حديث: عن عمر بن الخطاب وامرأة تشكو زوجها

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب صوم ثلاثة أيام من كلّ شهر

عن معاوية بن قرة المزني، قال: أتيت المدينة زمن الأقط والسمن والأعراب يأتون بالبرقان فيبيعونها فإذا أنا برجل طامح بصره ينظر إلى الناس فظننت أنه غريب، فدنوت منه فسلمتُ عليه فردّ عليَّ وقال لي: من أهل هذه أنت؟ قلت: نعم
فجلست معه فقلت: ممن أنت؟ فقال: من هلال واسمي كهمس -أو قال لي: من بني سلول واسمي كهمس- ثم قال: ألا أحدثك حديثا شهدته من عمر بن الخطاب؟ فقلت: بلى قال: بينما نحن جلوس عنده إذ جاءت امرأة فجلست إليه فقالت: يا أمير المؤمنين! إنّ زوجي قد كثر شرُّه وقلَّ خيره، فقال لها عمر رضي الله عنه: ومن زوجك؟ قالت: أبو سلمة قال: إنّ ذاك الرجل رجل له صحبة، وإنه لرجل صدق، ثم قال عمر لرجل عنده جالس: أليس كذلك؟ فقال: يا أمير المؤمنين! لا نعرفه إلا بما قلت، فقال عمر لرجل: قم فادعه لي، وقامت المرأة حين أرسل إلى زوجها فقعدت خلف عمر فلم يلبث أن جاءا معًا حتى جلسا بين يدي عمر فقال عمر: ما تقول في هذه الجالسة خلفي؟ قال: ومن هذه يا أمير المؤمنين؟ قال: هذه امرأتك قال: وتقول ماذا؟ قال: تزعم أنّه قد قلَّ خيرُك وكثر شرُّك! قال: بئس ما قالتْ يا أمير المؤمنين! إنها لمن صالح نسائها، أكثرهن كسوة، وأكثرهن رفاهية، ولكن فَحْلها بكيء، قال عمر: ما تقولين؟ قالت: صدق. فقام إليها عمر بالدّرة فتناولها بها ثم قال: أي عدوة نفسها! أكلت ماله، وأفنيت شبابه، ثم أنشأت تخبرين بما ليس فيه! فقالت: يا أمير المؤمنين! لا تعجل، فوالله لا أجلس هذا المجلس أبدا، ثم أمر لها بثلاثة أثواب فقال: خذي لما صنعتُ بك. وإياك أن تشتكين هذا الشيخ، كأني أنظر إليها قامت ومعها الثياب ثم أقبل على زوجها فقال: لا يحملنك ما رأيتني صنعت بها أن تسيء إليها، انصرفا، فقال الرجل: ما كنت لأفعل ثم قال عمر: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «خير أمتي القرن الذي أنا منه، ثم الثاني، ثم الثالث، ثم ينشأ قوم تسبق أيمانُهم شهادتَهم يشهدون من غير أن يُستشهدوا، لهم لغط في أسواقهم».
قال: قال لي كهمس: أفتخاف أن يكون هؤلاء من أولئك؟ . ثم قال لي كهمس: إني أتيت النبي ﷺ فأخبرته بإسلامي، ثم غبت عنه حولا، ثم أتيته فقلت: يا رسول الله! كأنّك تُنكرني؟ فقال: «أجل». فقلت: يا رسول الله! ما أفطرت منذ فارقتك، فقال له رسول الله ﷺ: «ومن أمرك أن تعذِّب نفسك، صم يوما من الشهر»، فقلت: زدني قال: «فصم يومين»، حتى قال: «فصم ثلاثة أيام من الشهر».

حسن: رواه أبو داود الطيالسيّ (٣٢) ومن طريقه ابن قانع في «معجمه» (٩٣٠)، والطحاوي في «مشكل الآثار» (٢٤٦٠).

عن معاوية بن قرة المزني، قال: أتيت المدينة زمن الأقط والسمن والأعراب يأتون بالبرقان فيبيعونها فإذا أنا برجل طامح بصره ينظر إلى الناس فظننت أنه غريب، فدنوت منه فسلمتُ عليه فردّ عليَّ وقال لي: من أهل هذه أنت؟ قلت: نعم
فجلست معه فقلت: ممن أنت؟ فقال: من هلال واسمي كهمس -أو قال لي: من بني سلول واسمي كهمس- ثم قال: ألا أحدثك حديثا شهدته من عمر بن الخطاب؟ فقلت: بلى قال: بينما نحن جلوس عنده إذ جاءت امرأة فجلست إليه فقالت: يا أمير المؤمنين! إنّ زوجي قد كثر شرُّه وقلَّ خيره، فقال لها عمر ﵁: ومن زوجك؟ قالت: أبو سلمة قال: إنّ ذاك الرجل رجل له صحبة، وإنه لرجل صدق، ثم قال عمر لرجل عنده جالس: أليس كذلك؟ فقال: يا أمير المؤمنين! لا نعرفه إلا بما قلت، فقال عمر لرجل: قم فادعه لي، وقامت المرأة حين أرسل إلى زوجها فقعدت خلف عمر فلم يلبث أن جاءا معًا حتى جلسا بين يدي عمر فقال عمر: ما تقول في هذه الجالسة خلفي؟ قال: ومن هذه يا أمير المؤمنين؟ قال: هذه امرأتك قال: وتقول ماذا؟ قال: تزعم أنّه قد قلَّ خيرُك وكثر شرُّك! قال: بئس ما قالتْ يا أمير المؤمنين! إنها لمن صالح نسائها، أكثرهن كسوة، وأكثرهن رفاهية، ولكن فَحْلها بكيء، قال عمر: ما تقولين؟ قالت: صدق. فقام إليها عمر بالدّرة فتناولها بها ثم قال: أي عدوة نفسها! أكلت ماله، وأفنيت شبابه، ثم أنشأت تخبرين بما ليس فيه! فقالت: يا أمير المؤمنين! لا تعجل، فوالله لا أجلس هذا المجلس أبدا، ثم أمر لها بثلاثة أثواب فقال: خذي لما صنعتُ بك. وإياك أن تشتكين هذا الشيخ، كأني أنظر إليها قامت ومعها الثياب ثم أقبل على زوجها فقال: لا يحملنك ما رأيتني صنعت بها أن تسيء إليها، انصرفا، فقال الرجل: ما كنت لأفعل ثم قال عمر: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «خير أمتي القرن الذي أنا منه، ثم الثاني، ثم الثالث، ثم ينشأ قوم تسبق أيمانُهم شهادتَهم يشهدون من غير أن يُستشهدوا، لهم لغط في أسواقهم».
قال: قال لي كهمس: أفتخاف أن يكون هؤلاء من أولئك؟ . ثم قال لي كهمس: إني أتيت النبي ﷺ فأخبرته بإسلامي، ثم غبت عنه حولا، ثم أتيته فقلت: يا رسول الله! كأنّك تُنكرني؟ فقال: «أجل». فقلت: يا رسول الله! ما أفطرت منذ فارقتك، فقال له رسول الله ﷺ: «ومن أمرك أن تعذِّب نفسك، صم يوما من الشهر»، فقلت: زدني قال: «فصم يومين»، حتى قال: «فصم ثلاثة أيام من الشهر».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف الذي رواه معاوية بن قرة المزني عن كهمس، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم:

أولاً. شرح المفردات:


● طامح بصره: رافع بصره ينظر إلى الناس.
● الأقط: لبن مجفف.
● البرقان: جمع برق وهو الجلد.
● كهمس: اسم الراوي.
● الدّرة: عصا قصيرة.
● فحلها بكيء: أي زوجها بخيل.
● تسبق أيمانهم شهادتهم: يحلفون كذبًا بسرعة دون طلب الشهادة.
● لهم لغط في أسواقهم: ضجيج وكلام كثير بغير فائدة.

ثانيًا. شرح الحديث:


1- قصة المرأة وشكواها:
- جاءت امرأة إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه تشكو زوجها (أبو سلمة) بأن شرّه كثر وخيره قل.
- تحرى عمر رضي الله عنه بالعدل، فسأل عن زوجها فقيل له إنه صاحب صحبة وصدق.
- استدعاه وسأله عن الأمر، فاعترف الزوج بأنه بخيل مع أنها من صالحات النساء.
- اعترفت المرأة بصدق زوجها، فانتهرها عمر بالدّرة لأنها شكت بغير حق، ثم أعطاها ثلاثة أثواب تعويضًا عن تأديبه لها، ونهاها عن شكوى زوجها again.
2- الدرس في القضاء والعدل:
- تحري عمر رضي الله عنه للعدل في القضية، وسماع الطرفين.
- تصرفه الحكيم في تأديب المرأة لشكواها الكاذبة، ثم تعويضها لئلا يظلمها.
3- الحديث النبوي عن القرون الثلاثة:
- ذكر عمر رضي الله عنه حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «خير أمتي القرن الذي أنا فيه، ثم الثاني، ثم الثالث، ثم ينشأ قوم تسبق أيمانهم شهادتهم، يشهدون من غير أن يستشهدوا، لهم لغط في أسواقهم».
- هذا الحديث يبين فضل الصحابة والتابعين وتابعيهم، ثم يحذر من قوم يأتون بعدهم يكثرون الحلف الكاذب واللغو في الأسواق.
4- قصة كهمس مع النبي صلى الله عليه وسلم:
- جاء كهمس إلى النبي صلى الله عليه وسلم بعد عام فلم يعرفه، فأخبره أنه لم يفطر منذ فارقه، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم بصوم ثلاثة أيام من كل شهر (صيام أيام البيض).

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- العدل في القضاء: يجب على الحاكم أن يتحرى العدل ويسمع من الطرفين.
2- تحري الصدق: ذم الكذب والشكوى بغير حق، كما فعلت المرأة.
3- فضل القرون الثلاثة: فضل الصحابة والتابعين وتابعيهم، وتحذير من الانحراف بعدهم.
4- التوسط في العبادة: النهي عن التشدد في العبادة كما في قصة كهمس، حيث أمره النبي صلى الله عليه وسلم بالتخفيف.
5- الحكمة في المعاملة: كما فعل عمر رضي الله عنه في تأديب المرأة ثم تعويضها.

رابعًا. معلومات إضافية:


- الحديث رواه الإمام أحمد في المسند، وهو حديث صحيح.
- فيه دليل على أن صوم ثلاثة أيام من كل شهر (أيام البيض: 13، 14، 15) سنة.
- التحذير من الكذب والحلف الكاذب في الأسواق، وهو من علامات الساعة الصغرى.
أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا، ويجعلنا من الصادقين العادلين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود الطيالسيّ (٣٢) ومن طريقه ابن قانع في «معجمه» (٩٣٠)، والطحاوي في «مشكل الآثار» (٢٤٦٠).
ورواه أيضًا الطبراني في الكبير (١٩/ ١٩٤)، والبخاري في التاريخ الكير (٧/ ٢٣٨ - ٢٣٩) كلّهم من طريق حماد بن يزيد، عن معاوية بن قرة المزني، فذكره واللفظ للطيالسي، وأكثرهم اختصروه.
وإسناده حسن من أجل حماد بن يزيد أو أبو يزيد وهو من أهل البصرة، كان معروفًا لديهم، وقد روى عنه أبو داود الطيالسي، وذكره ابن حبان في «الثقات» (٦/ ٢١٩) وذكر أن موسي بن إسماعيل روى عنه.
وترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (٣/ ١٥١) وزاد من روى عنه: يونس بن محمد، ومسلم بن إبراهيم، ومحمد بن عون الزيادي. وقال: «سمعت أبي يقول ذلك. وقال: وروى عنه طالوت بن عباد الجحدري» انتهى.
ولفقرات حديثه شواهد صحيحة، وإنه لم يأت في حديثه ما ينكر عليه.
ولم يعرف الحافظ الهيثمي أن ابن حبان ذكره في «الثقات» ظنًا منه أنه غيره فإنه قال: «رواه الطبراني في: الكبير«وفيه حماد بن يزيد المنقري ولم أجد من ذكره».
كذا قال في المجمع (٣/ ١٩٧) والصحيح أنه المقرئ، وتوجد له ترجمة في المصادر التي ذكرتها.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 166 من أصل 428 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: عن عمر بن الخطاب وامرأة تشكو زوجها

  • 📜 حديث: عن عمر بن الخطاب وامرأة تشكو زوجها

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: عن عمر بن الخطاب وامرأة تشكو زوجها

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: عن عمر بن الخطاب وامرأة تشكو زوجها

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: عن عمر بن الخطاب وامرأة تشكو زوجها

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب