حديث: أفضل الصلاة بعد المفروضة الصلاة في جوف الليل

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الصيام في شهر الله المحرم والأشهر الحُرُم

عن جندب بن سفيان البجليّ، قال: كان رسول الله ﷺ يقول: «إنّ أفضل الصّلاة بعد المفروضة الصلاة في جوف الليل، وأفضل الصيام بعد رمضان شهر الله الذي تدعونه
المحرم».

صحيح: رواه الطبراني في الكبير (٢/ ١٨٢ - ١٨٣)، والنسائي في الكبري (٢٩٠٤)، والبيهقي (٤/ ٢٩١) كلّهم من حديث عبيدالله بن عمرو، عن عبد الملك بن عمير، عن جندب بن سفيان، فذكره.

عن جندب بن سفيان البجليّ، قال: كان رسول الله ﷺ يقول: «إنّ أفضل الصّلاة بعد المفروضة الصلاة في جوف الليل، وأفضل الصيام بعد رمضان شهر الله الذي تدعونه
المحرم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه ﷺ والعمل بها. هذا الحديث الذي ذكر حديث صحيح رواه الإمام مسلم في صحيحه، وسأشرحه لك شرحاً وافياً على النحو التالي:


أولاً. شرح المفردات:


● أفضل الصلاة: أي أرفعها درجة وأعظمها أجراً عند الله تعالى.
● بعد المفروضة: أي بعد الصلوات الخمس المفروضة (الفجر، الظهر، العصر، المغرب، العشاء).
● جوف الليل: وسط الليل، وهو الوقت الذي ينام الناس فيه ويخلو المؤمن بربه. وأفضل أوقاته الثلث الأخير من الليل.
● أفضل الصيام: أي أفضله ثواباً.
● شهر الله الذي تدعونه المحرم: أي الشهر المعروف بالمحرم، وهو أول شهور السنة الهجرية، وسُمي "شهر الله" لتعظيمه.


ثانياً. شرح الحديث:


يبيّن النبي ﷺ في هذا الحديث فضل نوعين من العبادات غير المفروضة:
1- فضل صلاة الليل:
يشير الحديث إلى أن الصلاة في جوف الليل هي أفضل النوافل بعد الصلوات المفروضة. وذلك لأن وقت الليل وقت خلوة وسكينة، وتنزل الرحمة الإلهية، ويكون العبد أقرب إلى الإخلاص والمناجاة، قال تعالى: *"إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا"* [المزمل: 6]. ومن أشهر صلوات الليل: صلاة الوتر، والتهجد، وقيام الليل.
2- فضل صيام شهر المحرم:
يبيّن النبي ﷺ أن أفضل الصيام بعد صيام رمضان هو صيام شهر المحرم. وقد ورد في روايات أخرى تأكيد فضل صوم عاشوراء (اليوم العاشر من المحرم) وصوم تسع معه، لكن الحديث هنا يعمم الفضل للصيام في أي يوم من هذا الشهر. وسُمي "شهر الله" لشرفه وعظمته، وصيامه تكفير للذنوب ورفعة في الدرجات.


ثالثاً. الدروس المستفادة:


1- الحث على النوافل:
يوضح الحديث أن العبد لا يقتصر على الفرائض فقط، بل يتقرب إلى الله بالنوافل ليكمل بها ما قد يعتري الفرائض من نقص.
2- الاهتمام بوقت الليل:
الليل فرصة ذهبية للتقرب إلى الله بالصلاة والذكر والدعاء، وهو من أسباب صلاح القلب ونور الوجه.
3- تعظيم شهر المحرم:
ينبغي للمسلم أن يغتنم هذا الشهر بالصيام والطاعات، خاصة أنه من الأشهر الحرم التي فيها مضاعفة الأجر والثواب.
4- التدرج في العبادة:
الشرع راعى التدرج في الفضائل، فبعد فرضية رمضان والصلوات الخمس يأتي فضل صيام المحرم وقيام الليل.


رابعاً. معلومات إضافية:


● درجة الحديث:
الحديث صحيح رواه الإمام مسلم في صحيحه (كتاب الصيام، باب فضل صوم المحرم).
● هل صيام المحرم كله مستحب؟:
نعم، يستحب صيام ما تيسر منه، وخاصة يوم عاشوراء (العاشر من المحرم) ويوم قبله أو بعده.
● صلاة الليل:
أقلها ركعتان، وأفضلها إحدى عشرة ركعة كما في هدي النبي ﷺ، ووقتها من بعد صلاة العشاء إلى طلوع الفجر.
أسأل الله أن يجعلنا من المحافظين على الفرائض، المكثرين من النوافل، وأن يتقبل منا صالح الأعمال. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الطبراني في الكبير (٢/ ١٨٢ - ١٨٣)، والنسائي في الكبري (٢٩٠٤)، والبيهقي (٤/ ٢٩١) كلّهم من حديث عبيدالله بن عمرو، عن عبد الملك بن عمير، عن جندب بن سفيان، فذكره. واختصره النسائي.
قال المنذريّ في «الترغيب والترهيب» (١٥٤٨) بعد أن عزاه للنسائي، والطبراني: إسناده صحيح.
وقال الهيثمي في «المجمع» (٣/ ١٩٠ - ١٩١): «عزاه في الأطراف إلى النسائي. ولم أجده في نسختي، وكأنه في: الكبرى». ورواه الطبراني في: الكبير«ورجاله رجال الصحيح».
وفي الباب ما رُوي عن مجيبة الباهليّة، عن أبيها -أو عمّها- أنه أتى النبيّ ﷺ، ثم انطلق، فأتاه بعد سنة، وقد تغيّرت حاله وهيئته، فقال: يا رسول الله! أما تعرفني؟ قال: «من أنت؟». قال: أنا الباهلي الذي جئتك عام الأول. قال: «فما غيّرك، وقد كنت حسن الهيئة؟». قال: ما أكلتُ طعامًا منذ فارقتك إلا بليل؟ فقال رسول الله ﷺ: «لم عذبتَ نفسك؟» ثم قال: «صُمْ شهر الصّبر، ويومًا من كلّ شهر». قال: زدني فإن بي قوة. قال: «صم يومين» قال: زدني: قال: «صم ثلاثة أيام». قال: زدني -قال: «صم من الْحُرُم واترك، وصم من الْحُرُم واترك، صم من الْحُرُم واترك» وقال بأصابعه الثلاثة- فضمّها ثم أرسلها.
رواه أبو داود (٢٤٢٨) من طريق حماد، وابن ماجه (١٧٤١)، والنسائي (٢٧٤٣) من حديث سفيان، والإمام أحمد (٢٠٣٢٣) من حديث الجريري، كلّهم عن أبي السيل، عن مجيبة الباهلية، فذكرته.
هكذا رواه أبو داود -واللفظ له-، ورواه ابن ماجه، فقال: عن أبي مجيبة الباهلي، عن أبيه -أو عن عمه-.
وفيه بعد قوله: «ويومين»: «صم شهر الصبر، وثلاثة أيام بعده، وصم أشهر الْحُرُم».
وفي رواية النسائي: عن مجيبة الباهلي، عن عمّه -بدون شك، وفيه-: «صُم الْحُرُم وأفطر».
وفي رواية أحمد: «مجيبة عجوز من باهلة».
ومجيبة الباهلية مجهولة لم يرو عنها غير أبي السبيل. ثم كما رأيت اضطرب الناس فيها فقيل: إنّها امرأة، وقيل: إنها رجل، وقيل: أبو مجيبة.
قال المنذري بعد أن نقل كلام العلماء في مجيبة الباهلية أو الباهلي: «وقد وقع هذا الاختلاف كما تراه، وأشار بعض شيوخنا إلى تضعيفه لذلك، وهو متوجه».
والجريري هو سعيد بن إياس اختلط بآخره ولكن رواه البعض من سبق ذكرهم قبل الاختلاط.
وقوله: «الْحُرُم» أي الأشهر الحرم، وهي: رجب، وذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم. وقد عبر أعرابي بقوله: ثلاثة سَرْد، وواحد فرد.
وفي الباب أيضًا ما رُوي عن علي بن أبي طالب سأله رجل فقال: أي شهر تأمرني أن أصوم
بعد شهر رمضان؟ قال له: ما سمعت أحدًا يسأل عن هذا إلا رجلا سمعته يسأل رسول الله ﷺ وأنا قاعد. يا رسول الله، أي شهر تأمرني أن أصوم بعد شهر رمضان؟ قال: «إن كنت صائمًا بعد شهر رمضان فصم المحرم، فإنه شهر الله، ففيه يوم تاب فيه على قوم، ويتوب فيه على قوم آخرين».
رواه الترمذي (٧٤١) عن علي بن حجر، أخبرنا علي بن مسهر، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن النعمان بن سعد، عن علي بن أبي طالب، فذكره.
قال الترمذي: «حسن غريب».
قال الأعظمي: ليس بحسن فإن فيه عبد الرحمن بن إسحاق وهو أبو شيبة الواسطي ضعيف باتفاق أهل العلم.
والنعمان بن سعد لم يوثفه غير ابن حبان؛ ولذا قال فيه الحافظ: «مقبول» أي إذا تُوبع، ولم أجد من تابعه بل أكّد الترمذي بأنه غريب.
وفي الباب أيضًا ما رُوي عن ابن عباس، قال: قال رسول الله ﷺ: «من صام يوم عرفة كان له كفارة سنتين، ومن صام يومًا من المحرم، فله بكل يوم ثلاثون يومًا».
رواه الطبرانيّ في الصغير (٩٦٣) عن محمد بن رزين بن جامع المصري أبي عبد الله المدني، حدّثنا الهيثم بن حبيب، حدّثنا سلّام الطويل، عن حمزة الزيات، عن ليث بن أبي سليم، عن مجاهد، عن ابن عباس، فذكره.
قال الطبراني: لم يروه عن حمزة الزيات إلا سلّام الطويل، تفرّد به الهيثم بن حبيب.
وقال الهيثمي في «المجمع» (٣/ ١٩٠): فيه الهيثم بن حبيب ضعّفه الذهبي.
قال الأعظمي: وشيخه سلّام الطويل «متروك» كما في التقريب.
وفيه أيضًا ليث بن أبي سليم اختلط أخيرًا ولم يتميز حديثه فترك.
فقول المنذري في «الترغيب والترهيب» (١٩٤٩): «رواه الطبراني في الصغير وهو غريب، وإسناده لا بأس به، والهيثم بن حبيب وثقه ابن حبان».
كيف يكون لا بأس به، وفيه كل هذه مما ذكرت، كما أني لم أجد توثيق ابن حبان للهيثم بن حبيب في «الثقات». وفي الباب أيضًا عن أنس بن مالك.
رواه الطبراني في «الأوسط» وفيه يعقوب بن موسى المدني مجهول وفيه مسلمة بن راشد. قال أبو حاتم: «مضطرب الحديث». انظر: «المجمع» (٣/ ١٩١).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 150 من أصل 428 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أفضل الصلاة بعد المفروضة الصلاة في جوف الليل

  • 📜 حديث: أفضل الصلاة بعد المفروضة الصلاة في جوف الليل

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أفضل الصلاة بعد المفروضة الصلاة في جوف الليل

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أفضل الصلاة بعد المفروضة الصلاة في جوف الليل

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أفضل الصلاة بعد المفروضة الصلاة في جوف الليل

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب