حديث: من كان لم يصم فليصم، ومن كان أكل فليتم صيامه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في توكيد وجوب صوم عاشوراء

عن سلمة بن الأكوع أنه قال: بعث رسولُ الله ﷺ رجلًا من أسلم يوم عاشوراء، فأمره أن يؤذِّن في الناس: «من كان لم يَصُم فلْيصُمْ، ومَنْ كان أكل فليُتمَّ صيامه إلى اللّيل».

متفق عليه: رواه البخاري في الصوم (١٩٢٤)، ومسلم في الصيام (١١٣٥) من طريق يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة بن الأكوع، فذكره.

عن سلمة بن الأكوع أنه قال: بعث رسولُ الله ﷺ رجلًا من أسلم يوم عاشوراء، فأمره أن يؤذِّن في الناس: «من كان لم يَصُم فلْيصُمْ، ومَنْ كان أكل فليُتمَّ صيامه إلى اللّيل».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد، فهذا حديث صحيح رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما، وفيه دروس وعبر عظيمة. وإليك الشرح الوافي له:

أولاً. شرح المفردات:


● بعث: أرسل.
● أسلم: هي قبيلة معروفة من قبائل العرب.
● عاشوراء: هو اليوم العاشر من شهر الله المحرم.
● يؤذن في الناس: ينادي عليهم ويخبرهم بأمر النبي صلى الله عليه وسلم.
● فليصم: فليصم ذلك اليوم.
● أكل: أي أفطر في جزء من النهار.
● فليتم صيامه: فليكمل صيام باقي اليوم ولا يفطر.


ثانيًا. شرح الحديث:


في هذا الحديث يخبر الصحابي الجليل سلمة بن الأكوع رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم في يوم عاشوراء (العاشر من المحرم) أرسل رجلاً من قبيلة أسلم إلى الناس؛ ليطوف بينهم وينادي بأمر النبي صلى الله عليه وسلم الذي جاء فيه:
1- "مَنْ كَانَ لَمْ يَصُمْ فَلْيَصُمْ": أي من لم يصم من أساس ذلك اليوم، فليبدأ الصيام من وقت سماعه النداء ويصوم بقية اليوم.
2- "وَمَنْ كَانَ أَكَلَ فَلْيُتِمَّ صِيَامَهُ إِلَى اللَّيْل": أي من كان قد صام جزءاً من النهار ثم أفطر (أي أكل أو شرب) بعد ذلك، فإنه يُطلب منه أن يمتنع عن الطعام والشراب بقية اليوم ويكمل صيامه حتى غروب الشمس.


ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:


1- مشروعية صوم عاشوراء: الحديث دليل على فضل صيام يوم عاشوراء وأنه كان معروفاً ومشروعاً في الإسلام، وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم صامه وأمر بصيامه.
2- الاهتمام بأمر الصيام وتعليم الناس: حرص النبي صلى الله عليه وسلم على إبلاغ الناس بأحكام الصيام حتى في أثناء النهار، مما يدل على أهمية التعليم والتذكير بالعبادات.
3- الرفق بالأمة ومراعاة الظروف: الأمر بإكمال الصيام لمن كان قد أفطر بعد شروعهِ فيه يدل على التيسير وعدم التشديد، حيث لم يُطلب منهم قضاء ذلك اليوم، بل فقط إتمام اليوم الحالي.
4- طاعة الله ورسوله في الأمر والنهي: يجب على المسلم أن يمتثل لأمر النبي صلى الله عليه وسلم بمجرد سماعه، سواء كان ذلك في بداية النهار أو في وسطه.
5- استعمال الوسائل في الدعوة والتعليم: إرسال رجل لينادي في الناس يدل على حسن التبليغ واستخدام الوسائل المتاحة لنشر العلم والخير.


رابعًا. معلومات إضافية مفيدة:


- صيام يوم عاشوراء كان واجباً في بداية الإسلام ثم نسخ وجوبه بفرضية صوم رمضان، وبقي مندوباً مستحباً.
- يستحب صيام اليوم التاسع مع العاشر (تاسوعاء وعاشوراء) مخالفة لليهود.
- فضل صيام عاشوراء كبير، فقد روي أنه يكفر ذنوب السنة الماضية.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
*هذا والله أعلم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.*
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الصوم (١٩٢٤)، ومسلم في الصيام (١١٣٥) من طريق يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة بن الأكوع، فذكره. واللفظ لمسلم.
قوله: «رجلًا من أسلم» قال ابن حجر: اسم هذا الرجل هند بن أسماء بن حارثة الأسلميّ، له ولأبيه ولعمّه هند بن حارثة صحبة.
وأمّا ما رواه أبو داود (٢٤٤٧) عن محمد بن المنهال، ثنا يزيد بن زريع، عن سعيد، عن قتادة، عن عبد الرحمن بن مسلمة، عن عمّه، أنّ أسلم أتت النبي ﷺ فقال: «صمتم يومكم هذا؟». قالوا: لا. قال: «فأتموا بقية يومكم واقضوه».
ففي قوله: «واقضوه» نكارة. ولذا قال عبد الحق في «الأحكام الوسطي» (٢/ ٢٤٥): «لا يصح هذا الحديث في القضاء».
ثم اختلف في زيادة هذا اللفظ، فرواه أبو داود من حديث يزيد بن زريع، عن سعيد هكذا.
ورواه الإمام أحمد (٢٣٤٧٥) عن روح بن عبادة، والنسائي في «الكبرى» (٢٨٦٤) عن بشر، و(٢٨٦٥) عن محمد بن بكر - كلّهم عن سعيد بن أبي عروبة، ولم يذكروا القضاء.
وكذلك لم يذكره شعبة، عن قتادة.
ومن طريقه رواه الطحاوي في «مشكله» (٢٢٧٢)، وأحمد (٢٠٣٢٩).
ولكن يشكل هذا ما أخرجه البيهقي (٤/ ٢٢١) من طريق يزيد بن زريع، عن شعبة، وذكر فيه القضاء وقال: رواه أبو داود في «السنن» عن محمد بن المنهال، وكذلك رواه أبو قلابة عن محمد ابن المنهال، عن يزيد، عن شعبة.
وقال: «ووقع ذلك في بعض النسخ: سعيد. وقد رواه أيضًا سعيد فخالف شعبة في الإسناد والمتن» انتهى.
قال الأعظمي: وهو كما قال، فلعل نسخ أبي داود اختلفت، فإنّ جمهور أصحاب سعيد بن أبي عروبة لم يذكروا القضاء إن صحَّ هذا فيكون الخلاف على شعبة.
ومهما كان الأمر فالإسناد ضعيف من أجل عبد الرحمن بن مسلمة فإنه مجهول. وقد اختلف في اسم أبيه، فقيل كما قال أبو داود، وقيل: هو ابن المنهال بن مسلمة، وقيل: ابن سلمة، وقيل غير ذلك. يكنى أبا المنهال. تفرّد بالرواية عنه قتادة كما قال الذهبي في «الميزان»، وقال البيهقي في «المعرفة» (٦/ ٣٦١): «مجهول، مختلف في اسم أبيه، ولا يدري من عمّه».
وقال ابن القطان: هو مجهول الحال.
وأما ابن حبان فذكره في «الثقات» ولذا قال فيه الحافظ: «مقبول» أي عند المتابعة. ولم يتابع
على قوله: «فاقضوا» فهي زيادة منكرة، وأما بقية الحديث فله شواهد صحيحة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 186 من أصل 428 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من كان لم يصم فليصم، ومن كان أكل فليتم صيامه

  • 📜 حديث: من كان لم يصم فليصم، ومن كان أكل فليتم صيامه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من كان لم يصم فليصم، ومن كان أكل فليتم صيامه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من كان لم يصم فليصم، ومن كان أكل فليتم صيامه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من كان لم يصم فليصم، ومن كان أكل فليتم صيامه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب