حديث: حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الإذن في الرواية، والتحديث عن أخبار بني إسرائيل

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ قال: «حَدّثوا عن بني إسرائيل ولا حرج».

حسن: رواه أبو داود (٣٦٦٢) وأحمد (١٠١٣٠) كلاهما من حديث محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو سلمة، عن أبي هريرة .

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ قال: «حَدّثوا عن بني إسرائيل ولا حرج».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. حديثنا اليوم عن حديث شريف رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود في سننه، وغيرهم، عن الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «حَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ».
### أولاً. شرح المفردات
● حَدِّثُوا: أي ارووا وأخبروا.
● بني إسرائيل: هم أبناء يعقوب عليه السلام، ويُقصد بهم هنا: القصص والأخبار التي وردت عن الأمم السابقة، وخاصة اليهود، قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم.
● وَلَا حَرَج: أي لا إثم ولا حرمانية في ذلك، بشرط أن لا يكون في الحديث كذب أو تحريف.
### ثانياً. شرح الحديث
هذا الحديث من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم، وفيه توجيه نبوي كريم للمسلمين.
المعنى الإجمالي: يأذن النبي صلى الله عليه وسلم لأمته بأن يرووا ما سمعوه من قصص وأخبار بني إسرائيل التي كانت متداولة بين الناس في ذلك الوقت، ويخبرهم أن فعل ذلك جائز ولا إثم فيه.
السياق والسبب:
كان الصحابة رضي الله عنهم يسمعون الكثير من القصص من أهل الكتاب (اليهود والنصارى) الذين كانوا في المدينة وغيرها، وكان بعض الصحابة يتوقفون عن روايتها خشية أن يكون في ذلك إثم، أو أن يكون ذلك من التشبه بهم. فجاء هذا الحديث ليبين الحكم الشرعي في ذلك، ويُزيل الحرج عن صدورهم.
ضوابط وأحكام:
الإذن في رواية هذه الأخبار ليس مطلقاً، بل مقيد بضوابط مهمة ذكرها العلماء، منها:
1- ألا تخالف صحيح المنقول: أي ألا تعارض ما جاء في القرآن الكريم أو في السنة الصحيحة. فما خالف شرعنا فهو باطل لا يجوز روايته إلا على سبيل البيان بطلانه.
2- ألا يكون فيها كذب: فلا يجوز رواية ما يعلم كذبه أو ما هو من خرافاتهم وأباطيلهم.
3- ألا يعتقد صحتها مطلقاً: لأن كثيراً من أخبارهم قد دخلها التحريف والتبديل. فتجوز روايتها للعبرة والاستشهاد، لا للاعتقاد الجازم بصحتها.
4- ألا يشغل عن الأهم: وهو رواية حديث النبي صلى الله عليه وسلم والسنة النبوية، التي هي أغنى وأصح وأهدى.
### ثالثاً. الدروس المستفادة والفَوائد
1- سماحة الإسلام ويسره: حيث رفع النبي صلى الله عليه وسلم الحرج عن أمته في أمور واسعة، وجعل الأصل في الأشياء الإباحة ما لم يرد دليل بالتحريم.
2- الاستفادة من أخبار السابقين: ففي قصص الأمم السابقة عبرة وعظة لأولي الألباب، قال تعالى: {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ}.
3- الحكمة في التعامل مع غير المسلمين: إذ أذن النبي صلى الله عليه وسلم في الأخذ عنهم ونقل ما عندهم مما لا يعارض ديننا، وهذا من باب الانتفاع بالصحيح والنافع من أي مصدر جاء.
4- التنبيه على خطر الكذب والتحريف: إذ قيد الإذن بعدم وجود الكذب، مما يلفت النظر إلى أن أمة الإسلام أمة صدق وأمانة في النقل.
5- بيان مصداقية نبوة محمد صلى الله عليه وسلم: فكثير من أخبار بني إسرائيل الصحيحة التي لم تحرف توافق ما جاء في القرآن والسنة، مما يعد دليلاً على أن مصدر الوحي واحد.
### رابعاً. معلومات إضافية
- هذا الحديث يدخل في باب "الإسرائيليات"، وهي القصص والأخبار المنقولة عن بني إسرائيل.
- العلماء قسمون الإسرائيليات إلى ثلاثة أقسام:
1- ما وافق شرعنا: فهذا حق نقبله.
2- ما خالف شرعنا: فهذا باطل نرده.
3- ما سكت عنه شرعنا: فلا نصدقه ولا نكذبه، ويجوز روايته للعبرة مع التحذير من اعتقاد صحته.
- من أشهر من روى الإسرائيليات من الصحابة: عبد الله بن عباس وعبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهم، لأنهما أخذا عن أهل الكتاب.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يرزقنا الفقه في دينه، والاتباع لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٣٦٦٢) وأحمد (١٠١٣٠) كلاهما من حديث محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو سلمة، عن أبي هريرة .. فذكره. وإسناده حسن من أجل محمد بن عمرو وهو ابن علقمة الليثني فإنه حسن الحديث.
إذا تقرر جواز الرواية عن أهل الكتاب، فهو محمول على ما يمكن أن يكون صحيحا. فأما ما يعلم أو يُظن بطلانه لمخالفته الحق الذي بأيدينا عن المعصوم فذاك متروك مردود، لا يعرج عليه. قاله الحافظ ابن كثير. البداية والنهاية (٣/ ٣٤).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب

معلومات عن حديث: حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج

  • 📜 حديث: حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب