حديث: صيام يومي الاثنين والخميس وفضل صيام شعبان

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في صوم الاثنين والخميس

عن أسامة بن زيد، قال: كان رسول الله ﷺ يصوم الأيام يسرُد حتى يقال: لا يُفطر، ويُفطر الأيام حتى لا يكاد أن يصوم إلّا يومين من الجمعة، إن كان في صيامه، وإلّا صامهما، ولم يكن يصوم من شهر من الشهور ما يصوم من شعبان، فقلت: يا رسول الله، إنّك تصوم لا تكاد أن تُفطر، وتُفطر حتى لا تكاد أن تصوم إلّا يومين إن دخلا في صيامك وإلّا صُمتَهما! قال: «أيُّ يومين؟». قال: قلت: يوم الاثنين ويوم الخميس. قال: «ذانِكَ يومان تُعرض فيهما الأعمال على ربِّ العالمين، وأُحبُّ أن يُعرض عملي وأنا صائم».
قال: قلت: ولم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصومُ من شعبان! قال: «ذاك شهرٌ يغفُلُ الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهرٌ ترفع فيه الأعمال إلى ربِّ العالمين، فأحبُّ أن يرفع عملي وأنا صائم».

حسن: رواه الإمام أحمد (٢١٧٥٣) عن عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا ثابت بن قيس أبو غصن، حدثني أبو سعيد المقبري، حدثني أسامة بن زيد، فذكره.

عن أسامة بن زيد، قال: كان رسول الله ﷺ يصوم الأيام يسرُد حتى يقال: لا يُفطر، ويُفطر الأيام حتى لا يكاد أن يصوم إلّا يومين من الجمعة، إن كان في صيامه، وإلّا صامهما، ولم يكن يصوم من شهر من الشهور ما يصوم من شعبان، فقلت: يا رسول الله، إنّك تصوم لا تكاد أن تُفطر، وتُفطر حتى لا تكاد أن تصوم إلّا يومين إن دخلا في صيامك وإلّا صُمتَهما! قال: «أيُّ يومين؟». قال: قلت: يوم الاثنين ويوم الخميس. قال: «ذانِكَ يومان تُعرض فيهما الأعمال على ربِّ العالمين، وأُحبُّ أن يُعرض عملي وأنا صائم».
قال: قلت: ولم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصومُ من شعبان! قال: «ذاك شهرٌ يغفُلُ الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهرٌ ترفع فيه الأعمال إلى ربِّ العالمين، فأحبُّ أن يرفع عملي وأنا صائم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف الذي رواه أسامة بن زيد رضي الله عنه:
أولاً: نص الحديث:
عن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال: كان رسول الله ﷺ يصوم الأيام يَسْرُدُ (يُتابع الصوم) حتى يقال: لا يُفطر، ويُفطر الأيام حتى لا يكاد أن يصوم إلا يومين من الجمعة، إن كان في صيامه، وإلا صامهما، ولم يكن يصوم من شهر من الشهور ما يصوم من شعبان، فقلت: يا رسول الله، إنك تصوم لا تكاد أن تفطر، وتفطر حتى لا تكاد أن تصوم إلا يومين إن دخلا في صيامك وإلا صمتهما! قال: «أي يومين؟». قال: قلت: يوم الاثنين ويوم الخميس. قال: «ذانِكَ يومان تُعرض فيهما الأعمال على رب العالمين، وأحب أن يُعرض عملي وأنا صائم». قال: قلت: ولم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان! قال: «ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم».
ثانياً: شرح المفردات:
● يَسْرُدُ: يُتابع الصوم ويواصل فيه دون انقطاع.
● لا يُفطر: لا يفطر أي لا يأكل، أي يواصل الصوم أياماً متتالية.
● من الجمعة: أي من الأسبوع.
● إن دخلا في صيامك: إذا صادف صيامك هذين اليومين بدون قصد.
● يغفل الناس عنه: يهمل الناس فضله ويقلّ العمل الصالح فيه.
● ترفع فيه الأعمال: تعرض الأعمال على الله تعالى.
ثالثاً: شرح الحديث:
1- صيام النبي ﷺ المتقطع: كان النبي ﷺ أحياناً يصوم أياماً متتالية حتى يظن الناس أنه لن يفطر، وأحياناً يفطر أياماً متتالية حتى يظن الناس أنه لن يصوم، وهذا من توازنه ﷺ في العبادة ومراعاة حاله وحال أمته.
2- صيام يومي الاثنين والخميس: عندما سأله أسامة عن اليومين اللذين كان يصومهما (الإثنين والخميس)، بيّن النبي ﷺ الحكمة من صيامهما، وهما يومان تعرض فيهما الأعمال على الله تعالى، فأحب أن يكون صائماً حين يعرض عمله.
3- فضل صيام شعبان: كان النبي ﷺ يكثر من الصيام في شعبان أكثر من أي شهر آخر، وبيّن أن السبب أن الناس يغفلون عن هذا الشهر لأنه بين رجب (شهر حرام) ورمضان (شهر الصيام)، وفيه ترفع الأعمال إلى الله، فأحب أن يرفع عمله وهو صائم.
رابعاً: الدروس المستفادة:
1- استحباب صيام يومي الاثنين والخميس: لفضلهما العظيم حيث تعرض فيهما الأعمال.
2- الاجتهاد في العبادة عند غفلة الناس: كما في صيام شعبان، فالعمل الصالح في الأوقات التي يغفل عنها الناس له فضل عظيم.
3- حب النبي ﷺ للصوم: وحرصه على أن يكون في أحسن حال عند عرض أعماله.
4- رفع الأعمال أسبوعياً وشهرياً: حيث ترفع أعمال الأسبوع يومي الاثنين والخميس، وأعمال السنة في شعبان.
5- التوازن في العبادة: كما في صوم النبي ﷺ وإفطاره، فلا مشقة على النفس ولا تقصير.
خامساً: فوائد إضافية:
● صيام شعبان كتمرين استعداداً لرمضان.
● الحرص على الصيام عندما ترفع الأعمال ليكون العمل خالصاً لله وفي أحسن صورة.
● استغلال الأوقات التي يغفل عنها الناس للتقرب إلى الله بالطاعات.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (٢١٧٥٣) عن عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا ثابت بن قيس أبو غصن، حدثني أبو سعيد المقبري، حدثني أسامة بن زيد، فذكره.
ورواه النسائي (٢٣٥٧) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، مختصرًا.
وإسناده حسن من أجل ثابت بن قيس أبو غصن المدني، وثقه الإمام أحمد وغيره، وضعّفه أبو داود وغيره إلا أنه حسن الحديث.
وحسّنه أيضًا المنذري من طريق النسائي في «مختصر سنن أبي داود».
وله طريق آخر رواه أبو داود (٢٤٣٦)، والإمام أحمد (٢١٧٤٤) كلاهما من طريق أبان، حدثني يحيى بن أبي كثير، حدثني عمر بن أبي الحكم بن ثوبان، عن مولي قدامة بن مظعون، عن مولي أسامة بن زيد، أنه انطلق مع أسامة إلى وادي القرى في طلب مال له، فكان يصوم يوم الاثنين ويوم الخميس، فقال له مولاه: لِم تصوم الاثنين ويوم الخميس وأنت شيخ كبير؟ فقال: إنّ نبيَّ الله ﷺ كان يصوم يوم الاثنين والخميس، وسئل عن ذلك فقال: «إنّ أعمال العباد تعرض يوم الاثنين ويوم الخميس».
قال أبو داود: كذا قال هشام الدستوائي، عن يحيى، عن عمر بن أبي الحكم.
قال الأعظمي: إسناده ضعيف فإن مولي قدامة بن مظعون ومولي أسامة بن زيد لا يعرفان. إلا أن الثاني اسمه حرملة، وقد مشاه البعض، فقال: «صدوق».
وقال المنذري: «وفي إسناده رجلان مجهولان» ثم ذكر حديث النسائي من طريق أبي سعيد كيسان المقبري. وقال: «هو حديث حسن».
فالمنذريّ حسَّن الطريق الأوّل، وأما الطريق الثاني وهو طريق أبي داود فضعّفه ولكن بمجموع الطريقين يكون الحديث حسنًا.
وله طريق آخر وهو ما رواه ابن خزيمة (٢١١٩) من طريق شرحبيل بن سعد، عن أسامة، قال: كان رسول الله ﷺ يصوم الاثنين والخميس ويقول: «إنّ هذين اليومين تعرض فيهما الأعمال».
وشرحبيل بن سعد هو أبو سعد المدني مولى الأنصار.
ضعّفه النسائي، ووثقه ابن حبان، وهو لا بأس به في المتابعة.
وفي التقريب: «صدوق اختلط بآخره» وهذا لم يختلط فيه لوجود متابعات له.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 152 من أصل 428 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: صيام يومي الاثنين والخميس وفضل صيام شعبان

  • 📜 حديث: صيام يومي الاثنين والخميس وفضل صيام شعبان

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: صيام يومي الاثنين والخميس وفضل صيام شعبان

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: صيام يومي الاثنين والخميس وفضل صيام شعبان

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: صيام يومي الاثنين والخميس وفضل صيام شعبان

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب