لا يفطر النبي أيام البيض في حضر ولا سفر

حديث: لا يفطر النبي أيام البيض في حضر ولا سفر

عن ابن عباس قال: كان النبيّ ﷺ لا يفطر أيام البيض في حضر، ولا سفر.

حسن: رواه النسائي (٢٣٤٥) عن القاسم بن زكريا، قال: حدثنا عبيدالله، قال: حدثنا يعقوب، عن جعفر، عن سعيد، عن ابن عباس، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

عن ابن عباس قال: كان النبيّ ﷺ لا يفطر أيام البيض في حضر، ولا سفر.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النافع:

الحديث:

عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: "كان النبيّ ﷺ لا يفطر أيام البيض في حضر، ولا سفر."

شرح المفردات:

● أيام البيض: هي الأيام الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كل شهر قمري، وسُميت بذلك لأن القمر يكون فيها مكتملاً ومُضيئاً (أبيض) في ليلها.
● لا يفطر: أي لا يُفطِر هذه الأيام، بل كان يصومها.
● في حضر: أي حين يكون مُقيماً في بلده (المدينة).
● ولا سفر: أي ولا كان يُفطِرها حتى لو كان مسافراً.

شرح الحديث:

هذا الحديث يخبرنا عن هدي النبي صلى الله عليه وسلم في صيام الأيام الثلاثة البيض من كل شهر. فقد كان صلى الله عليه وسلم يحافظ على صيامها سواء كان في حالة إقامة (حضر) أو في حالة سفر.
وهذا يدل على:
1- عظم فضل صيام هذه الأيام: فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرص عليها حرصاً شديداً، حتى إنه لم يكن يتركها حتى في السفر، مع أن السفر يُرخَّص فيه الفطر. وهذا يدل على تأكيد استحباب صيامها.
2- قوة همته صلى الله عليه وسلم في الطاعة: فلم تمنعه مشقة السفر من المواظبة على هذه السنة العظيمة، مما يدل على شدة حرصه على القربات.
3- أن صيامها ليس من السنن الرواتب المرتبطة بالإقامة (كصيام الاثنين والخميس)، بل هي سنة مستقلة يُستحب صيامها في كل حال.

الدروس المستفادة والعبر:

1- استحباب صيام الأيام البيض: وهي ثلاثة أيام من كل شهر، وقد ورد في فضلها أحاديث كثيرة، منها قوله صلى الله عليه وسلم: "صوم ثلاثة أيام من كل شهر صوم الدهر كله" (متفق عليه).
2- المواظبة على النوافل والسنن: ينبغي للمسلم أن يحرص على المواظبة على النوافل ما استطاع، ولا يفرط فيها إلا لعذر شرعي.
3- الاجتهاد في الطاعة حتى في السفر: السفر ليس عذراً لترك جميع النوافل، بل ينبغي للمسلم أن يحافظ على ما يستطيع منها، اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم.
4- قوة الإرادة والعزيمة: في هذا الحديث دليل على قوة إرادة النبي صلى الله عليه وسلم وعزيمته في الطاعة، وهو قدوة للمسلم في قوة العزيمة في الخير.

معلومات إضافية مفيدة:

● حكم صيامها: صيام الأيام البيض سنة مؤكدة وليس فرضاً.
● فضلها: كما سبق، صيامها كصيام الدهر، لأن الحسنة بعشر أمثالها، فصيام ثلاثة أيام = ثلاثين يوماً (أي شهر كامل).
● من فاتته في شهر: يستحب أن يقضيها في الشهر الذي يليه، بأن يصوم من السادس عشر إلى الثامن عشر، وهكذا.
● هل يجب تتابعها؟: الأفضل صيامها متتابعة (13، 14، 15) ولكن إذا صامها متفرقة فلا بأس، وإن كان الأفضل التوالي.
نسأل الله تعالى أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النسائي (٢٣٤٥) عن القاسم بن زكريا، قال: حدثنا عبيدالله، قال: حدثنا يعقوب، عن جعفر، عن سعيد، عن ابن عباس، فذكره.
وإسناده حسن من أجل يعقوب وهو ابن عبد الله القمي، وشيخه جعفر وهو ابن أبي المغيرة القمي، وكلاهما مختلف فيهما غير أنهما حسنا الحديث.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 171 من أصل 428 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا يفطر النبي أيام البيض في حضر ولا سفر

📜 حديث: لا يفطر النبي أيام البيض في حضر ولا سفر

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: لا يفطر النبي أيام البيض في حضر ولا سفر

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: لا يفطر النبي أيام البيض في حضر ولا سفر

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: لا يفطر النبي أيام البيض في حضر ولا سفر

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية