حديث: من صام تطوعًا وعليه من رمضان شيء لم يقضه لم يتقبل منه
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب هل يجوز أن يصوم تطوّعًا وعليه قضاء رمضان؟
ضعيف: رواه أحمد (٨٦٢١) عن حسن، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثنا أبو الأسود، عن عبد الله بن رافع، عن أبي هريرة، فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه. هذا حديثٌ عظيمٌ فيه تحذيرٌ شديدٌ من التهاون في قضاء صيام رمضان، وسأشرحه لك شرحاً وافياً على النحو التالي:
### أولاً. تخريج الحديث ومصدره
هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وابن خزيمة في صحيحه، والدارقطني، والبيهقي، وغيرهم من أئمة الحديث. وقد اختلف العلماء في درجة صحته، فمنهم من صححه كابن خزيمة، ومنهم من ضعفه كبعض المتأخرين، ولكن معناه صحيح ومؤكد بأدلة أخرى من القرآن والسنة على وجوب المبادرة إلى قضاء ما فات من صيام رمضان.
### ثانياً. شرح المفردات
● أدرك رمضان: أي دخل عليه شهر رمضان وهو حي.
● وعليه من رمضان شيء لم يقضه: أي أن عليه صيام أيام أفطرها في رمضان الماضي بعذر شرعي (كالمرض أو السفر) ولم يقضها بعد.
● لم يُتقبّل منه: أي لا يقبل الله منه صيام رمضان الحالي.
● تطوّعًا: الصيام النافل غير المفروض، مثل صيام الاثنين والخميس، أو أيام البيض، وغيرها.
● حتى يصومه: أي حتى يقضي ما عليه من أيام رمضان الفائت.
### ثالثاً. شرح الحديث
يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن أمرين عظيمين:
1- الجزء الأول: «مَنْ أَدْرَكَ رَمَضَانَ، وَعَلَيْهِ مِنْ رَمَضَانَ شَيْءٌ لَمْ يَقْضِهِ لَمْ يُتَقَبَّلْ مِنْهُ»
معناه: إذا جاء رمضان الجديد، وكان على المسلم أيامٌ من رمضان السابق لم يقضها بعد، فإن صيامه لرمضان الجديد لا يُقبل عند الله تعالى بسبب تأخيره للقضاء. وهذا وعيد شديد يدل على عظم أمر القضاء ووجوب المبادرة إليه.
2- الجزء الثاني: «وَمَنْ صَامَ تَطَوُّعًا وَعَلَيْهِ مِنْ رَمَضَانَ شَيْءٌ لَمْ يَقْضِهِ فَإِنَّهُ لَا يَتَقَبَّلُ مِنْهُ حَتَّى يَصُومَهُ»
أي: إذا كان على المسلم أيامٌ من رمضان السابق، ثم صام أياماً نفلاً (مثل صوم الاثنين والخميس، أو ستة من شوال، أو عاشوراء)، فإن هذا الصيام النافل لا يُقبل أيضاً حتى يُقضي أولاً ما عليه من الفريضة.
### رابعاً. الدروس المستفادة والعبر
1- وجوب المبادرة إلى قضاء رمضان: لا يجوز للمسلم أن يؤخر قضاء ما عليه من صيام رمضان دون عذر حتى يدخل عليه رمضان التالي.
2- أولوية الفرائض على النوافل: لا ينبغي للمسلم أن يشتغل بالنوافل وهو مُقصّر في الفرائض، بل يجب أن يبدأ بإكمال الفرائض أولاً.
3- التخويف من التهاون في حقوق الله: الحديث تحذيرٌ من الاستهانة بالفرائض والتسويف في أدائها.
4- قبول العمل مرتبط بأداء الحقوق: قد يُحرم المسلم ثواب عمله الصالح بسبب تقصيره في حقٍّ آخر.
خامساً:
حكم تأخير قضاء رمضان حتى يدخل رمضان آخرجمهور العلماء على أن من أخّر قضاء رمضان دون عذر حتى دخل رمضان التالي، فإنه يأثم، وعليه مع القضاء إطعام مسكين عن كل يوم (كفارة التأخير)، وهذا مذهب الإمام مالك والشافعي وأحمد.
أما إذا كان التأخير لعذرٍ شرعي (كاستمرار المرض أو النسيان)، فلا إطعام عليه، وعليه القضاء فقط.
سادساً:
توجيه عملي- على المسلم أن يبادر بقضاء ما عليه من صيام رمضان خلال أشهر السنة ولا يؤخرها.
- إذا كان عليه أيامٌ من رمضان السابق، فيحرص على قضائها قبل صيام أي نافلة.
- يستحب للمسلم أن يحافظ على صيام أيام متفرقة خلال السنة لقضاء ما عليه، مثل صيام الاثنين والخميس، أو ثلاثة أيام من كل شهر.
أسأل الله تعالى أن يتقبل منا الصيام والقيام، وأن يعيننا على أداء حقوقه على الوجه الذي يرضيه. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
ورواه الطبراني في «الأوسط» (٣٣٠٨) من طريق، عبد الله بن يوسف، عن ابن لهيعة، بإسناده.
قال الطبراني: «لا يُروى هذا الحديث عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد، تفرّد به ابن لهيعة».
قال الأعظمي: وليس كما قال، بل رواه إسحاق بن راهويه في «مسنده» عن عبد الله بن واقد، ثنا حيوة ابن شريح، عن أبي الأسود، عن ابن رافع، عن أبي هريرة، عن النبيّ ﷺ، قال: «من كان عليه من رمضان شيء فأدركهـ رمضان ولم يقضه لم يتقبل منه، ومن تطوّع وعليه مكتوبة لم يتقبّل منه».
ذكره ابن رجب في كتابه»فتح الباري (٣/ ٣٦٥) وقال: عبد الله بن واقد هو أبو قتادة الحراني تكلّموا فيه. وهذا غريب من حديث حيوة، وإنما هو مشهور من حديث ابن لهيعة» ثم ذكره من مسند أحمد. انتهى.
والحديث أورده ابن أبي حاتم في «العلل» (٧٦٨) مرفوعًا وموقوفًا. فقال أبو زرعة: «الصحيح المرفوع».
والخلاصة فيه أن ابن لهيعة اضطرب فيه على وجوه وهو مشعر بضعفه، ولذا لم يقل أحد من العلماء بظاهر هذا الحديث.
واختلف أهل العلم فيمن عليه قضاء رمضان:
فذهب أكثر العلماء على جوازه كما قال ابن رجب.
وعند الإمام أحمد روايتان:
فنقل عنه حنبل أنه قال: لا يجوز له أن يتطوع بالصوم وعليه صوم من الفرض حتى يقضيه، يبدأ بالفرض وإن كان عليه نذر صامه يعني بعد الفرض.
والقول الثاني عن أحمد: أنه يجوز له التطوع؛ لأنّها عبادة تتعلّق بوقت موسّع فجاز التطوع في وقتها قبل فعلها. ذكره ابن قدامة في «المغني» (٤/ ٤٠٢).
وأما حديث أبي هريرة فضعّفه وقال: وفي سياقه ما هو متروك، فإنه قال في آخره: «ومن أدركه رمضان وعليه من رمضان شيء لم يتقبّل منه».
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 182 من أصل 428 حديثاً له شرح
- 157 صيام ثلاثة أيام من كل شهر وركعتي الضحى والوتر قبل...
- 158 صوم شهر الصبر وثلاثة أيام من كل شهر
- 159 إن لزوجك عليك حقا، وإن لزورك عليك حقا
- 160 لا أنام حتى أوتر
- 161 من صام من كل شهر ثلاثة أيام فذلك صيام الدهر
- 162 صوم ثلاثة من كل شهر ورمضان إلى رمضان
- 163 صوم ثلاثة أيام من كل شهر صيام الدهر
- 164 من سرَّه أن يذهب كثيرٌ من وَحَر صدره فليصم شهر...
- 165 صوم ثلاثة أيام من كل شهر يذهب وحر الصدر
- 166 عن عمر بن الخطاب وامرأة تشكو زوجها
- 167 صوم شهر الصبر وثلاثة أيام من كل شهر يذهبن وحَر...
- 168 أمر النبي ﷺ بصيام الأيام الغر
- 169 صوموا ثلاثة أيام البيض: ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة
- 170 صيام ثلاثة ايام من كل شهر كصيام الدهر
- 171 لا يفطر النبي أيام البيض في حضر ولا سفر
- 172 صيام الأيام البيض من كل شهر
- 173 صيام ثلاثة أيام من كل شهر
- 174 صيام تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل...
- 175 صم وأفطر وصل ونم وصم من كل عشرة أيام يوما
- 176 صوم يوم وأفطر يوم صيام داود
- 177 صم يومًا وأفطر يومًا صيام داود عليه السلام
- 178 صم وأفطر، وصلِّ ونم، ولعينك حظًا
- 179 صيام داود: صوم يوم وفطر يوم
- 180 صم يومًا ولك أجر ما بقي
- 181 صوم يوم وافطر يوم ذلك صوم داود
- 182 من صام تطوعًا وعليه من رمضان شيء لم يقضه لم...
- 183 الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة
- 184 صوم يوم عاشوراء يكفر السنة الماضية
- 185 صيام يوم عاشوراء وفضل رمضان
- 186 من كان لم يصم فليصم، ومن كان أكل فليتم صيامه
- 187 من أصبح مفطرًا فليتمّ بقية يومه
- 188 من كان لم يطعم فليصم يومه هذا
- 189 اذهب إليهم فمن كان منهم مفطرًا فليتم صومه
- 190 صوموا يوم عاشوراء ومن أكل أوله فليصم آخره
- 191 من كان طعم ومن لم يطعم فأتموا بقية يومكم
- 192 كان رسول الله يصوم عاشوراء في الجاهلية والإسلام
- 193 إن عاشوراء يوم من أيام الله، فمن شاء صامه ومن...
- 194 صيام يوم عاشوراء من شاء صام ومن شاء أفطر
- 195 صيام عاشوراء قبل فرض صيام شهر رمضان
- 196 صيام يوم عاشوراء قبل فرض رمضان
- 197 صيام عاشوراء قبل فرض رمضان
- 198 صيام عاشوراء قبل نزول رمضان
- 199 صوم عاشوراء إذا رأيت هلال المحرم فاعدد وأصبح يوم التاسع...
- 200 أمر النبي ﷺ بصيام عاشوراء يوم العاشر.
- 201 صيام يوم عاشوراء شكرًا لله على نجات موسى
- 202 صوموا يوم عاشوراء نحن أحق بصومه
- 203 صوم يوم عاشوراء والتاسع معه
- 204 من وسّع على عياله يوم عاشوراء وسّع الله عليه في...
- 205 يومان نهى رسول الله عن صيامهما
- 206 لا يصلح الصيام في يوم الأضحى ويوم الفطر من رمضان
معلومات عن حديث: من صام تطوعًا وعليه من رمضان شيء لم يقضه لم يتقبل منه
📜 حديث: من صام تطوعًا وعليه من رمضان شيء لم يقضه لم يتقبل منه
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: من صام تطوعًا وعليه من رمضان شيء لم يقضه لم يتقبل منه
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: من صام تطوعًا وعليه من رمضان شيء لم يقضه لم يتقبل منه
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: من صام تطوعًا وعليه من رمضان شيء لم يقضه لم يتقبل منه
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 20, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








