حديث: عامة عذاب القبر من البول فتنزهوا من البول

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء أن أكثر عذاب القبر من البول والنميمة

عن ابن عباس قال: قال رسول الله ﷺ: «إنَّ عامة عذاب القبر من البول فتنزهوا من البول».

حسن: رواه البزّار «كشف الأستار» (٢٤٣)، والطَّبراني في «الكبير» (١١/ ٨٤)، والحاكم (١/ ١٨٣ - ١٨٤) كلهم من طريق إسرائيل، عن أبي يحيى، عن مجاهد، عن ابن عباس قال: فذكره.

عن ابن عباس قال: قال رسول الله ﷺ: «إنَّ عامة عذاب القبر من البول فتنزهوا من البول».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الشريف الذي رواه الإمام ابن ماجه في سننه وغيره عن الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم، يحمل تحذيراً شديداً وعظيماً من إهمال التطهر من البول، وبياناً لعاقبة ذلك.

أولاً. شرح المفردات:


● عذاب القبر: هو العذاب الذي يقع على النفس في قبرها بعد الموت وقبل البعث، وهو حق ثابت بنصوص الكتاب والسنة.
● عامة: أي معظم أو الغالبية الكبرى.
● تنزهوا: أي تبرؤوا وتطهروا، واحترزوا، وتعاهدوا أنفسكم بالتطهر منه.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن السبب الأكبر والأغلب لعذاب القبر الذي يلاقيه بعض العصاة هو التهاون في الطهارة من البول وعدم التحرز منه.
ليس المقصود أن البول هو *السبب الوحيد* لعذاب القبر، فهناك أسباب أخرى ذكرت في أحاديث أخرى، كالنميمة والكذب وعدم الاستبراء منه، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم يلفت انتباه الأمة إلى أن هذا الذنب بالذات – وهو التهاون في طهارة البول – هو من أكبر مسببات هذا العذاب المهول.
وهذا يشمل:
1- عدم الاستبراء من البول بشكل كامل بعد انقطاعه، وهو ما يعرف بـ (الاستنجاء) أو (الاستجمار) بشكل صحيح، بحيث لا يبقى شيء من أثر النجاسة على البدن أو الثوب.
2- التهاون في تنظيف الثياب أو البدن إذا أصابها البول.
3- التبول في الأماكن غير اللائقة أو حيث يمكن أن يرتد البول على البدن أو الثوب.
4- الاستخفاف بحكم النجاسة وعدم المبالاة بها.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- عظمة شأن الطهارة في الإسلام: يبين الحديث المكانة السامية التي أعطاها الإسلام للطهارة والنظافة، حتى جعل الإخلال بها من الكبائر التي توعَّد فاعلها بهذا الوعيد الشديد.
2- الحكمة من التشريع: ليس الأمر مجرد طقوس شكلية، بل وراء كل تكليف حكمة عظيمة ومصلحة للعبد في دنياه وآخرته. الأمر بالاستبراء من البول هو لحماية الإنسان من الأذى والعذاب.
3- التحذير من الاستخفاف بالذنوب: قد يستصغر بعض الناس أمر التنزه من البول، وهذا الحديث يرد على ذلك ويبين أن "صغائر" الإهمال قد تؤدي إلى كبائر العواقب.
4- العدل الإلهي: عذاب القبر ليس تعذيباً ظالماً، بل هو نتيجة لأفعال اقترفها الإنسان وأهمل فيها أوامر ربه.
5- رحمة النبي صلى الله عليه وسلم وشفقته على أمته: فما كان ليبين هذه الحقيقة المخيفة إلا ليكون تحذيراً لأمته، ليتنبهوا ويتطهروا، فينجوا من هذا العذاب. فهو نصح وتحذير من جانيته الشفقة.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


● الاستبراء من البول: يكون بالانتظار قليلاً بعد انقطاع البول والضغط على قاعدة الذكر (للرجل) أو التحميل (للمرأة) ليتيقن من خلو القناة من بقايا البول، ثم غسل المكان بالماء أو مسحه بالمناديل (الاستجمار) بشكل كافٍ.
● وجوب غسل ما أصابه البول: إذا أصاب البول الثوب أو البدن، يجب غسله حتى تزول عين النجاسة ووصفها (لونها وريحها وطعمها).
● الحديث يدل على وجوب التحرز من البول: وهذا يشمل التحرز عند قضاء الحاجة، وعدم التبول في أماكن قد ينتشر فيها الرذاش.
● هذا خاص بمن تهاون مع القدرة: أما من لم يتمكن من التطهر لمرض أو عذر شرعي، فإن الله تعالى لا يكلف نفساً إلا وسعها، وهو الغفور الرحيم.
نسأل الله تعالى أن يعيذنا وإياكم من عذاب القبر، وأن يوفقنا للطهارة الكاملة، والاستبراء من البول، والحرص على كل ما يرضيه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البزّار «كشف الأستار» (٢٤٣)، والطَّبراني في «الكبير» (١١/ ٨٤)، والحاكم (١/ ١٨٣ - ١٨٤) كلهم من طريق إسرائيل، عن أبي يحيى، عن مجاهد، عن ابن عباس قال: فذكره.
وأبو يحيى القَتَّات مختلف فيه، والغالب عليه الضعف، ووثَّقه يحيى بن معين في رواية، وقد تابعه العوام بن حوشب عن مجاهد.
رواه الطبراني في «الكبير» (١١/ ٧٩) من طريق العوام بن حوشب، عن مجاهد، عن ابن عباس به مثله.
والعوام بن حوشب وثَّقه أحمد وابن معين وأبو زرعة وغيرهم.
ولم يحكم عليه الحاكم بشيء، بل ذكره شاهدا لحديث أبي هريرة وهو الآتي:

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 485 من أصل 541 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: عامة عذاب القبر من البول فتنزهوا من البول

  • 📜 حديث: عامة عذاب القبر من البول فتنزهوا من البول

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: عامة عذاب القبر من البول فتنزهوا من البول

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: عامة عذاب القبر من البول فتنزهوا من البول

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: عامة عذاب القبر من البول فتنزهوا من البول

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب