حديث: وقاك الله عذاب القبر فإن عذاب القبر حق

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب إثبات عذاب القبر

عن عائشة أن يهودية كانت تخدمها، فلا تصنع عائشة إليها شيئًا من المعروف إِلَّا قالَتْ لها اليهودية: وقاكِ الله عذابَ القبر. قالت: فدخل رسولُ الله ﷺ عليَّ، فقلتُ: يا رسولَ الله!، هل للقبر عذابٌ قبلَ يوم القيامة؟ قال: «لا، وَعَمَّ ذاكِ؟ «قالت: هذه اليهودية لا نصنعُ إليها من المعروف شيئًا إِلَّا قالت: وقاكِ الله عذابَ القبر، قال: «كذَبَتْ يهُودُ، وهم عَلى الله عز وجل أكذبُ، لا عذاب دون يَوْمِ القيامة قالت: ثم مكثَ بعد ذاك ما شاء الله أن يمكث، فخرج ذاتَ يوم نصفَ النهار مشتملًا بثوبه، محمَّرة عيناه، وهو ينادي بأعلى صوته: «أيُّها الناسُ!، أظَلَّتْكُمُ الفِتَنُ كقطِعِ الليل المُظْلِم، أيُّها الناسُ، لو تعلمونَ ما أعلمُ، بكَيْتُم كثيرًا، وضحِكْتُمْ قليلًا، أَيُّها النَّاسُ!، اسْتَعِيذُوا بالله من عذاب القبر، فإنَّ عذاب القَبْر حَقٌّ».

صحيح: رواه الإمام أحمد (٢٤٥٢٠) عن هاشم، قال: حَدَّثَنَا إسحاق بن سعيد، قال: حَدَّثَنَا سعيد، عن عائشة فذكرته.

عن عائشة أن يهودية كانت تخدمها، فلا تصنع عائشة إليها شيئًا من المعروف إِلَّا قالَتْ لها اليهودية: وقاكِ الله عذابَ القبر. قالت: فدخل رسولُ الله ﷺ عليَّ، فقلتُ: يا رسولَ الله!، هل للقبر عذابٌ قبلَ يوم القيامة؟ قال: «لا، وَعَمَّ ذاكِ؟ «قالت: هذه اليهودية لا نصنعُ إليها من المعروف شيئًا إِلَّا قالت: وقاكِ الله عذابَ القبر، قال: «كذَبَتْ يهُودُ، وهم عَلى الله ﷿ أكذبُ، لا عذاب دون يَوْمِ القيامة قالت: ثم مكثَ بعد ذاك ما شاء الله أن يمكث، فخرج ذاتَ يوم نصفَ النهار مشتملًا بثوبه، محمَّرة عيناه، وهو ينادي بأعلى صوته: «أيُّها الناسُ!، أظَلَّتْكُمُ الفِتَنُ كقطِعِ الليل المُظْلِم، أيُّها الناسُ، لو تعلمونَ ما أعلمُ، بكَيْتُم كثيرًا، وضحِكْتُمْ قليلًا، أَيُّها النَّاسُ!، اسْتَعِيذُوا بالله من عذاب القبر، فإنَّ عذاب القَبْر حَقٌّ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإني أقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي الشريف، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

نص الحديث:


عن عائشة رضي الله عنها أن يهودية كانت تخدمها، فلا تصنع عائشة إليها شيئًا من المعروف إِلَّا قالَتْ لها اليهودية: وقاكِ الله عذابَ القبر. قالت: فدخل رسولُ الله ﷺ عليَّ، فقلتُ: يا رسولَ الله!، هل للقبر عذابٌ قبلَ يوم القيامة؟ قال: «لا، وَعَمَّ ذاكِ؟ «قالت: هذه اليهودية لا نصنعُ إليها من المعروف شيئًا إِلَّا قالت: وقاكِ الله عذابَ القبر، قال: «كذَبَتْ يهُودُ، وهم عَلى الله عز وجل أكذبُ، لا عذاب دون يَوْمِ القيامة قالت: ثم مكثَ بعد ذاك ما شاء الله أن يمكث، فخرج ذاتَ يوم نصفَ النهار مشتملًا بثوبه، محمَّرة عيناه، وهو ينادي بأعلى صوته: «أيُّها الناسُ!، أظَلَّتْكُمُ الفِتَنُ كقطِعِ الليل المُظْلِم، أيُّها الناسُ، لو تعلمونَ ما أعلمُ، بكَيْتُم كثيرًا، وضحِكْتُمْ قليلًا، أَيُّها النَّاسُ!، اسْتَعِيذُوا بالله من عذاب القبر، فإنَّ عذاب القَبْر حَقٌّ».

1. شرح المفردات:


● تَخْدُمُهَا: تخدمها وتقوم بأعمال المنزل لها.
● وَقَاكِ اللهُ عَذَابَ القَبْرِ: دفع عنكِ وحمَاكِ الله من عذاب القبر.
● وَعَمَّ ذَاكِ؟: "وعم" بمعنى: عن أي شيء؟ أي: لماذا تسألين عن هذا؟ أو ما سبب سؤالك؟
● كذَبَتْ يهُودُ: اليهود كذبوا في دعواهم.
● وهم على الله أكذب: هم أشد الناس كذبًا فيما ينسبونه إلى الله من التحريف والتغيير.
● لا عذاب دون يوم القيامة: لا يوجد عذاب قبل يوم القيامة.
● مشتملًا بثوبه: قد جمع ثوبه عليه أو لفَّ نفسه فيه.
● محمَّرة عيناه: محمرة من البكاء والحزن.
● أظَلَّتْكُمُ الفِتَنُ: أحاطت بكم وغطتكم الفتن.
● كقطع الليل المظلم: مثل قطع الليل المظلمة التي لا يبصر فيها شيء.

2. شرح الحديث:


هذا الحديث العظيم يحكي قصة امرأة يهودية كانت تخدم السيدة عائشة رضي الله عنها، وكانت كلما أحسنت إليها، دعت لها بقولها: "وقاك الله عذاب القبر". فاستغربت عائشة من هذا الدعاء، وسألت النبي صلى الله عليه وسلم: هل هناك عذاب في القبر قبل يوم القيامة؟ فأجابها النبي صلى الله عليه وسلم في البداية بالنفي، وقال: "كذبت يهود، وهم على الله أكذب، لا عذاب دون يوم القيامة".
ثم بعد فترة من الزمن، خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى الناس في حالة من الخوف والرهبة، وقد احمرت عيناه من البكاء، ونادى بأعلى صوته محذرًا الناس من الفتن التي ستأتي عليهم، ثم أخبرهم بأن عذاب القبر حق، وأمرهم أن يستعيذوا بالله منه.

3. الدروس المستفادة منه:


● عذاب القبر حق: وهذا من عقائد أهل السنة والجماعة، يؤمنون به كما جاءت به النصوص الصحيحة.
● التدرج في التشريع: حيث إن النبي صلى الله عليه وسلم في البداية أنكر وجود عذاب القبر، ثم بعد ذلك أخبر به، وهذا من حكمته في التربية والتشريع، حيث كان يربي أصحابه على التوحيد الخالص أولاً، ثم يبين لهم تفاصيل الأمور الغيبية بعد ذلك.
● كذب اليهود وتحريفهم: حيث إن اليهود قد حرفوا الكلم عن مواضعه، وكذبوا على الله، فنبينا صلى الله عليه وسلم بين كذبهم.
● خوف النبي صلى الله عليه وسلم على أمته: حيث إنه خاف عليهم من الفتن وعذاب القبر، وبكى لأجلهم.
● الاستعاذة من عذاب القبر: فهي من الأمور المستحبة، وقد وردت فيها أدعية كثيرة.
● حسن التعامل مع غير المسلمين: حيث إن السيدة عائشة كانت تعامل اليهودية معاملة حسنة، وهذا من سماحة الإسلام.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- عذاب القبر ونعيمه من الأمور الغيبية التي يجب الإيمان بها دون تشبيه أو تمثيل.
- وردت أحاديث كثيرة في عذاب القبر منها قوله صلى الله عليه وسلم: "إن القبر أول منازل الآخرة، فإن نجا منه فما بعده أيسر منه، وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه".
- من أسباب عذاب القبر: النميمة، وعدم الاستنزاه من البول، والكذب، وغيرها من الذنوب.
- ومن أسباب النجاة من عذاب القبر: الاستعاذة بالله منه، والموت على التوحيد، وقراءة سورة الملك، وغيرها.
أسأل الله تعالى أن يقينا عذاب القبر، وأن يوفقنا لطاعته، ويبعدنا عن معصيته. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (٢٤٥٢٠) عن هاشم، قال: حَدَّثَنَا إسحاق بن سعيد، قال: حَدَّثَنَا سعيد، عن عائشة فذكرته.
وأورده الهيثميّ في «المجمع» (٣/ ٥٤ - ٥٥) وقال: «هو في الصَّحيح باختصار .. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح».
قال الأعظمي: وهو كما قال، إسحاق بن سعيد هو: ابن عمرو بن العاص بن سعيد بن العاص الأموي الكوفيّ، وأبوه سعيد بن عمرو المدني ثمّ الدّمشقي من رجال الشيخين، ولا منافاة بين هذا الحديث وبين الأحاديث السابقة، فإنه ﷺ أنكر عذاب القبر أولًا، ثمّ أعلم به، فأَعلم به أصحابه.
وفي الباب عن ابن مسعود مرفوعًا: «إنَّ الموتى ليعذبون في قبورهم حتّى إن البهائم لتسمع أصواتهم».
رواه الطبراني في «الكبير» (١٠/ ٢٤٧) عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة، ثنا يعلى بن المنهال السّكوني، ثنا إسحاق بن منصور، ثنا أبو بكر بن عَيَّاش، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله ابن مسعود فذكره. قال الهيثميّ في «المجمع» (٣/ ٥٦): «إسناده حسن».
قال الأعظمي: في الإسناد يعلى بن المنهال لم أعرف من هو؟ وإن كان ممن ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (٩/ ٣٠٥) فهو «مجهول» وفي الإسناد أيضًا أبو بكر بن عَيَّاش فإنه كبِر فاختلط عليه.
وأمّا ما رُوي عن عائشة مرفوعًا: «يُرسل على الكافر حيَّتان، واحدة من قبل رأسه، وأُخرى من قِبل رجليه، تُقْرضانه قَرْضًا، كلما فرغتا عادتا إلى يوم القيامة» فهو ضعيف.
رواه أحمد (٢٥١٨٩) عن رَوح، حَدَّثَنَا حمّاد، عن عليّ بن زيد، عن أم محمد، عن عائشة فذكرته.
أورده الهيثميّ في «المجمع» (٣/ ٥٥) وقال: «رواه أحمد وإسناده حسن».
قال الأعظمي: ليس بحسن، فإن أم محمد قيل اسمها: أُمينة، وقيل: أمية، وهي زوجة زيد بن جُدعان، تفرّد بالرواية عنها عليّ بن زيد، وهي لا تُعرف، وعلي بن زيد بن جُدعان أهل العلم مطبقون على تضعيفه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 474 من أصل 541 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: وقاك الله عذاب القبر فإن عذاب القبر حق

  • 📜 حديث: وقاك الله عذاب القبر فإن عذاب القبر حق

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: وقاك الله عذاب القبر فإن عذاب القبر حق

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: وقاك الله عذاب القبر فإن عذاب القبر حق

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: وقاك الله عذاب القبر فإن عذاب القبر حق

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب