله عنه قال: بينما أنا أُماشي رسول الله ﷺ وهو آخذ بيدي، ورجل عن يساره، فإذا نحن بقبرين أمامنا، فقال رسول الله ﷺ: «إنهما ليعذَّبان، وما يعذَّبان في كبير، وبلي، فأيكم يأتيني بجريدة؟» فاستبقنا، فسبقتُه، فأتيتُه بجريدة، فكسرها نصفين، فألقى على ذا القبر قطعة، وعلى ذا القبر قطعة، وقال: «إنه يُهوَّنُ عليهما ما كانتا رطْبتَين، وما يُعدَّبان إِلَّا في البول والغيبة».


1. شرح المفردات:


● أُماشي: أي أمشي معه وأصحبه في المشي.
● جريدة: غصن من النخل أخضر أو يابس.
● يعذَّبان: يُعاقبان في قبريهما.
● وما يعذَّبان في كبير: أي ليس العذاب بسبب ذنب عظيم في ظنهما.
● بلي: كلمة للتأكيد، بمعنى حقاً أو indeed.
● يُهوَّن: يُخفف.
● رطبتين: طريتين، غير يابستين.
● الغيبة: ذكر المسلم في غيبته بما يكره.


2. شرح الحديث:


كان أبو بكرة رضي الله عنه يمشي مع النبي ﷺ، وكان النبي آخذاً بيده، وكان هناك رجل آخر عن يسار النبي. فمرّوا على قبرين، فأخبر النبي ﷺ أن صاحبيهما يعذبان في قبريهما، ثم بيّن أن سبب عذابهما ليس بذنب عظيم في نظر الناس، لكنه من الكبائر في الشرع. ثم طلب من الصحابة أن يحضروا له غصناً من الشجر (جريدة)، فتسابق الصحابة، فسبقهم أبو بكرة وأحضر الغصن، فكسر النبي ﷺ الغصن إلى نصفين، ووضعه على كل قبر. وبيّن أن هذا الغصن يخفف العذاب عنهما ما دام رطباً، ثم كشف عن ذنبهما: أحدهما كان لا يتحرز من البول، والآخر كان يغتاب الناس.


3. الدروس المستفادة:


1- عذاب القبر حق: الحديث دليل على حقيقة عذاب القبر، وهو من أمور الغيب التي يجب الإيمان بها.
2- خطورة الذنوب "الصغيرة": الذنوب التي يستصغرها الناس قد تكون سبباً في العذاب، كعدم التنزه من البول والغيبة.
3- التحرز من البول: يجب على المسلم أن يتطهر من البول completely، ويغسل ما أصابه منه، لأن إهماله من أسباب العذاب.
4- تحريم الغيبة: الغيبة من الكبائر، وهي من أسباب عذاب القبر، وقد شبهها الله بأكل لحم الأخ ميتاً.
5- فضل النبي ﷺ ورحمته: النبي ﷺ لم يكتفِ بإخبار الصحابة بالعذاب، بل سعى لتخفيفه عنهما بوضع الغصن، يظهر his compassion even for the deceased.
6- استحباب وضع الغصن الأخضر على القبر: وهذا خاص بالنبي ﷺ، ولا يُفعل إلا بفعله، ولا يُعتقد أن الغصن بنفسه يخفف العذاب، بل بتقدير الله ثم بدعاء النبي ﷺ.
7- حرص الصحابة على الخير: تسابق الصحابة لإجابة دعوة النبي ﷺ، وهذا من حرصهم على الخير وطاعتهم للنبي.


4. معلومات إضافية:


- الحديث رواه البخاري ومسلم، وهو من الأحاديث الصحيحة المتعلقة بعذاب القبر.
- سبب عذاب صاحب البول: كان لا يتحرز من البول، أي لا ينظف نفسه منه completely، وهذا من أسباب عذاب القبر كما في أحاديث أخرى.
- سبب عذاب صاحب الغيبة: الغيبة من الذنوب الاجتماعية الخطيرة، وهي من أسباب الفرقة بين المسلمين.
- التخفيف بالغصن: هذا خاص بالنبي ﷺ، ولا يجوز لأحد أن يفعله إلا إذا ثبت عنه ﷺ، لأنه من الأمور التوقيفية.
- ينبغي للمسلم أن يحذر من الذنوب التي يستصغرها، وأن يتوب إلى الله منها.

أسأل الله أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يقينا عذاب القبر وعذاب النار. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (٢٠٣٧٣) عن أبي سعيد مولى بني هاشم، والبزَّار (٣٦٣٦)، من طريق مسلم بن إبراهيم، كلاهما -أعني أبا سعيد ومسلم بن إبراهيم- عن الأسود بن شيبان، عن بحر بن مرَار، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبي بكرة .. فذكر الحديث، وهذا إسناد حسن متصل؛ إن بحر بن مرَّار سمع عن جده عبد الرحمن بن أبي بكرة.
وبحر بن مَرَّار تكلم فيه القطان فقال فيه: إنَّه خولط. إِلَّا أنَّ ابن عدي بعد أن أخرج الحديث المذكور وغيره من رواياته قال: ولا أعرف له حديثًا منكرًا فأذكره، ولم أر أحدًا من المتقدِّمين ممَّن تكلَّم في الرجال ضعَّفه إِلَّا يحيى القطَّان، ذكر أنَّه خولط، ومقدار ما له من الحديث لم أر فيه حديثًا منكرًا».
وهذا هو الصواب؛ فحديثه هذا لا بأس به في الشواهد.
ولا يُعكِّر على هذا الاختلافُ عليه، أعني به ما رواه ابن ماجه (٣٤٩) من طريق وكيعٍ، وأبو داود الطيالسي في مسنده (٩٠٨) كلاهما عن الأسود بن شيبان، عن بحر بن مَرَّار، عن جد أبيه أبي بكرة، ففيه انقطاع؛ لأنَّ بحرًا لم يسمع من أبي بكرة، ولذا صوَّب الدَّارقطنيّ في «العلل» (٧/ ١٥٦) الرواية الموصولة وقال أبو حاتم: هي أصح: «العلل» (١/ ٣٧٠).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 484 من أصل 541 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إنه يهون عليهما ما كانتا رطبتين، وما يعدبان إلا في البول والغيبة

  • 📜 حديث: إنه يهون عليهما ما كانتا رطبتين، وما يعدبان إلا في البول والغيبة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إنه يهون عليهما ما كانتا رطبتين، وما يعدبان إلا في البول والغيبة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إنه يهون عليهما ما كانتا رطبتين، وما يعدبان إلا في البول والغيبة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إنه يهون عليهما ما كانتا رطبتين، وما يعدبان إلا في البول والغيبة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب