حديث: من يقتله بطنه فلن يعذب في قبره

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب من قتله بطنُه لا يُعَذَّب في قبره

عن عبد الله بن يسار قال: كنتُ جالسًا، وسليمانُ بن صُرد وخالد بن عرفُطة فذكروا أن رجلًا توفِّيَ، مات ببطْنِه فإذاهما يشتهيان أن يكونا شهداءَ جنازته، فقال أحدهما للآخر: ألم يَقُل رسول الله ﷺ: «من يقتله بَطْنُه فلن يُعذَّب في قبره» فقال الآخر: بلي.

صحيح: رواه النسائي (٢٠٥٢) عن محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا خالد، عن شُعبة، قال: أخبرني جامع بن شَدَّاد، قال: سمعت عبد الله بن يسار فذكره، وإسناده صحيح، وقد صحَّحه أيضًا ابن حبان (٢٩٣٣) وأخرجه الإمام أحمد (١٨٣١٠) كلاهما من حديث شعبة، ورواه الترمذي (١٠٦٤) من وجه آخر عن أبي إسحاق السبيعي، قال: قال سليمان بن صُرد الخالد بن عرفُطة (أو خالد لسليمان) فذكره، وقال: «حسن غريب من هذا الوجه، وقد رُوي من غير هذا الوجه».

عن عبد الله بن يسار قال: كنتُ جالسًا، وسليمانُ بن صُرد وخالد بن عرفُطة فذكروا أن رجلًا توفِّيَ، مات ببطْنِه فإذاهما يشتهيان أن يكونا شهداءَ جنازته، فقال أحدهما للآخر: ألم يَقُل رسول الله ﷺ: «من يقتله بَطْنُه فلن يُعذَّب في قبره» فقال الآخر: بلي.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله.
أهلاً وسهلاً بك، وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الذي ذكر حديث صحيح، رواه الإمام أحمد في مسنده، والإمام الترمذي في سننه، وقال: "هذا حديث حسن صحيح"، وصححه أيضاً الألباني وغيره من أهل العلم.

أولاً. شرح المفردات:


● بَطْنُه: المقصود هنا مرض في البطن، وهو داء الاستسقاء أو ما يشابهه من الأمراض المؤلمة التي تسبب الموت.
● لن يُعذَّب في قبره: أي أن هذا الميت سيكون في معية الله ورحمته، وسيُنجيه الله من عذاب القبر.
● يشتهيان أن يكونا شهداءَ جنازته: أي يتمنيان أن يكونا حاضرين عند دفنه وصلاة الجنازة عليه، تكريماً له وتقديراً لفضله.

ثانياً. شرح الحديث:


يحدثنا الصحابي عبد الله بن يسار عن موقف جلس فيه مع اثنين من كبار الصحابة، هما سليمان بن صرد وخالد بن عرفطة رضي الله عنهما. وقد توفي رجل، ومات بسبب مرض في بطنه (كالدوسنتاريا أو الكوليرا أو الاستسقاء وغيرها من الأمراض المؤلمة).
وكان هذان الصحابيان الجليلان يتمنيان أن يحضرا جنازته ويصليا عليه. ولم يكن هذا التمني مجرد عادة، بل لأنهما علما بفضل هذا الرجل ومكانته. ثم تذكر أحدهما الحديث النبوي الشريف الذي فيه بشرى عظيمة: أن من يموت بسبب مرض في بطنه فإنه لا يعذب في قبره.
فأكد الآخر صحة هذا الحديث، مما يدل على أنه كان مشهوراً ومعروفاً بين الصحابة، وأنهم كانوا يتذاكرونه ويعملون به.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- فضل الصبر على أمراض البطن: هذا الحديث يعد بشرى عظيمة لكل مؤمن يصاب بمرض مؤلم في بطنه ويصبر عليه احتساباً للأجر عند الله. فهو من أسباب النجاة من عذاب القبر، وهو أجر عظيم.
2- كرم الله تعالى وعفوه: إن الله جل وعلا كريم، يعطي على المصيبة الصغيرة أجراً كبيراً، ويجزي الصابرين بما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
3- حرص الصحابة على تذاكر العلم: الموقف يُظهر كيف كان الصحابة رضي الله عنهم يتذاكرون الأحاديث النبوية ويستحضرونها في المواقف المناسبة، ليتعظوا ويعلموا غيرهم.
4- تقدير أهل الفضل: حرص الصحابيين على حضور جنازة ذلك الرجل يدل على مكانته وعلمه أو صلاحه، ويعلّمنا وجوب تكريم أهل الإيمان والصلاح وتقديرهم في حياتهم وبعد مماتهم.
5- طمأنينة المؤمن: هذا الحديث من الأحاديث التي تبعث الطمأنينة في قلب المؤمن، وتذكره بأن رحمة الله واسعة، وأنه لا يضيع أجر من أحسن عملاً، حتى إن كان هذا العمل هو الصبر على ألم مرض.

رابعاً. معلومات إضافية مهمة:


- ليس معنى الحديث أن مجرد الموت بمرض في البطن هو "تذكرة" مضمونة للجنة بلا عمل، بل هو بشرى وعِدة من النبي ﷺ لمن مات على الإيمان والتوحيد، وكان هذا المرض سبباً في تكفير ذنوبه ورفع درجاته، والنجاة من فتنة القبر وعذابه. فأصل النجاة هو الإيمان والتوحيد.
- يدخل في هذا الحديث كل مرض مؤلم في البطن يؤدي إلى الموت، كالقرحة، والالتهابات الحادة، والسرطانات، وغيرها.
- يستحب للمسلم إذا أصيب بمثل هذا المرض أن يصبر ويحتسب الأجر عند الله، راجياً أن ينال هذه الفضيلة العظيمة.
أسأل الله تعالى أن يعافينا جميعاً من الأمراض والأسقام، وأن يتوفانا وهو راض عنا، وأن ينجينا من عذاب القبر وعذاب النار.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النسائي (٢٠٥٢) عن محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا خالد، عن شُعبة، قال: أخبرني جامع بن شَدَّاد، قال: سمعت عبد الله بن يسار فذكره، وإسناده صحيح، وقد صحَّحه أيضًا ابن حبان (٢٩٣٣) وأخرجه الإمام أحمد (١٨٣١٠) كلاهما من حديث شعبة، ورواه الترمذي (١٠٦٤) من وجه آخر عن أبي إسحاق السبيعي، قال: قال سليمان بن صُرد الخالد بن عرفُطة (أو خالد لسليمان) فذكره، وقال: «حسن غريب من هذا الوجه، وقد رُوي من غير هذا الوجه».
قال الأعظمي: لعله يشير بذلك إلى الوجه الذي أخرجه النسائي وغيره كما هو عند البيهقي في «إثبات عذاب القبر» (١٦٩، ١٧٠).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 513 من أصل 541 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من يقتله بطنه فلن يعذب في قبره

  • 📜 حديث: من يقتله بطنه فلن يعذب في قبره

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من يقتله بطنه فلن يعذب في قبره

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من يقتله بطنه فلن يعذب في قبره

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من يقتله بطنه فلن يعذب في قبره

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب