حديث: حدّثوا عني ولا تكذبوا عليّ

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الإذن في الرواية، والتحديث عن أخبار بني إسرائيل

عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله ﷺ قال: «حدّثوا عني ولا تكذبوا عليّ. ومن كذب عليّ متعمدًا فقد تبوأ مقعده من النار، وحدّثوا عن بني إسرائيل ولا حرج».

صحيح: رواه أحمد (١١٤٢٤) أبو يعلى (١٢٠٩) كلاهما من حديث عبد الصمد، حدثنا همام، حدثنا زيد، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري قال .

عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله ﷺ قال: «حدّثوا عني ولا تكذبوا عليّ. ومن كذب عليّ متعمدًا فقد تبوأ مقعده من النار، وحدّثوا عن بني إسرائيل ولا حرج».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن ينفعنا بما نسمع ونقول.
هذا حديث عظيم رواه الإمام البخاري في صحيحه، والإمام مسلم، وأحمد، والترمذي، وغيرهم من أئمة الحديث، عن الصحابي الجليل أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

أولاً. شرح المفردات:


● «حَدِّثُوا عَنِّي»: أي انقلوا كلامي وأفعالي وأخباري التي تشهدونها مني.
● «وَلَا تَكْذِبُوا عَلَيَّ»: لا تنسبوا إليَّ ما لم أقله أو أفعله.
● «فَقَدْ تَبَوَّأَ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ»: أي استقر وأعدّ وأخذ مكانه من النار. والتبوُّء: هو اتخاذ المنزل والاستقرار فيه.
● «وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ»: أي انقلوا ما ورد في أخبارهم من العبر والقصص، ولا إثم في ذلك بشرط ألا تكون هذه الأخبار كذبًا محضًا أو مخالفة لما جاء في شريعتنا. والحَرَج: الضيق والإثم.

ثانيًا. شرح الحديث:


ينقسم هذا الحديث إلى ثلاثة أجزاء رئيسية، كل جزء يحمل حكماً وأمراً مهماً:
1- الأمر بنقل السنة حَدِّثُوا عَنِّي»): هذا أمر من النبي صلى الله عليه وسلم لأمته بنشر سنته وتبليغها، فهي المصدر الثاني للتشريع بعد القرآن الكريم. وهو تكليف للأمة بحفظ الدين ونقلها للأجيال القادمة.
2- التحذير الشديد من الكذب عليه وَلَا تَكْذِبُوا عَلَيَّ...»): هذا تحذير شديد اللهجة من أخطر الذنوب، وهو الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم عمداً وقصداً. والوعيد المترتب على ذلك هو إعداد مقعد في النار للكافر، وهذا يدل على عظم الجرم وخطورته، لأنه تشريع وتحليل وتحريم للهوى، وافتراء على الله ورسوله.
3- الإذن بنقل أخبار بني إسرائيل وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ»): هذا إباحة من النبي صلى الله عليه وسلم برواية ما ورد في كتب أهل الكتاب السابقة من قصص وعبر، بشرطين أساسيين:
* ألا تخالف صحيح المنقول في شرعنا: فما خالف القرآن والسنة الصحيحة فهو باطل لا يجوز اعتقاده أو نشره.
* ألا يُتَّخذ ذلك ديناً: أي أن هذه القصص تروى للعظة والعبرة والاستئناس، وليس لها حكم التشريع الملزم.

ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:


1- وجوب حفظ السنة النبوية ونشرها: فهي وحي من الله تعالى، وهي المبيّنة للقرآن.
2- التشديد العظيم في أمر الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم: وهذا يوجب على المسلم التثبت والتحري في كل ما ينسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وعدم رواية أي حديث إلا بعد التأكد من صحته.
3- بيان خطر الوضاعين للحديث: الذين يفترون على رسول الله الكذب لأغراض دنيوية أو مذهبية، ومصيرهم الوعد بالعذاب الشديد.
4- جواز رواية الإسرائيليات للعبرة: مع وجوب الحذر منها وعدم تصديق كل ما فيها، والعرض على القرآن والسنة.
5- الحث على الصدق والأمانة في النقل: فالأمانة العلمية من أعظم الخصال التي يجب أن يتحلى بها المسلم، خاصة في نقل الدين.

رابعًا. معلومات إضافية مفيدة:


* هذا الحديث أصل عظيم من أصول علم الحديث، حيث بنى عليه المحدثون قواعدهم الصارمة في نقد الرواة والأخبار، وتفريقهم بين الصحيح والضعيف والموضوع.
* يدل الحديث على أن الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم من الكبائر، بل هو من أكبر الكبائر لعظم مفسدته.
* الإذن برواية أخبار بني إسرائيل كان في بداية الإسلام، للاستشهاد بها أحياناً، ولما كثرت الروايات عنهم ونزل القرآن بكثير من قصصهم مصححاً لها، حذر النبي صلى الله عليه وسلم من تصديقهم أو تكذيبهم في جميع الأحوال، كما في الحديث: «لا تُصَدِّقُوا أَهْلَ الكِتَابِ وَلا تُكَذِّبُوهُمْ، وَقُولُوا: آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ» (رواه البخاري).
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (١١٤٢٤) أبو يعلى (١٢٠٩) كلاهما من حديث عبد الصمد، حدثنا همام، حدثنا زيد، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري قال .. فذكره. وأخرجه مسلم (٣٠٠٤) عن هدّاب بن خالد الأزدي، حدثنا همام بإسناده إلا أنه لم يذكر «وحَدّثوا عن بني إسرائيل ولا حرج».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب

معلومات عن حديث: حدّثوا عني ولا تكذبوا عليّ

  • 📜 حديث: حدّثوا عني ولا تكذبوا عليّ

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: حدّثوا عني ولا تكذبوا عليّ

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: حدّثوا عني ولا تكذبوا عليّ

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: حدّثوا عني ولا تكذبوا عليّ

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب