حديث: قصة جريج العابد

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الأربعة الذين تكلّموا في المهد وقصة أصحاب الأخدود

عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: «لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة: عيسى بن مريم، وصاحب جريج، وكان جريج رجلًا عابدًا، فاتخذ صومعة، فكان فيها، فأتته أمه وهو يصلي، فقالت: يا جريج، فقال: يا رب، أمي وصلاتي، فأقبل على صلاته، فانصرفت. فلما كان من الغد أتته وهو يصلي، فقالت: يا جريج، فقال: يا رب، أمي وصلاتي، فأقبل على صلاته، فانصرفت. فلما كان من الغد أتته وهو يصلي، فقالت: يا جريج، فقال: أي رب، أمي وصلاتي، فأقبل على صلاته، فقالت: اللهم، لا تمته حتى ينظر إلى وجوه المومسات. فتذاكر بنو إسرائيل جريجًا وعبادته، وكانت امرأة بغي يتمثل بحسنها، فقالت: إن شئتم لأفتننه لكم، قال: فتعرضت له فلم يلتفت إليها، فأتت راعيًا كان يأوي إلى صومعته فأمكنته من نفسها، فوقع عليها، فحملت، فلما ولدت قالت: هو من جريج، فأتوه فاستنزلوه وهدموا صومعته وجعلوا يضربونه، فقال: ما شأنكم؟ قالوا: زنيتَ بهذه البغي، فولدت منك، فقال: أين الصبي؟ فجاؤوا به، فقال: دعوني حتى أصلي، فصلى، فلما انصرف أتى الصبي فطعن في بطنه: وقال: يا غلام، من أبوك؟ قال: فلان الراعي، قال: فأقبلوا
على جريج يقبلونه ويتمسحون به، وقالوا: نبني لك صومعتك من ذهب، قال: لا، أعيدوها من طين كما كانت، ففعلوا.
وبينا صبي يرضع من أمه، فمرّ رجل راكب على دابة فارهة وشارة حسنة، فقالت أمه: اللهم اجعل ابني مثل هذا، فترك الثدي وأقبل إليه فنظر إليه، فقال: اللهم! لا تجعلني مثله، ثم أقبل على ثديها فجعل يرتضع.
قال: فكأني أنظر إلى رسول الله ﷺ وهو يحكي ارتضاعه بإصبعه السبابة في فمه، فجعل يمصها.
قال: ومروا بجارية وهم يضربونها ويقولون: زنيتِ، سرقتِ، وهي تقول: حسبي الله ونعم الوكيل، فقالت أمه: اللهم لا تجعل ابني مثلها، فترك الرضاع ونظر إليها، فقال: اللهم اجعلني مثلها، فهناك تراجعا الحديث.
فقالت: حلقى! مر رجل حسن الهيئة فقلتُ: اللهم اجعل ابني مثله، فقلتَ: اللهم لا تجعلني مثله، ومروا بهذه الأمة وهم يضربونها ويقولون: زنيتِ، سرقتِ، فقلت: اللهم لا تجعل ابني مثلها! فقلت: اللهم اجعلني مثلها، قال: إن ذاك الرجل كان جبارًا فقلت: اللهم لا تجعلني مثله. وإن هذه يقولون لها: زنيت، ولم تزن، وسرقت ولم تسرق، فقلت: اللهم اجعلني مثلها».

متفق عليه: رواه مسلم في البر والصلة (٢٥٥٠: ٨) عن زهير بن حرب، حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا جرير بن حازم، حدثنا محمد بن سيرين، عن أبي هريره .

عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: «لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة: عيسى بن مريم، وصاحب جريج، وكان جريج رجلًا عابدًا، فاتخذ صومعة، فكان فيها، فأتته أمه وهو يصلي، فقالت: يا جريج، فقال: يا رب، أمي وصلاتي، فأقبل على صلاته، فانصرفت. فلما كان من الغد أتته وهو يصلي، فقالت: يا جريج، فقال: يا رب، أمي وصلاتي، فأقبل على صلاته، فانصرفت. فلما كان من الغد أتته وهو يصلي، فقالت: يا جريج، فقال: أي رب، أمي وصلاتي، فأقبل على صلاته، فقالت: اللهم، لا تمته حتى ينظر إلى وجوه المومسات. فتذاكر بنو إسرائيل جريجًا وعبادته، وكانت امرأة بغي يتمثل بحسنها، فقالت: إن شئتم لأفتننه لكم، قال: فتعرضت له فلم يلتفت إليها، فأتت راعيًا كان يأوي إلى صومعته فأمكنته من نفسها، فوقع عليها، فحملت، فلما ولدت قالت: هو من جريج، فأتوه فاستنزلوه وهدموا صومعته وجعلوا يضربونه، فقال: ما شأنكم؟ قالوا: زنيتَ بهذه البغي، فولدت منك، فقال: أين الصبي؟ فجاؤوا به، فقال: دعوني حتى أصلي، فصلى، فلما انصرف أتى الصبي فطعن في بطنه: وقال: يا غلام، من أبوك؟ قال: فلان الراعي، قال: فأقبلوا
على جريج يقبلونه ويتمسحون به، وقالوا: نبني لك صومعتك من ذهب، قال: لا، أعيدوها من طين كما كانت، ففعلوا.
وبينا صبي يرضع من أمه، فمرّ رجل راكب على دابة فارهة وشارة حسنة، فقالت أمه: اللهم اجعل ابني مثل هذا، فترك الثدي وأقبل إليه فنظر إليه، فقال: اللهم! لا تجعلني مثله، ثم أقبل على ثديها فجعل يرتضع.
قال: فكأني أنظر إلى رسول الله ﷺ وهو يحكي ارتضاعه بإصبعه السبابة في فمه، فجعل يمصها.
قال: ومروا بجارية وهم يضربونها ويقولون: زنيتِ، سرقتِ، وهي تقول: حسبي الله ونعم الوكيل، فقالت أمه: اللهم لا تجعل ابني مثلها، فترك الرضاع ونظر إليها، فقال: اللهم اجعلني مثلها، فهناك تراجعا الحديث.
فقالت: حلقى! مر رجل حسن الهيئة فقلتُ: اللهم اجعل ابني مثله، فقلتَ: اللهم لا تجعلني مثله، ومروا بهذه الأمة وهم يضربونها ويقولون: زنيتِ، سرقتِ، فقلت: اللهم لا تجعل ابني مثلها! فقلت: اللهم اجعلني مثلها، قال: إن ذاك الرجل كان جبارًا فقلت: اللهم لا تجعلني مثله. وإن هذه يقولون لها: زنيت، ولم تزن، وسرقت ولم تسرق، فقلت: اللهم اجعلني مثلها».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم رواه الإمام البخاري في صحيحه، وفيه معجزات وعبر وآداب مهمة. سأشرحه لكم جزءًا جزءًا بإذن الله.

أولاً. شرح المفردات:


● المهد: هو مكان رضاع الطفل وصغره.
● صومعة: مكان العبادة والاعتزال عن الناس للتعبد.
● المومسات: النساء الزانيات.
● يتمثل بحسنها: تتزين وتتظاهر بالجمال.
● فارهة: دابة سمينة قوية.
● شارة حسنة: مظهر حسن وهيئة جميلة.
● حسبي الله ونعم الوكيل: كلمة استعانة بالله وتفويض الأمر إليه.
● حلقي: كلمة تقال للتعجب، كقول: عجبًا.

ثانيًا. شرح الحديث:


يذكر النبي ﷺ أن ثلاثة فقط تكلموا في المهد وهم صغار، وهم:
1. عيسى بن مريم عليه السلام، وقد تكلم ليبرئ أمه من التهمة.
2. صاحب جريج.
3. والصبي الذي في قصة الرضاع.
قصة جريج:
- كان جريج رجلاً عابدًا بنى صومعة يعبد الله فيها.
- جاءته أمه وهو يصلي فنادته، فقال: "يا رب، أمي وصلاتي" أي: أختار بين إجابة أمي وإكمال صلاتي، فآثر الصلاة.
- غضبت أمه ودعت عليه ألا يموت حتى يرى وجوه المومسات.
- حاولت امرأة بغي أن تفتنه فلم يلتفت إليها، ففعلت الفاحشة مع راعٍ وادعت أن الولد من جريج.
- هجم الناس عليه وهدموا صومعته وضربوه.
- عندما جاءوا بالطفل، صلى جريج ثم سأل الطفل: "من أبوك؟" فتكلم الطفل في المهد وقال: "أبي فلان الراعي"، فبرأه الله واعترف الناس بفضله.
قصة الصبي الرضيع:
- كان صبي يرضع من أمه، فمر بهما رجل على دابة فارهة وهيئة حسنة، فدعت الأم: "اللهم اجعل ابني مثله". فترك الرضاع وقال: "اللهم لا تجعلني مثله".
- ثم مرت بهما جارية يُضربونها ويتهمونها بالزنى والسرقة وهي تقول: "حسبي الله ونعم الوكيل"، فدعت الأم: "اللهم لا تجعل ابني مثلها"، فقال الصبي: "اللهم اجعلني مثلها".
- تعجبت الأم وسألته، فبين لها أن الرجل كان جبارًا متكبرًا، أما الجارية فبرئاء مما اتهمت به، وكانت صابرة محتسبة.

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- بركة الدعاء: دعاء الوالدين مستجاب، سواء كان خيرًا أو شرًا، كما في دعاء أم جريج.
2- أهمية بر الوالدين: جريج آثر الصلاة على إجابة أمه، وهذا وإن كان جائزًا في الصلاة المفروضة، لكن ينبغي للعبد أن يحسن التعامل مع والديه ويلاطفهما.
3- الصبر على الأذى: جريج صبر على الضرب والاتهام، فكشف الله الحقيقة.
4- التوكل على الله: كما فعلت الجارية عندما قالت: "حسبي الله ونعم الوكيل".
5- الحكمة من الكلام في المهد: إظهار معجزة الله وقدرته، وتبرئة البريء.
6- عدم التسرع في الحكم على الناس: كما حصل مع جريج والجارية.
7- الاعتبار بالباطن لا بالظاهر: فالصبي لم ينخدع بمظهر الرجل، بل علم حقيقته.

رابعًا. فوائد إضافية:


- الحديث يدل على كرامات الأولياء والصالحين.
- فيه بيان أن الله قد يكشف الحقائق بطرق خارقة للعادة.
- التحذير من الظلم والاتهام بغير بينة.
- فضل الصلاة والعبادة والاعتزال عن الفتن.
أسأل الله أن يفقهنا في الدين، وأن يجعلنا من الصابرين المحتسبين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في البر والصلة (٢٥٥٠: ٨) عن زهير بن حرب، حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا جرير بن حازم، حدثنا محمد بن سيرين، عن أبي هريره .. فذكره. ورواه البخاري في أحاديث الأنبياء (٣٤٣٦) عن مسلم بن إبراهيم: حدثنا جرير بن حازم، بإسناده نحوه.
ورواه البخاري أيضا في أحاديث الأنبياء (٣٤٦٦) من وجه آخر عن أبي هريرة وفيه قصة المرأة التي ترضع ابنها فقط.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب

معلومات عن حديث: قصة جريج العابد

  • 📜 حديث: قصة جريج العابد

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: قصة جريج العابد

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: قصة جريج العابد

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: قصة جريج العابد

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب