حديث: كان يصوم من كل شهر ثلاثة أيام لا يبالي من أي أيام الشهر

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب صوم ثلاثة أيام من كلّ شهر

عن معاذة العدوية أنّها سألتْ عائشة زوجَ النبيِّ ﷺ: أكان رسولُ الله ﷺ يصوم من كلِّ شهر ثلاثة أيام؟ قالت: نعم، فقلت لها: من أيِّ أيام الشّهر كان يصوم؟ قالت: لم يكن يبالي من أيِّ أيام الشهر يصوم.

صحيح: رواه مسلم في الصيام (١١٦٠) عن شيبان بن فروخ، حدّثنا عبد الوارث، عن يزيد الرِّشْك، قال: حدّثتني معاذة العدوية، فذكرته.

عن معاذة العدوية أنّها سألتْ عائشة زوجَ النبيِّ ﷺ: أكان رسولُ الله ﷺ يصوم من كلِّ شهر ثلاثة أيام؟ قالت: نعم، فقلت لها: من أيِّ أيام الشّهر كان يصوم؟ قالت: لم يكن يبالي من أيِّ أيام الشهر يصوم.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا حديث عظيم فيه بيان لهدي النبي صلى الله عليه وسلم في صيام التطوع، وخاصة صيام الأيام البيض (الثالث عشر، والرابع عشر، والخامس عشر من كل شهر قمري)، وهو من رواية الإمام مسلم في صحيحه.

أولاً. شرح المفردات:


● معاذة العدوية: هي معاذة بنت عبدالله العدوية، من التابعيات الثقات الفاضلات، كانت من العابدات الزاهدات.
● عائشة زوج النبي ﷺ: أم المؤمنين، الصديقة بنت الصديق، وهي من أكثر الصحابة رواية للحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم.
● يصوم من كل شهر ثلاثة أيام: أي يداوم على صيام ثلاثة أيام في كل شهر هجري كعملٍ دائمٍ من أعمال البر والتطوع.
● لم يكن يبالي: أي لم يكن يهتم أو يتقيد بوقت محدد، بل كان الأمر واسعاً عنده.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا هذا الحديث أن السيدة معاذة العدوية سألت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم في صيام التطوع، فتسأله: هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يحافظ على صيام ثلاثة أيام في كل شهر؟ فكان جواب السيدة عائشة بالإثبات: "نعم".
ولكن السائلة أرادت أن تعرف التفصيل، فتسأل: في أي أيام الشهر بالضبط كان يصومها؟ هل في أوله، أو وسطه، أو آخره؟ فكان جواب السيدة عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم "لم يكن يبالي من أي أيام الشهر يصوم"، أي أنه لم يكن يلتزم أياماً محددة بعينها، بل كان يصومها متفرقة في أي جزء من الشهر، تارة في أوله، وتارة في وسطه، وتارة في آخره. وهذا يدل على سعة الرخصة وعدم التشديد في هذا النوع من التطوع.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- مشروعية صيام ثلاثة أيام من كل شهر: وهو سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وفضلها عظيم، فقد ورد أن صيامها كصيام الدهر كله، لأن الحسنة بعشر أمثالها.
2- التيسير ورفع الحرج في العبادات غير المفروضة: فلم يحدد النبي صلى الله عليه وسلم أياماً معينة لا يجوز غيرها، بل ترك الأمر واسعاً ليتيسر على الناس بحسب ظروفهم وقدراتهم.
3- الأفضلية لا تنفي الجواز:رغم أن الأفضل صيام الأيام البيض (13، 14، 15) كما في أحاديث أخرى، لكن عدم تقيد النبي صلى الله عليه وسلم بها في جميع الأوقات يدل على أن صيام أي ثلاثة أيام آخرين جائز ومحبوب.
4- حرص الصحابة والتابعين على معرفة هدي النبي في أدق细节 حياته: مما يدل على محبتهم له واتباعهم لسنته في كل صغيرة وكبيرة.
5- جواز سؤال العالم عن细节 العبادة والسعي لفهم السنة بشكل دقيق.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- يجوز للمسلم أن يصوم الثلاثة أيام متتابعة أو متفرقة.
- من الأفضل أن يصومها في الأيام البيض (13، 14، 15) لورود نصوص خاصة في فضلها.
- إذا نسي الإنسان صيامها في الأيام البيض، أو فاتته، فله أن يقضيها في أي أيام أخرى من الشهر.
- هذا الصيام من الأمور التي تواظب عليها الملائكة، كما ورد في بعض الآثار.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الصيام (١١٦٠) عن شيبان بن فروخ، حدّثنا عبد الوارث، عن يزيد الرِّشْك، قال: حدّثتني معاذة العدوية، فذكرته.
هذا الإطلاق أولى من التقييد لما فيه من التنويع.
وأما التقييد ففيه أربعة أنواع من الصيام وهي الأول: صوم يوم من كل عشرة أيام.
والثاني: صيام البيض: وهي ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة.
والثالث: صوم ثلاثة أيام من غرّة كلّ شهر.
والرابع: صوم اثنين والخمسين من كلّ شهر.
والأحاديث الواردة فيها كلّها صحيحة.
وأما ما رُوي عن عائشة قالت: «كان رسول الله ﷺ يصوم من الشهر: السبت والأحد والاثنين، ومن الشهر الآخر: الثلاثاء والأربعاء والخميس» فالصواب أنه موقوف.
رواه الترمذي في السنن (٧٤٦)، وفي الشمائل (٣٠٠) عن محمود بن غيلان، حدّثنا أبو أحمد ومعاوية بن هشام، قالا: حدّثنا سفيان، عن منصور، عن خيثمة، عن عائشة، قالت: فذكرته.
قال الترمذي: «هذا حديث حسن، وروى عبد الرحمن بن مهدي هذا الحديث، عن سفيان ولم يرفعه».
قال الحافظ في الفتح (٤/ ٢٢٧): «والموقوف أشبه».
قال الأعظمي: حديث عبد الرحمن أخرجه ابن جرير الطبري في «تهذيب الآثار» (٩٨٤) عن ابن بشار، حدّثنا عبد الرحمن، حدثنا سفيان، عن منصور، عن خيثمة، قال: «كانت عائشة تصوم من الشهر السبت والأحد والاثنين، ومن الشهر الآخر كما مضى».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 156 من أصل 428 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كان يصوم من كل شهر ثلاثة أيام لا يبالي من أي أيام الشهر

  • 📜 حديث: كان يصوم من كل شهر ثلاثة أيام لا يبالي من أي أيام الشهر

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: كان يصوم من كل شهر ثلاثة أيام لا يبالي من أي أيام الشهر

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: كان يصوم من كل شهر ثلاثة أيام لا يبالي من أي أيام الشهر

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: كان يصوم من كل شهر ثلاثة أيام لا يبالي من أي أيام الشهر

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب