حديث: صيام تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر.
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ما جاء في صيام ثلاثة أيام من كلّ شهر وهي أوّل اثنين من الشهر والخَمِيسيْن
صحيح: رواه أبو داود (٢٤٣٧)، والنسائي (٢٤١٧)، وأحمد (٢٦٤٦٨) كلّهم من طريق أبي عوانة، عن الحرّ بن الصبّاح، عن هُنيدة بن خالد، عن امرأته، عن بعض أزواج النبيّ ﷺ.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف شرحاً وافياً، مستنداً إلى كتب أهل السنة والجماعة:
نص الحديث:
عن بعض أزواج النبيّ ﷺ قالت: كان رسول الله ﷺ يصوم تسع ذي الحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كلّ شهر: أوّل اثنين من الشهر والخميسَين.
1. شرح المفردات:
● تسع ذي الحجة: الأيام التسعة الأولى من شهر ذي الحجة، وهي من أفضل أيام السنة.
● يوم عاشوراء: هو اليوم العاشر من شهر الله المحرم.
● ثلاثة أيام من كل شهر: صيام ثلاثة أيام من كل شهر هجري.
● أول اثنين من الشهر والخميسين: أي كان يصوم الاثنين الأول من الشهر والخميسين (أي خميسين) من الشهر، مما يجعل المجموع ثلاثة أيام.
2. شرح الحديث:
هذا الحديث يرويه أحد أزواج النبي ﷺ - وقد تكون أم سلمة أو غيرهن - ويصف جانباً من هدي النبي ﷺ في الصيام، حيث كان يحافظ على صيام أيام معينة لها فضل عظيم.
● صيام تسع ذي الحجة:
هذه الأيام هي الأيام المعلومات التي ذكرها الله تعالى في قوله: {ويذكروا اسم الله في أيام معلومات} [الحج: 28]. وهي من أفضل الأيام عند الله، وخاصة يوم عرفة (التاسع من ذي الحجة) الذي يكفر صيامه ذنوب السنة الماضية والباقية. وكان النبي ﷺ يحافظ على صيام هذه الأيام إلا يوم العيد (العاشر من ذي الحجة) الذي يحرم صيامه.
● صيام يوم عاشوراء:
هو اليوم العاشر من المحرم، وقد صامه النبي ﷺ وأمر بصيامه، وقال: "يكفر السنة الماضية" [رواه مسلم]. وكان اليهود يصومونه فصامه النبي ﷺ وأمر المسلمين بصيامه، ثم أوصى بصيام التاسع معه مخالفة لليهود.
● صيام ثلاثة أيام من كل شهر:
هذا من السنن المؤكدة، وقد وردت أحاديث كثيرة تحث على صيام ثلاثة أيام من كل شهر، ومنها قوله ﷺ: "صوم ثلاثة أيام من كل شهر صوم الدهر كله" [متفق عليه]. وكان النبي ﷺ يصومها في أيام البيض (13، 14، 15) أو كما في هذا الحديث: أول اثنين والخميسين.
● صيام الاثنين والخميس:
هذان اليومان لهما فضل خاص، ففي صحيح مسلم أن النبي ﷺ سئل عن صيام الاثنين فقال: "ذلك يوم ولدت فيه، ويوم بعثت فيه، أو أنزل علي فيه". أما الخميس فتعرض الأعمال فيه، فأحب النبي ﷺ أن يعرض عمله وهو صائم.
3. الدروس المستفادة منه:
1- الحرص على السنن والنوافل: فهي تكمل الفرائض وتقرب العبد إلى الله.
2- اغتنام الأوقات الفاضلة: مثل أيام ذي الحجة ويوم عاشوراء، فهي فرص عظيمة للتقرب إلى الله بالأعمال الصالحة.
3- المحافظة على الصيام في الأيام المستحبة: كصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وصيام الاثنين والخميس.
4- اتباع هدي النبي ﷺ: في جميع أحواله، فهو الأسوة الحسنة للمسلمين.
5- التقرب إلى الله بالصيام: فهو من أفضل العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه.
4. معلومات إضافية مفيدة:
- صيام تسع ذي الحجة سنة مؤكدة، ويستحب الإكثار من الأعمال الصالحة فيها كالذكر والصدقة والصلاة.
- صيام يوم عاشوراء سنة مؤكدة، ويستحب صيام اليوم التاسع معه (تاسوعاء).
- صيام ثلاثة أيام من كل شهر سنة مستحبة، ويمكن صيامها في أي أيام من الشهر، لكن الأفضل صيام أيام البيض (13، 14، 15) أو الاثنين والخميس كما في الحديث.
- صيام الاثنين والخميس من السنن المؤكدة التي كان النبي ﷺ يحافظ عليها.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يتبعون سنة نبيه ﷺ ويحيون سنته، وأن يتقبل منا الصيام والقيام وسائر الأعمال. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
ورواه النسائي (٢٤١٥) من وجه آخر عن زهير، عن الحر بن الصبّاح قال: سمعت هُنَيدة الخزاعيّ قال: دخلتُ على أمّ المؤمنين سمعتها تقول: «كان رسول الله ﷺ يصوم من كلّ شهر ثلاثة أيام، أول اثنين من الشّهر، ثم الخميس، ثم الخميس الذي يليه». فأسقط امرأة هنيدة.
وإسناده صحيح أيضًا؛ فإنّ هنيدة أولًا سمع من امرأته عن أمّ المؤمنين، ثم دخل عليها وسمع منها مباشرة. وهذا شيء معروف في علم الحديث.
وهذا الحديث روي بألوان أخرى بعضها لا يصح، وأخطأ من حكم عليه بالاضطراب؛ لأنّ ما صحّ لا يضر ما لم يصح، والاضطراب لا يصار إليه إلّا إذا تعذّر التوفيق بين الروايات.
وأمّا ما روي عن حفصة قالت: «كان رسول الله ﷺ يصوم ثلاثة أيام من الشّهر: الاثنين والخميس، والاثنين من الجمعة الأخرى». ففيه رجل مقبول.
رواه أبو داود (٢٤٥١)، والنسائي (٢٣٦٦)، وأحمد (٢٦٤٦٠، ٢٦٤٦٣) كلّهم من حديث حماد، عن عاصم بن بهدلة، عن سواء الخزاعي، عن حفصة، فذكرته.
وسواء الخزاعي روى عنه اثنان آخران وهما المسيب بن رافع، ومعبد بن خالد. وذكره ابن حبان في «الثقات» كما قال المزي إلا أنه سقطت ترجمته في المطبوع؛ لأن محقق تهذيب الكمال عزاه إلى المخطوطة. ولذا قال الحافظ في «التقريب»: «مقبول» أي عند المتابعة.
ولم أجد من تابعه، بل فيه مخالفة للحديث الصحيح بأنه ﷺ كان يصوم أول اثنين من الشهر والخميسين، ولعلّ ذلك من عاصم بن بهدلة فقد تكلموا في حفظه، ولأنه اضطرب فيه، فمرة رواه عن سواء، عن حفصة. وأخرى عنه، عن أمّ سلمة كما عند النسائي (٢٣٦٥).
وأخرى عنه عن المسيب، عن حفصة، وفيه: «كان ﷺ يصوم الاثنين والخميسين». ولم يذكر فيه سواء. كذلك رواه الإمام أحمد (٢٦٤٦١)، والنسائي.
والمسيب هو ابن رافع لم يسمع من حفصة.
وللحديث أسانيد أخرى فالظاهر منه وقوع الاضطراب في الإسناد والمتن؛ لأنّها كلّها، تدور على عاصم بن بهدلة الذي قال فيه البزار: «لم يكن بالحافظ»، وقال الدارقطني: «في حفظه شيء» فمثله لا تحتمل مخالفته.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 174 من أصل 428 حديثاً له شرح
- 149 أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم
- 150 أفضل الصلاة بعد المفروضة الصلاة في جوف الليل
- 151 صوم الاثنين: فيه وُلدت وفيه أُنزل علي
- 152 صيام يومي الاثنين والخميس وفضل صيام شعبان
- 153 صوم النبي شعبان ورمضان والاثنين والخميس
- 154 تعرض الأعمال يوم الاثنين والخميس، فأحب أن يعرض عملي وأنا...
- 155 إنهما يوما عيد المشركين، فأنا أحب أن أخالفهم
- 156 كان يصوم من كل شهر ثلاثة أيام لا يبالي من...
- 157 صيام ثلاثة أيام من كل شهر وركعتي الضحى والوتر قبل...
- 158 صوم شهر الصبر وثلاثة أيام من كل شهر
- 159 إن لزوجك عليك حقا، وإن لزورك عليك حقا
- 160 لا أنام حتى أوتر
- 161 من صام من كل شهر ثلاثة أيام فذلك صيام الدهر
- 162 صوم ثلاثة من كل شهر ورمضان إلى رمضان
- 163 صوم ثلاثة أيام من كل شهر صيام الدهر
- 164 من سرَّه أن يذهب كثيرٌ من وَحَر صدره فليصم شهر...
- 165 صوم ثلاثة أيام من كل شهر يذهب وحر الصدر
- 166 عن عمر بن الخطاب وامرأة تشكو زوجها
- 167 صوم شهر الصبر وثلاثة أيام من كل شهر يذهبن وحَر...
- 168 أمر النبي ﷺ بصيام الأيام الغر
- 169 صوموا ثلاثة أيام البيض: ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة
- 170 صيام ثلاثة ايام من كل شهر كصيام الدهر
- 171 لا يفطر النبي أيام البيض في حضر ولا سفر
- 172 صيام الأيام البيض من كل شهر
- 173 صيام ثلاثة أيام من كل شهر
- 174 صيام تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل...
- 175 صم وأفطر وصل ونم وصم من كل عشرة أيام يوما
- 176 صوم يوم وأفطر يوم صيام داود
- 177 صم يومًا وأفطر يومًا صيام داود عليه السلام
- 178 صم وأفطر، وصلِّ ونم، ولعينك حظًا
- 179 صيام داود: صوم يوم وفطر يوم
- 180 صم يومًا ولك أجر ما بقي
- 181 صوم يوم وافطر يوم ذلك صوم داود
- 182 من صام تطوعًا وعليه من رمضان شيء لم يقضه لم...
- 183 الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة
- 184 صوم يوم عاشوراء يكفر السنة الماضية
- 185 صيام يوم عاشوراء وفضل رمضان
- 186 من كان لم يصم فليصم، ومن كان أكل فليتم صيامه
- 187 من أصبح مفطرًا فليتمّ بقية يومه
- 188 من كان لم يطعم فليصم يومه هذا
- 189 اذهب إليهم فمن كان منهم مفطرًا فليتم صومه
- 190 صوموا يوم عاشوراء ومن أكل أوله فليصم آخره
- 191 من كان طعم ومن لم يطعم فأتموا بقية يومكم
- 192 كان رسول الله يصوم عاشوراء في الجاهلية والإسلام
- 193 إن عاشوراء يوم من أيام الله، فمن شاء صامه ومن...
- 194 صيام يوم عاشوراء من شاء صام ومن شاء أفطر
- 195 صيام عاشوراء قبل فرض صيام شهر رمضان
- 196 صيام يوم عاشوراء قبل فرض رمضان
- 197 صيام عاشوراء قبل فرض رمضان
- 198 صيام عاشوراء قبل نزول رمضان
معلومات عن حديث: صيام تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر.
📜 حديث: صيام تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر.
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: صيام تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر.
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: صيام تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر.
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: صيام تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر.
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








