حديث: صوم ثلاثة أيام من كل شهر يذهب وحر الصدر

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب صوم ثلاثة أيام من كلّ شهر

عن رجل من أصحاب النبيّ ﷺ قال: قيل للنبيّ ﷺ رجل يصوم الدّهر. قال: «وددتُ أنه يطعم الدهر». قالوا: فثلثيه. قال: «أكثر». قالوا: «فنصفه». قال: «أكثر». قال: «ألا أخبركم بما يُذهب وَحَر الصّدر، صوم ثلاثة أيام من كلّ شهر».

صحيح: رواه النسائي (٢٣٨٥، ٢٣٨٦) من وجهين عن سفيان وأبي معاوية كلاهما عن الأعمش، عن أبي عمار، عن عمرو بن شرحيل، عن رجل من أصحاب النبيّ ﷺ، فذكره.

عن رجل من أصحاب النبيّ ﷺ قال: قيل للنبيّ ﷺ رجل يصوم الدّهر. قال: «وددتُ أنه يطعم الدهر». قالوا: فثلثيه. قال: «أكثر». قالوا: «فنصفه». قال: «أكثر». قال: «ألا أخبركم بما يُذهب وَحَر الصّدر، صوم ثلاثة أيام من كلّ شهر».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم فيه توجيه نبوي كريم للاعتدال في العبادة واجتناب الغلو، وهو من الأحاديث التي ترسم منهجاً متوازناً في حياة المسلم. وإليك الشرح المفصل:

أولاً. شرح المفردات:


● يَصُومُ الدَّهْرَ: أي يصوم جميع أيام السنة دون إفطار.
● وَدِدْتُ: أي أحببتُ وتمنيت.
● يُطْعِمَ الدَّهْرَ: أي يفطر في أيام السنة كلها ولا يصومها.
● وَحر الصَّدْرِ: المراد به غِلُّ الصدر وثقل القلب وما يعتريه من همّ وضيق وقسوة.
● صَوْمُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ: أي صيام ثلاثة أيام من كل شهر قمري، والأفضل أن تكون الأيام البيض (13، 14، 15).


ثانياً. شرح الحديث:


جاء رجل من الصحابة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وسأله عن رجل يصوم جميع أيام السنة دون انقطاع، فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم بأنه يتمنى أن يفطر هذا الرجل جميع أيام السنة ولا يصومها، تعليماً للأمة أن الإفراط في العبادة قد يؤدي إلى الملل أو الضعف أو الانقطاع عنها.
ثم لما اقترحوا عليه صوم ثلثي السنة (أي حوالي 240 يوماً) قال: «أكثر»، أي أن هذا كثير أيضاً ولا ينبغي.
فلما قالوا: نصف السنة؟ أجاب: «أكثر»، أي أنه مازال كثيراً ويشق على النفس.
ثم بين النبي صلى الله عليه وسلم البديل الأمثل الذي يجمع بين الأجر العظيم واليسر والاستمرارية، وهو صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وهي تكفي –بإذن الله– لتطهير القلب وتخليصه من الهم والضيق.


ثالثاً. الدروس المستفادة:


1- ذمُّ الغلو في الدين: النهي عن التشديد على النفس بما لم يشرعه الله، لأن الدين يسرٌ لا عسر.
2- الاعتدال في العبادة: حتى لا تملَّ النفس أو تضعف فتنقطع عن الطاعة بالكلية.
3- الحكمة من الصيام: ليس المقصود تعذيب النفس، بل تزكيتها وتطهيرها، ولهذا كان الصوم المعتدل أنفع.
4- فضل صيام ثلاثة أيام من كل شهر: وهو سنة مؤكدة، وله أجر عظيم، ويُذهب وَحَر الصدر (أي الغل والحقد والهم).
5- مراعاة حال الإنسان: فليس كل الناس يقدرون على صوم الدهر، ولهذا وجه النبي صلى الله عليه وسلم إلى الأفضل والأيسر.


رابعاً. فوائد إضافية:


- يستحب صيام الأيام البيض (13، 14، 15 من كل شهر هجري) كما جاء في أحاديث أخرى.
- هذا الحديث يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان حريصاً على هداية أمته ورفع الحرج عنها.
- فيه إشارة إلى أن القليل الدائم خير من الكثير المنقطع.

أسأل الله تعالى أن يجعلنا من المعتدلين في عبادتهم، المحافظين على سنن نبيهم، وأن يتقبل منا صالح الأعمال.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النسائي (٢٣٨٥، ٢٣٨٦) من وجهين عن سفيان وأبي معاوية كلاهما عن الأعمش، عن أبي عمار، عن عمرو بن شرحيل، عن رجل من أصحاب النبيّ ﷺ، فذكره.
وإسناده صحيح. وأبو عمار هو عريب بن حميد الهمداني الدُّهني، ثقة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 165 من أصل 428 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: صوم ثلاثة أيام من كل شهر يذهب وحر الصدر

  • 📜 حديث: صوم ثلاثة أيام من كل شهر يذهب وحر الصدر

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: صوم ثلاثة أيام من كل شهر يذهب وحر الصدر

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: صوم ثلاثة أيام من كل شهر يذهب وحر الصدر

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: صوم ثلاثة أيام من كل شهر يذهب وحر الصدر

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب