التنين؟ سبعون حية، لكل حية سبع رؤوس يلسعونه

حديث: التنين؟ سبعون حية، لكل حية سبع رؤوس يلسعونه

عن أبي هريرة، عن رسول الله ﷺ: «إن المؤمن في قبره لفي روضةٍ خضراء، ويُرْحَبُ له قبرُه سبعون ذراعًا، وينور له كالقمر ليلة البدر، أتدرون فيما أنزلتْ هذه الآية: ﴿فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى﴾ أتدرون ما المعيشة الضنكة؟» قالوا: الله ورسوله أعلم قال: «عذاب الكافر في قبره والذي نفسي بيده، إنه يسلَّط عليه تسعة وتسعون تِنِّينًا، أتدرون ما التِّنيِّنُ؟ سبعون حيةٌ، لكل حيةٍ سبع رؤوس يلسعونه، ويخدشونه إلى يوم القيامة».

حسن: رواه ابن حبان في صحيحه (٣١٢٢) عن عبد الله بن محمد بن سلم، قال: حدثنا حرملة ابن يحيى، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث، أن أبا السمح حدَّثه عن ابن حُجيرة، عن أبي هريرة فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف شرحًا وافيًا وفق منهج أهل السنة والجماعة:

نص الحديث:

عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله ﷺ قال: «إن المؤمن في قبره لفي روضةٍ خضراء، ويُرْحَبُ له قبرُه سبعون ذراعًا، وينور له كالقمر ليلة البدر، أتدرون فيما أنزلتْ هذه الآية: ﴿فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى﴾ أتدرون ما المعيشة الضنكة؟» قالوا: الله ورسوله أعلم قال: «عذاب الكافر في قبره والذي نفسي بيده، إنه يسلَّط عليه تسعة وتسعون تِنِّينًا، أتدرون ما التِّنيِّنُ؟ سبعون حيةٌ، لكل حيةٍ سبع رؤوس يلسعونه، ويخدشونه إلى يوم القيامة».

1. شرح المفردات:

● روضة خضراء: بستان أو حديقة خضراء نضرة، وهي كناية عن النعيم والراحة والبهجة.
● يُرْحَبُ له قبرُه: يتسع ويفسح له.
● ذراع: وحدة قياس، والذراع يقارب نصف متر.
● معيشة ضنكًا: حياة شديدة الضيق والشقاء.
● التنين: هو حية عظيمة هائلة الخلقة. وجمعها: تنانين.
● يَلسعونه: يلدغونه بلدغات مؤلمة.
● يَخْدِشونه: يجرحونه بمخالبهم أو أنيابهم.

2. شرح الحديث:

يبيّن النبي ﷺ في هذا الحديث الحالة المختلفة للمؤمن والكافر في القبر، وهو ما يسمى بعذاب القبر ونعيمه.
● حال المؤمن في قبره:
● في روضة خضراء: هذا تعبير مجازي عن النعيم والراحة والطمأنينة التي يجدها المؤمن في قبره، فهو ليس مكانًا ضيقًا مظلمًا، بل يكون له كالجنة المصغرة.
● يُرحب له قبره سبعون ذراعًا: يتسع قبره بشكل هائل حتى يصبح كالفسحة الواسعة، مما يجعله مرتاحًا غير مضغوط.
● ينور له كالقمر ليلة البدر: ينير الله قبره بنور عظيم، يبدد ظلمته ويبعث فيه الطمأنينة، وهذا النور هو من نور إيمانه وتقواه.
● حال الكافر في قبره:
- يستشهد النبي ﷺ بالآية الكريمة: ﴿فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى﴾ [طه: 124]، ثم يفسر أن "المعيشة الضنك" هي عذاب القبر.
● يُسلط عليه تسعة وتسعون تنينًا: وهذا من أشد أنواع العذاب، حيث يُسلط عليه مخلوقات هائلة مفترسة.
● التنين: يشرحه النبي ﷺ بأنه حية عظيمة لها سبعون رأسًا، وكل رأس يلسع ويخدش، وهذا العذاب مستمر إلى يوم القيامة.

3. الدروس المستفادة والعبر:

1- الإيمان بالغيب: الحديث يثبت حقيقة عذاب القبر ونعيمه، وهو من الأمور الغيبية التي يجب على المسلم أن يؤمن بها دون تشبيه أو تعطيل.
2- العدل الإلهي: أن الله تعالى يجازي المؤمن على إيمانه وأعماله الصالحة بالنعيم، ويعاقب الكافر على كفره ومعاصيه بالعذاب.
3- التحذير من الكفر والمعاصي: الحديث تحذير شديد من عواقب الكفر والضلال، وأن العذاب يبدأ من القبر.
4- الترغيب في الإيمان والعمل الصالح: أن المؤمن ينعم في قبره ويُوسع له وينور، مما يحفز على التمسك بالإيمان وطاعة الله.
5- عظمة قدرة الله: خلق هذه المخلوقات الهائلة (التنانين) ودقة حساب الله وعذابه.

4. معلومات إضافية:

- هذا الحديث رواه الطبراني في "المعجم الكبير" وقال عنه الهيثمي: "رجاله رجال الصحيح"، وهو حسن.
- عذاب القبر ونعيمه من العقائد الثابتة في الإسلام، وقد دلت عليها نصوص الكتاب والسنة.
- يستحب للمسلم أن يتعوذ من عذاب القبر في صلاته ودعائه، كما في التشهد الأخير: «أعوذ بالله من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال».

أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين ينعمون في قبورهم، ويوسع علوي فيها، وينورها لنا بنور الإيمان والتقوى.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن حبان في صحيحه (٣١٢٢) عن عبد الله بن محمد بن سلم، قال: حدثنا حرملة ابن يحيى، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث، أن أبا السمح حدَّثه عن ابن حُجيرة، عن أبي هريرة فذكره.
وإسناده حسن من أجل الكلام في أبي السمح، وهو دراج بن سمعان وثَّقه ابن معين والدارمي، وقال أبو داود: أحاديثه مستقيمة، وذكره ابن حبان في: الثقات«، وتكلم فيه غير واحد من أهل العلم منهم الإمام أحمد والنسائي وأبو حاتم والدارقطني وغيرهم، والخلاصة فيه أنه حسن الحديث، وفي حديثه عن أبي الهيثم ضعفٌ» وهذا ليس من حديثه.
ورواه البيهقي في «إثبات عذاب القبر» (٨٠) من طريق عبد الله بن وهب، ورواه البزار «كشف الأستار» (٢٢٣٣) من طريق آخر عن ابن حجيرة، وفيه قال الهيثمي في «المجمع» (٧/ ٦٧): «من لم أعرفه».

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 496 من أصل 541 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: التنين؟ سبعون حية، لكل حية سبع رؤوس يلسعونه

📜 حديث: التنين؟ سبعون حية، لكل حية سبع رؤوس يلسعونه

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: التنين؟ سبعون حية، لكل حية سبع رؤوس يلسعونه

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: التنين؟ سبعون حية، لكل حية سبع رؤوس يلسعونه

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: التنين؟ سبعون حية، لكل حية سبع رؤوس يلسعونه

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية