حديث: تعرض الأعمال يوم الاثنين والخميس، فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ما جاء في صوم الاثنين والخميس
صحيح: رواه الترمذي (٧٤٧)، وابن ماجه (١٧٤٠)، والإمام أحمد (٨٣٦١) كلهم من حديث محمد بن رفاعة، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث شريف رواه الإمام الترمذي في سننه، وهو حسن، وفيه يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم عن وقتٍ عظيم تُرفع فيه أعمال العباد إلى الله تعالى، ويشر لنا إلى عبادة جليلة يحب أن يُختَم عمله بها في ذلك الوقت.
أولاً. شرح المفردات:
● تعرض الأعمال: تُرفع وتُعْرَض على الله عز وجل، كما جاء في رواية أخرى: "تُعْرَضُ أَعْمَالُ النَّاسِ فِي كُلِّ جُمُعَةٍ مَرَّتَيْنِ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ".
● يوم الاثنين والخميس: هذان يومان مباركان في الأسبوع.
● فأحبُّ أن يعرض عملي وأنا صائم: أي أُحِبُّ أن يكون عملي وهو يُعرَض على ربي، وأنا في حالة طاعة وعبادة، وهي الصيام، ليكون ذلك أدعى للقبول والرحمة.
ثانياً. شرح الحديث:
يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن أعمال العباد تُرفع إلى الله تعالى وتُعرض عليه في كل أسبوع مرتين: يوم الاثنين ويوم الخميس. وهذا العرض هو عرضٌ أسبوعي، بخلاف العرض اليومي الذي يكون في ليلة النصف من شعبان، والعرض السنوي في شهر شعبان، والعرض الأكبر يوم القيامة.
ومن رحمة الله تعالى بعباده أن جعل لهم مواسمَ يُرفع فيها عملهم، ليتزودوا فيها من الطاعات، ويستعدوا لها بالعمل الصالح.
وفي هذا الوقت الذي تُعرض فيه الأعمال، يحب النبي صلى الله عليه وسلم أن يكون صائماً، ليكون عمله وهو يُعرض على الله مقروناً بهذه العبادة الجليلة، التي اختصها الله لنفسه كما في الحديث القدسي: "كل عمل ابن آدم له إلا الصوم، فإنه لي وأنا أجزي به". فالصوم يجمع بين الإخلاص والصدق مع الله، لأنه عبادة سرية بين العبد وربه، لا يدخله رياء.
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتحرّى الصيام في هذين اليومين، كما جاء في السنن، فكان يصوم الاثنين والخميس.
ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:
1- عناية الله تعالى بأعمال عباده: حيث تُرفع إليه وتُعرض في أوقات محددة، مما يدل على شرف هذه الأوقات وعظم منزلتها.
2- حرص النبي صلى الله عليه وسلم على الطاعة: حتى في أحب الأوقات إليه، وهو وقت عرض الأعمال، كان يختار أن يكون في أكمل حالات العبادة.
3- فضل صيام الاثنين والخميس: فهو سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد بين سبب صيامه لليومين في حديث آخر: "ذلك يومٌ وُلدت فيه، ويومٌ بُعثت -أو أُنزل عليَّ فيه-".
4- الاستعداد للمواسم الإيمانية: فكما يستعد الإنسان للقاء شخص عظيم، فمن الأولى أن يستعد لعرض عمله على الله بالطاعة والعبادة.
5- الترغيب في الإكثار من الصيام: خاصة في الأوقات الفاضلة، ليكون القبول أرجى، والثواب أعظم.
رابعاً. فوائد إضافية:
- هذا الحديث يدل على أن الأعمال تُعرض على الله، ولكن ليس معنى ذلك أن الله لا يعلمها، بل هو سبحانه يعلم كل شيء قبل وقوعه، ولكن العرض يكون لإظهار كرمه وفضله على عباده، ومجازاة المحسن بإحسانه.
- ينبغي للمسلم أن يحرص على صيام هذين اليومين، اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم، ورجاءً أن يُعرض عمله وهو في خير وطاعة.
- يستحب الإكثار من الأعمال الصالحة عمومًا في هذين اليومين، كالذكر والصدقة وقراءة القرآن، لأن العمل كله يُعرض على الله.
أسأل الله تعالى أن يتقبل منا الصيام والقيام، وأن يجعلنا ممن يُعرض عملهم وهم في طاعته ورضاه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
وزاد الآخران: «فيغفر الله لكل مسلم -أو لكل مؤمن- إلّا المتهاجرين فيقول: أخّرهما».
هذا لفظ المسند، ولفظ ابن ماجه: «دعهما حتى يصطلحا».
ومحمد بن رفاعة هو ابن ثعلبة القرظيّ قال فيه الحافظ: «مقبول».
وهو كما قال، فإنه توبع غير أنه زاد فيه: ذكر الصوم، ولعله لذلك استغربه الترمذيّ، فقال: «حسن غريب» ولكنه لم يخطئ لوجود شواهد صحيحة كما مضت، فلعلّ غيره اختصره، أو لم يبلغ إليه ذكر الصّوم بإسناد صحيح.
فقد رواه مالك في حسن الخلق (١٧) ومن طريقه مسلم في البر والصلة (٢٥٦٥) عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، أنّ النبيّ ﷺ، قال: «تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين ويوم الخميس، فيُغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئًا إلا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء. فيقال: انظروا هذين حتى يصطلحا، انظروا هذين حتى يصطلحا، انظروا هذين حتى يصطلحا» إلّا أنه لم يذكر فيه صوم النبي ﷺ.
ورواه أيضًا مالك (١٨) ومن طريقه مسلم (٢٥٦٥) عن مسلم بن أبي مريم، عن أبي صالح السمان، عن أبي هريرة، رفعه مرة قال: «تعرض الأعمال في كل يوم خميس واثنين، فيغفر الله عز وجل في ذلك اليوم لكلّ امرئ لا يُشرك بالله شيئًا إلا امرءً كانت بينه وبين أخيه شحناء، فيقال: اتركوا هذين حتى يصطلحا، اتركوا هذين حتى يصطلحا». وكذلك رواه أيضًا سفيان، عن مسلم بن أبي مريم.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 154 من أصل 428 حديثاً له شرح
- 129 إن لربك عليك حقًا ولنفسك عليك حقًا ولأهلك عليك حقًا
- 130 كان رسول الله ﷺ يُفطر من الشهر حتى نظن أن...
- 131 ما صام النبي شهرًا كاملًا قط غير رمضان
- 132 كان رسول الله يصوم حتى نقول لا يفطر ويفطر حتى...
- 133 لا أعلم رسول الله قرأ القرآن كله في ليلة
- 134 كان أحب الشهور إلى رسول الله ﷺ أن يصومه: شعبان
- 135 لم يكن يصوم من السنة شهرًا تامًا إلا شعبان يصله...
- 136 صوم شعبان لأنه شهر ترفع فيه الأعمال
- 137 أما صمت سرر هذا الشهر
- 138 إذا انتصف شعبان فلا تصوموا
- 139 من صام رمضان وأتبعه ستًا من شوال كان كصيام الدهر
- 140 فضل صيام رمضان وستة ايام من شوال
- 141 من صام رمضان وأتبعه بست من شوال
- 142 صم رمضان والذي يليه وكل أربعاء وخميس
- 143 فضل صيام يوم عرفة
- 144 من صام يوم عرفة غفر له سنتين متتابعتين
- 145 ما العمل في أيام العشر أفضل من العمل في هذه
- 146 ا من أيام أعظم عند الله، ولا العمل فيهن أحب...
- 147 أفضل الأعمال في العشر من ذي الحجة
- 148 ما رأيت رسول الله صائما في العشر قط
- 149 أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم
- 150 أفضل الصلاة بعد المفروضة الصلاة في جوف الليل
- 151 صوم الاثنين: فيه وُلدت وفيه أُنزل علي
- 152 صيام يومي الاثنين والخميس وفضل صيام شعبان
- 153 صوم النبي شعبان ورمضان والاثنين والخميس
- 154 تعرض الأعمال يوم الاثنين والخميس، فأحب أن يعرض عملي وأنا...
- 155 إنهما يوما عيد المشركين، فأنا أحب أن أخالفهم
- 156 كان يصوم من كل شهر ثلاثة أيام لا يبالي من...
- 157 صيام ثلاثة أيام من كل شهر وركعتي الضحى والوتر قبل...
- 158 صوم شهر الصبر وثلاثة أيام من كل شهر
- 159 إن لزوجك عليك حقا، وإن لزورك عليك حقا
- 160 لا أنام حتى أوتر
- 161 من صام من كل شهر ثلاثة أيام فذلك صيام الدهر
- 162 صوم ثلاثة من كل شهر ورمضان إلى رمضان
- 163 صوم ثلاثة أيام من كل شهر صيام الدهر
- 164 من سرَّه أن يذهب كثيرٌ من وَحَر صدره فليصم شهر...
- 165 صوم ثلاثة أيام من كل شهر يذهب وحر الصدر
- 166 عن عمر بن الخطاب وامرأة تشكو زوجها
- 167 صوم شهر الصبر وثلاثة أيام من كل شهر يذهبن وحَر...
- 168 أمر النبي ﷺ بصيام الأيام الغر
- 169 صوموا ثلاثة أيام البيض: ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة
- 170 صيام ثلاثة ايام من كل شهر كصيام الدهر
- 171 لا يفطر النبي أيام البيض في حضر ولا سفر
- 172 صيام الأيام البيض من كل شهر
- 173 صيام ثلاثة أيام من كل شهر
- 174 صيام تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل...
- 175 صم وأفطر وصل ونم وصم من كل عشرة أيام يوما
- 176 صوم يوم وأفطر يوم صيام داود
- 177 صم يومًا وأفطر يومًا صيام داود عليه السلام
- 178 صم وأفطر، وصلِّ ونم، ولعينك حظًا
معلومات عن حديث: تعرض الأعمال يوم الاثنين والخميس، فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم
📜 حديث: تعرض الأعمال يوم الاثنين والخميس، فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: تعرض الأعمال يوم الاثنين والخميس، فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: تعرض الأعمال يوم الاثنين والخميس، فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: تعرض الأعمال يوم الاثنين والخميس، فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








