صوموا ثلاثة أيام البيض: ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة

حديث: صوموا ثلاثة أيام البيض: ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة

عن أبي ذرّ، قال: أمرنا رسولُ الله ﷺ أن نصوم من الشّهر ثلاثة أيام البيض: ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة.

حسن: رواه الترمذي (٧٦١)، والنسائي (٢٤٢٦) -واللفظ له- كلاهما من طريق شعبة، عن الأعمش، قال: سمعت يحيي بن سام، عن موسى بن طلحة، قال: سمعت أبا ذر بالرّبذة يقول (فذكره).

تخريج الحديث كاملاً ⏬

عن أبي ذرّ، قال: أمرنا رسولُ الله ﷺ أن نصوم من الشّهر ثلاثة أيام البيض: ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. حديث أبي ذر رضي الله عنه من الأحاديث التي تحث على الاستزادة من الخير والطاعة، وبيانٌ لرحمة النبي ﷺ بأمته حيث يرشدهم إلى أبواب الأجر العظيم بالأعمال اليسيرة.
الحديث بلفظه كاملاً:
عن أبي ذر رضي الله عنه، قال: أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أَنْ نَصُومَ مِنَ الشَّهْرِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ الْبِيضَ: ثَلَاثَ عَشْرَةَ، وَأَرْبَعَ عَشْرَةَ، وَخَمْسَ عَشْرَةَ.
(رواه النسائي في "السنن الكبرى" وقال الألباني: حسن)

1. شرح المفردات:

● أمرنا: طلب منا وأوصانا تأكيداً وندباً، لا إلزاماً.
● من الشهر: المقصود به كل شهر قمري من شهور السنة الهلالية.
● البيض: جمع أبيض، وسُميت بذلك لأن لياليها تكون مضيئة بالقمر من أولها إلى آخرها، حيث يكتمل القمر ويُعرف بها ليلة الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر.
● ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة: هي الأيام القمرية من منتصف الشهر الهجري.

2. شرح الحديث:

يأمرنا النبي ﷺ في هذا الحديث بصيام ثلاثة أيام من كل شهر هجري، وهي الأيام التي يكون فيها القمر بدراً مكتملاً في لياليها، وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر.
وهذا الصيام سُنة مؤكدة وليس فرضاً، وهو من النوافل التي يتقرب بها العبد إلى الله تعالى. وقد وردت أحاديث كثيرة تبين فضل صيام هذه الأيام، وأن صيامها كصيام الدهر كله؛ لأن الحسنة بعشر أمثالها، فصيام ثلاثة أيام من كل شهر يعادل صيام الشهر كله، وبالتالي صيام السنة كلها.
وقد كان النبي ﷺ يحث على صيام ثلاثة أيام من كل شهر، ولم يحددها في البيض دائماً، بل كان sometimes يصومها في أي أيام، لكنه في هذا الحديث بيَّن الأفضلية، وهي صيام أيام البيض لشدة نورها وكمال القمر فيها، مما يجعلها متميزة.

3. الدروس المستفادة منه:

1- الحث على المداومة على الطاعات: صيام ثلاثة أيام من كل شهر يدل على أهمية المداومة على الأعمال الصالحة ولو كانت قليلة، فالقليل الدائم خير من الكثير المنقطع.
2- التيسير على الأمة: من رحمة النبي ﷺ بأمته أن بين لهم أبواباً للخير يسيرة، فصيام ثلاثة أيام في الشهر أمر هين، لكن أجره عظيم عند الله.
3- الاقتداء بالنبي ﷺ: كان النبي ﷺ يصوم ثلاثة أيام من كل شهر، ففي صيامها اتباع لسنته واقتداء به.
4- تنظيم العبادة: تحديد أيام معينة (البيض) يساعد المسلم على الانتظام في هذه العبادة دون نسيان أو تكاسل.
5- الاستفادة من أوقات الفضل: هذه الأيام لها ميزة خاصة بلياليها المضيئة، مما يجعلها أوقاتاً مباركة يستحب فيها زيادة العمل الصالح.

4. معلومات إضافية مفيدة:

● حكم صيام أيام البيض: سنة مؤكدة، وليس بواجب.
● الفضل العظيم: ورد في بعض الأحاديث أن صيام ثلاثة أيام من كل شهر يعدل صيام الدهر، كما في حديث أبي قتادة رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: "صِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ صِيَامُ الدَّهْرِ، وَأَيَّامُ الْبِيضِ صَبِيحَةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ وَأَرْبَعَ عَشْرَةَ وَخَمْسَ عَشْرَةَ". (رواه النسائي وصححه الألباني)
● إذا صادف يوم الجمعة أو السبت: لا حرج في صيامها ولو وافقت يوم الجمعة أو السبت، إذا كان الصيام له سبب، كأن تكون من أيام البيض أو من صيام النافلة المطلقة.
● للنساء: إذا صادفت هذه الأيام أيام الحيض، فإنها تقضيها بعد طهرها، أو تصوم أياماً أخرى بدلاً منها من الشهر.
● من فاتته: من لم يستطع صيامها في أيام البيض، فله أن يصوم ثلاثة أيام أخرى من الشهر، والأجر نفسه بإذن الله.
أسأل الله تعالى أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته، وأن يتقبل منا صالح الأعمال.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذي (٧٦١)، والنسائي (٢٤٢٦) -واللفظ له- كلاهما من طريق شعبة، عن الأعمش، قال: سمعت يحيي بن سام، عن موسى بن طلحة، قال: سمعت أبا ذر بالرّبذة يقول (فذكره).
وقال الترمذي: «حديث أبي ذرّ حديث حسن».
وصحّحه ابن خزيمة (٢١٢٨) من طريق شعبة، بإسناده. ورواه ابن حبان (٣٥٦٦) من طريق يحيي القطان، عن فطر، عن يحيى بن سام، به.
وإسناده حسن، موسي بن طلحة هو ابن عبد الله التيمي، ثقة جليل، يقال: إنه وُلد في عهد النبيّ ﷺ. ويحيي بن سام بن موسى الضبيّ، روى عنه جماعة. وذكره ابن حبان في «الثقات» (٧/ ٦٠٦) ولذلك قال الحافظ في «التقريب»: «مقبول» يعني حيث يتابع.
وقد تابعه رجلان كما في الإسناد الآتي، إلا أنهما أدخلا بين موسى بن طلحة، وأبي ذر رجلًا مع زيادة قصة الأرنب.
رواه النسائي (٢٤٢٨)، وأحمد (٢١٣٣٥)، والحميدي (١٣٦) كلّهم من طريق سفيان بن عيينة، قال: حدّثنا محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة وحكيم بن جبير، سمعاه من موسي بن طلحة أنه سمع رجلًا من أخواله من بني تميم يقال له: ابنُ الحوْتكيّة. قال: قال عمر بن الخطاب: مَنْ حاضرُنا يوم القاحة إذْ أُتي النبيّ ﷺ بأرنب؟ فقال أبو ذر: أنا؛ أتى أعرابيٌّ النبيَّ ﷺ بأرنب. فقال: يا رسول الله، إنّي رأيتها تَدْمي. قال: فكفَّ عنه النبيُّ ﷺ فلم يأكل وأمر أصحابه أن يأكلوا، واعتزل الأعرابيُّ فلم يطعم. فقال: إني صائم. فقال النبيّ ﷺ: «وما صوْمُك؟» قال: ثلاثٌ من كلِّ شهر. قال: «فأين أنت عن البيض الغرِّ: ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة».
واللفظ للحميدي، واقتصر النسائي وأحمد -بهذا السند- على ذكر الصّوم فقط دون ذكر قصة الأرنب.
وصحّحه ابن خزيمة (٢١٢٧) من طريق سفيان، عن محمد بن عبد الرحمن مولي آل طلحة -وحده-، عن موسى بن طلحة، به، فذكره بتمامه بنحو حديث الحميدي، ثم قال عقبه: «قد خرجت هذا الباب بتمامه
في كتاب «الكبير» وبين أن موسى بن طلحة قد سمع من أبي ذرّ قصة الصوم دون قصة الأرنب. وروي عن ابن الحوتكية القصتين جميعًا».
وابن الحوتكية هو يزيد بن الحوتكية التميمي، تفرّد بالرواية عنه موسى بن طلحة. وقال ابن حجر: «مقبول».
فالحديث بهذه المتابعة يتقوّى، وقد حسّنه الترمذي وصحّحه ابن خزيمة.
ورواه ابن جرير الطبري في: تهذيب الآثار (٩٤٩ - مسند عمر) من وجه آخر عن محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة، عن موسى بن طلحة، عن ابن الحوتكية، قال: قدمتُ على عمر بن الخطاب وهو في نفر من أصحاب النبيّ ﷺ فسألته عن الصيام، فقال: من كان منكم معنا إذ كنا مع النبيّ ﷺ بالقاحة؟ فقالوا: نحن كنا إذ أهدى له الأعرابي أرنبًا ...» فساقه بتمامه، وصحّح إسناده.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 169 من أصل 428 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: صوموا ثلاثة أيام البيض: ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة

📜 حديث: صوموا ثلاثة أيام البيض: ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: صوموا ثلاثة أيام البيض: ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: صوموا ثلاثة أيام البيض: ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: صوموا ثلاثة أيام البيض: ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية