حديث: لقبر ضغطة لو نجا منها أحد لنجا منها سعد ابن معاذ

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء إن للقبر ضغطة ً

عن عائشة، عن النَّبِي ﷺ قال: «للقبر ضغطةٌ لو نجا منها أحد لنجا منها سعد ابن معاذ».

صحيح: رواه ابن حبَّان في صحيحه (٣١١٢) عن عمر بن محمد الهمدانيّ، حَدَّثَنَا بُنْدار، عن عبد الملك بن الصباح، حَدَّثَنَا شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن نافع، عن صفية، عن عائشة فذكرته.

عن عائشة، عن النَّبِي ﷺ قال: «للقبر ضغطةٌ لو نجا منها أحد لنجا منها سعد ابن معاذ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم يُرْوَى عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو حديث صحيح رواه الطبراني في "المعجم الكبير" والحاكم في "المستدرك" وقال: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي، وصححه الألباني.
أولاً: شرح المفردات:
● ضغطة القبر: هي الكربَة والشدة والضغط الذي يقع على الميت في قبره بعد دفنه، وهي من أهوال القبر وعذابه التي يختبرها كل إنسان، برَّه أو فاجره، لكنها على المؤمن كفارة وتمحيص، وعلى الكافر عذاب ونكال.
● سعد بن معاذ: هو سعد بن معاذ رضي الله عنه، سيد الأوس، صحابي جليل، شهد بدرًا وأحدًا والخندق، وتوفي بعد غزوة بني قريظة متأثرًا بجرح أصابه فيها. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يشهد له بالفضل العظيم والمنزلة الرفيعة.
ثانيًا: شرح الحديث:
معنى الحديث النبوي الشريف أن ضغطة القبر شدة عظيمة وهول شديد، لا ينجو منها أحد من بني آدم، حتى أفضل الصالحين وأعظمهم منزلة عند الله. ولتوكيد عظم هذه الضغطة، ضرب النبي صلى الله عليه وسلم المثل بسعد بن معاذ رضي الله عنه، وهو من هو في فضله ومكانته.
فقال صلى الله عليه وسلم: (لَوْ نَجَا مِنْهَا أَحَدٌ لَنَجَا مِنْهَا سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ). أي أن سعدًا -مع علو منزلته وجلالة قدره- لم ينجُ من هذه الضغطة، فكيف بغيره ممن هو دونه في الفضل والإيمان؟! وهذا من أبلغ أساليب التأكيد في اللغة العربية، حيث يُذكر أعلى الأمثلة في الصفة لتدل على أن ما دونها من باب أولى.
ثالثًا: الدروس المستفادة والعبر:
1- عظمة أهوال القبر: الحديث يذكرنا بحقيقة الموت وما بعده من فتنة القبر وعذابه، ليكون ذلك باعثًا للاستعداد بالعمل الصالح والتوبة النصوح.
2- عدم الغرور بالعمل: حتى من بلغ من الصلاح والمنزلة مثل سعد بن معاذ لم ينجُ من ضغطة القبر، فليحذر الإنسان من الغرور بعمله والاعتماد عليه، وليتوكل على فضل الله ورحمته.
3- العدل الإلهي: الضغطة قدر مقدور على كل أحد، وهي من عدل الله تعالى، فكل أحد يذوقها بقدر ما قدمت يداه، فتكون على المؤمن كفارة لذنوبه وتطهيرًا له، وتكون على الكافر عذابًا مبتدأً.
4- منزلة سعد بن معاذ: في الحديث إشارة إلى علو منزلة هذا الصحابي الجليل عند الله ورسوله، حتى جعله النبي صلى الله عليه وسلم المثل الأعلى في احتمال هذه الشدة. وقد ثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال عنه عند موته: (اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ).
5- الاستعاذة من عذاب القبر: يستحب للمسلم أن يكثر من الدعاء والاستعاذة من عذاب القبر، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك في صلاته، فيقول: (أَعُوذُ بِاللهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ).
رابعًا: معلومات إضافية مفيدة:
- ضغطة القبر حقيقة ثابتة بنصوص الكتاب والسنة، وهي من أمور الغيب التي يجب الإيمان بها.
- من أسباب النجاة من عذاب القبر: الاستعاذة بالله منه، والشهادة في سبيل الله، والموت بداء البطن (الاستسقاء)، والموت ليلة الجمعة أو نهارها، وكذلك اجتناب الغيبة والنميمة وأذية الجيران.
- الإيمان بهذه الضغطة وأهوال القبر من الإيمان بالغيب الذي يزيد المؤمن يقينًا وخشية من الله، ويجعله دائم الاستعداد للقاء ربه.
نسأل الله تعالى أن يعيذنا من عذاب القبر، وأن يثبتنا عند السؤال، وأن يجعل قبورنا روضة من رياض الجنة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن حبَّان في صحيحه (٣١١٢) عن عمر بن محمد الهمدانيّ، حَدَّثَنَا بُنْدار، عن عبد الملك بن الصباح، حَدَّثَنَا شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن نافع، عن صفية، عن عائشة فذكرته. وإسناده صحيح، بُندار هو: محمد بن بشار.
ونافع هو: مولي ابن معمر.
وصفية هي: بنت أبي عبيد الثقفية زوج ابن عمر، وهي أخت المختار بن أبي عبيد، وثَّقها العجلي وابن حبَّان، واعتمد الحافظ على توثيق العجلي في «التقريب» وهي من رواه مسلم والسنن ما عدا الترمذي.
هكذا رواه أيضًا البيهقيّ في إثبات عذاب القبر من طريق عبد الملك بن الصباح (١٢٠) ومن طريق آدم بن أبي إياس (١١٩)، والطحاوي في مشكله من طريق عبد الرحمن بن زياد (٢٧٤) كلّهم من حديث شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن نافع، عن صفية، عن عائشة، أو عن امرأة ابن عمر، عن عائشة.
وأبهم محمد بن جعفر وهو غندر الراوي عن عائشة فقال: عن إنسان عن عائشة رواه الإمام أحمد (٢٤٦٦٣) عنه عن شعبة بإسناده.
فلا يضر هذا الإبهام بعد أن عرفناه، ولذا قال الحافظ الهيثمي في «المجمع»، (٣/ ٤٦): «رواه أحمد عن نافع، عن عائشة، وعن نافع عن إنسان، عن عائشة، وكلا الطريقين رجالهما رجال الصحيح». وقال العراقي في «المغني» (٤/ ٤٨٧): «رواه أحمد بإسناد جيد».
وكذلك لا يُعَلُّ بما رواه يحيى بن سعيد، عن شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن نافع، عن عائشة، هكذا رواه عنه الإمام أحمد (٢٤٢٨٣) وابنه عبد الله في «السنة» (١٤١٢) عن أبيه عنه، والطحاوي في مشكله (٢٧٣) عن إبراهيم بن مرزوق، حَدَّثَنَا وهب بن جرير، حَدَّثَنَا شعبة بإسناده.
قال الطحاوي: «هكذا حَدَّثَنَا ابن مرزوق بغير إدخال منه بين نافع وبين أم المؤمنين أحدًا» لأن من ذكره حجة على من لم يذكره.
وكذلك لا يضر ما رواه أبو حذيفة عن سفيان، عن سعد، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول الله ﷺ: ولو أن أحدًا نجا من عذاب القبر لنجا منه سعد«ثمّ قال بأصابعه الثلاثة يجمعها كأنه يقللها، ثمّ قال: «لقد ضُغِط ثمّ عوفي«، رواه الطحاويّ في مشكله (٢٧٦)، والبيهقي في: إثبات عذاب القبر (١٢١)،، وأبو نعيم في: الحلية (٣/ ١٧٣ - ١٧٤) كلّهم من طرق، عن أبي حذيفة بإسناده.
قال أبو نعيم: كذا رواه أبو حذيفة، عن الثوري، عن سعد، ورواه غندر (وهو محمد بن جعفر) وغيره عن شعبة، عن سعد، عن نافع، عن إنسان، عن عائشة مثله» انتهى.
وقال الطحاويّ: خالف سفيانُ بن سعيد شعبةَ في إسناد هذا الحديث عن سعد فذكر الإسناد.
قال الأعظمي: لعل الوهم من أبي حذيفة وهو موسي بن مسعود النهديّ، وصفه الحاكم أبو عبد الله بكثير الوهم وسيء الحفظ، وقال الحافظ في التقريب: صدوق سيء الحفظ، وكان يُصحف» فلعله تصحف عليه ابن عمر مكان عائشة، ولذا صدَّره البيهقيّ بقوله: وقيل عن نافع عن ابن عمر.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 490 من أصل 541 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لقبر ضغطة لو نجا منها أحد لنجا منها سعد ابن معاذ

  • 📜 حديث: لقبر ضغطة لو نجا منها أحد لنجا منها سعد ابن معاذ

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لقبر ضغطة لو نجا منها أحد لنجا منها سعد ابن معاذ

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لقبر ضغطة لو نجا منها أحد لنجا منها سعد ابن معاذ

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لقبر ضغطة لو نجا منها أحد لنجا منها سعد ابن معاذ

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب