صوم ثلاثة من كل شهر ورمضان إلى رمضان

حديث: صوم ثلاثة من كل شهر ورمضان إلى رمضان

عن أبي قتادة الأنصاريّ، قال: قال رسول الله ﷺ: «صومُ ثلاثة من كلّ شهر، ورمضان إلى رمضان صوم الدَّهر».

صحيح: رواه مسلم في الصيام (١١٦٢) عن محمد بن بشار (بندار)، حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن غيلان بن جرير، عن عبد الله بن معبد الزّماني، عن أبي قتادة.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

عن أبي قتادة الأنصاريّ، قال: قال رسول الله ﷺ: «صومُ ثلاثة من كلّ شهر، ورمضان إلى رمضان صوم الدَّهر».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه ﷺ والعمل بها.
هذا حديث عظيم رواه الإمام مسلم في صحيحه عن الصحابي الجليل أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه، أن رسول الله ﷺ قال: «صومُ ثلاثة من كلّ شهر، ورمضان إلى رمضان صوم الدَّهر».

أولاً. شرح المفردات:

● صوم ثلاثة من كل شهر: أي صيام ثلاثة أيام في كل شهر هجري.
● رمضان إلى رمضان: أي صيام شهر رمضان الحالي ثم الذي يليه في العام القادم.
● صوم الدهر: صيام السنة كلها، أو صيام دائم.

ثانياً. شرح الحديث:

يبيّن النبي ﷺ في هذا الحديث فضلين عظيمين:
1- فضل صيام ثلاثة أيام من كل شهر:
يشير ﷺ إلى أن من يواظب على صيام ثلاثة أيام في كل شهر (كالأيام البيض: 13، 14، 15، أو الاثنين والخميس، أو أي ثلاثة أيام) فكأنه صام الدهر كله. وذلك لأن الحسنة بعشر أمثالها، فصيام ثلاثة أيام × 10 = 30 يوماً، أي شهر كامل. وهكذا يكون من صام ثلاثة أيام من كل شهر كمن صام الشهر كله، وبالتالي كأنه صام السنة كلها.
2- فضل صيام رمضان المتتابع:
ثم يذكر ﷺ أن صيام رمضان من عام إلى عام (أي مع المواظبة على صيامه كل عام) يُكفِّر الذنوب التي بينهما إذا اجتنبت الكبائر، كما في الحديث: «الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر». فمن صام رمضان هذا العام ثم رمضان الذي يليه، فإنه يكون قد أتى بعبادة عظيمة تكفر ذنوب العام.

ثالثاً. الدروس المستفادة:

1- التيسير في العبادة: الإسلام دين يسر، فليس مطلوباً من المسلم أن يصوم الدهر كله، بل يكفيه أن يصوم ثلاثة أيام في الشهر ليحصل على أجر عظيم.
2- المواظبة على الطاعات: الحديث يحث على المداومة على الأعمال الصالحة، كصيام التطوع، فإن القليل الدائم خير من الكثير المنقطع.
3- تكفير الذنوب: صيام رمضان يكفر الذنوب بين رمضانين، مما يدل على عظيم فضل هذا الشهر.
4- الحث على صيام النفل: صيام التطوع يجبر نقص صيام الفريضة ويرفع الدرجات.

رابعاً. معلومات إضافية:

- يستحب صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وأفضلها الأيام البيض (13، 14، 15 من كل شهر هجري).
- من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه.
- ينبغي للمسلم أن يجتنب الكبائر حتى يكفر صيام رمضان الصغائر.
أسأل الله تعالى أن يتقبل منا الصيام والقيام، وأن يجعلنا من عتقائه من النار في هذا الشهر الفضيل. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الصيام (١١٦٢) عن محمد بن بشار (بندار)، حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن غيلان بن جرير، عن عبد الله بن معبد الزّماني، عن أبي قتادة.
وهو جزء من حديث طويل سيأتي في باب النهي عن صوم الدَّهر.
ورواه ابن خزيمة (٢١٢٦) عن بندار نفسه بإسناده إلا أنه لم يذكر فيه: «ورمضان إلى رمضان».
فقال ابن خزيمة: «وفي حديث حماد بن زيد: «صوم ثلاثة أيام من كلّ شهر، ورمضان إلى رمضان فهذا صيام الدَّهر كلّه». كذا قال وهو في رواية شعبة أيضًا، كما سبق.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 162 من أصل 428 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: صوم ثلاثة من كل شهر ورمضان إلى رمضان

📜 حديث: صوم ثلاثة من كل شهر ورمضان إلى رمضان

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: صوم ثلاثة من كل شهر ورمضان إلى رمضان

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: صوم ثلاثة من كل شهر ورمضان إلى رمضان

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: صوم ثلاثة من كل شهر ورمضان إلى رمضان

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية