بلغوا عني ولو آية

حديث: بلغوا عني ولو آية

عن عبد الله بن عمرو أن النبي ﷺ قال: «بلّغوا عني ولو آية، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كذب عليّ متعمدًا فليتبوأْ مقعده من النار».

صحيح: رواه البخاري في أخبار الأنبياء (٣٤٦١) عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد، أخبرنا الأوزاعي، حدثنا حسان بن عطية، عن أبي كبشة، عن عبد الله بن عمرو .

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فحديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما من الأحاديث العظيمة التي تحوي توجيهات نبوية كريمة، وإليك الشرح الوافي له:

الحديث بلفظه:

عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي ﷺ قال:
«بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً، وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ، وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ».
(رواه البخاري في صحيحه)

1. شرح المفردات:

● بلّغوا عني: أي انقلوا ما سمعتموه مني من العلم والهدى.
● ولو آية: ولو كان المنقول آية واحدة من القرآن، أو حديثًا واحدًا.
● بني إسرائيل: هم اليهود، والمقصود هنا القصص والأخبار التي كانت في زمنهم.
● ولا حرج: أي لا إثم في ذلك، بشرط الصدق وعدم الكذب.
● كذب عليّ متعمدًا: أي اختلق الكلام ونسبه إليَّ وهو يعلم أنه كذب.
● فليتبوأ مقعده من النار: أي فليتخذ منزله في النار، وهو وعيد شديد.

2. شرح الحديث:

ينقسم هذا الحديث إلى ثلاثة أجزاء، كل جزء يحمل توجيهاً مهماً:
الجزء الأول: «بلّغوا عني ولو آية»
هذا أمر من النبي ﷺ بنشر العلم الذي تلقاه الصحابة عنه، وحثّ على تبليغ الدين حتى ولو كان المبلغ يعلم شيئاً قليلاً. وهذا يدل على عظم مسؤولية الأمة في نقل العلم الشرعي، وأنه لا يستحيي الإنسان من أن يعلّم ما يعلمه ولو كان قليلاً، ما دام قد تعلّمه بطريقة صحيحة.
الجزء الثاني: «وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج»
هذا إباحة من النبي ﷺ للرواية عن بني إسرائيل (أي القصص والأخبار الواردة عنهم)، بشرط ألا تكون هذه الروايات مخالفة للشرع الإسلامي، وأن يتحرى الراوي الصدق فيها. وكان الصحابة يروون بعض القصص عن أهل الكتاب، فأراد النبي ﷺ أن يبين أنه لا حرج في ذلك ما دامت لا تخالف ديننا، ولا يُكذب فيها.
الجزء الثالث: «ومن كذب عليّ متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار»
هذا تحذير شديد من الكذب على النبي ﷺ، وهو وعيد عظيم لمن يفعل ذلك متعمداً. والكذب على النبي ﷺ من كبائر الذنوب؛ لأنه تحريف للدين، وافتراء على الله ورسوله، وإضلال للناس. وهذا الجزء يوضح أهمية التحري والدقة في نقل الحديث، ووجوب التأكد من صحة ما ينقل عن النبي ﷺ.

3. الدروس المستفادة:

- وجوب تبليغ العلم الشرعي ونشره بين الناس، ولو كان قليلاً.
- عدم الاستهانة بنقل الآيات والأحاديث، فالدال على الخير كفاعله.
- الجواز الشرعي للرواية عن بني إسرائيل بشرط الصدق وعدم المخالفة للشرع.
- التحذير الشديد من الكذب على النبي ﷺ، وأنه من أعظم الذنوب.
- ضرورة التحري والتثبت في نقل الأحاديث، وعدم التسرع في رواية ما لم يتأكد من صحته.

4. معلومات إضافية:

- هذا الحديث أصل عظيم في علم الحديث، حيث بين أهمية الصدق في الرواية، وتحريم الكذب على النبي ﷺ.
- العلماء يستدلون بهذا الحديث على جواز رواية الإسرائيليات التي لا تخالف الشريعة الإسلامية، مثل بعض القصص التي وردت في التوراة المحرفة، ولكن بشرط أن لا يعتقد صحتها إلا إذا وافقت شرعنا.
- الحديث يدل على عظمة الأمة الإسلامية في نقل العلم وحفظه، مما جعل السنة النبوية محفوظة بحفظ الله تعالى.

أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين ينقلون العلم ويعملون به، ويبعدنا عن الكذب والافتراء.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في أخبار الأنبياء (٣٤٦١) عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد، أخبرنا الأوزاعي، حدثنا حسان بن عطية، عن أبي كبشة، عن عبد الله بن عمرو .. فذكره.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب

معلومات عن حديث: بلغوا عني ولو آية

📜 حديث: بلغوا عني ولو آية

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: بلغوا عني ولو آية

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: بلغوا عني ولو آية

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: بلغوا عني ولو آية

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية