حديث: بعث رسول الله ﷺ بسيسة عينًا ينظر ما صنعت عير أبي سفيان

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب استنفار من كان ظهره حاضرًا

عن أنس قال: بعث رسول الله ﷺ بُسَيسةَ عينًا ينظر ما صنعتْ عير أبي سفيان. فجاء وما في البيت أحد غيري وغير رسول الله ﷺ قال: فحدثه الحديث قال: فخرج رسول الله ﷺ، فتكلم، فقال: «إنَّ لنا طَلِبة فمن كان ظهره حاضرًا فليركب معنا» فجعل رجال يستأذنونه في ظهرانهم في علو المدينة فقال: «لا، إِلَّا من كان ظهره حاضرًا».

صحيح: رواه مسلم في الإمارة (١٩٠١) من طرق عن هاشم بن القاسم، حَدَّثَنَا سليمان (وهو ابن المغيرة) عن ثابت، عن أنس فذكره.

عن أنس قال: بعث رسول الله ﷺ بُسَيسةَ عينًا ينظر ما صنعتْ عير أبي سفيان. فجاء وما في البيت أحد غيري وغير رسول الله ﷺ قال: فحدثه الحديث قال: فخرج رسول الله ﷺ، فتكلم، فقال: «إنَّ لنا طَلِبة فمن كان ظهره حاضرًا فليركب معنا» فجعل رجال يستأذنونه في ظهرانهم في علو المدينة فقال: «لا، إِلَّا من كان ظهره حاضرًا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن ينفعنا بما ندرس ونفهم من سنة نبيه ﷺ.
الحديث الشريف:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: بَعَثَ رسول الله ﷺ بُسَيْسَةَ عَيْنًا (جاسوساً) يَنْظُر مَا صَنَعَتْ عِيرُ أَبِي سُفْيَانَ. فَجَاءَ وَمَا فِي البَيْتِ أَحَدٌ غَيْرِي وَغَيْرُ رَسُولِ اللهِ ﷺ، قَالَ: فَحَدَّثَهُ الحَدِيثَ. قَالَ: فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ ﷺ، فَتَكَلَّمَ، فَقَالَ: «إِنَّ لَنَا طَلِبَةً، فَمَنْ كَانَ ظَهْرُهُ حَاضِرًا فَلْيَرْكَبْ مَعَنَا». فَجَعَلَ رِجَالٌ يَسْتَأْذِنُونَهُ فِي ظُهُورِهِمْ فِي عُلُوِّ المَدِينَةِ، فَقَالَ: «لَا، إِلَّا مَنْ كَانَ ظَهْرُهُ حَاضِرًا».


1. شرح المفردات:


● بُسَيْسَة: اسم رجل، وكان من بني غفار، معروف بالخبرة والتخفي، أرسله النبي ﷺ ليتجسس على قافلة قريش.
● عَيْنًا: أي جاسوساً أو كاشفاً للأخبار.
● عِيرُ أَبِي سُفْيَانَ: القافلة التجارية الكبيرة التي كان يقودها أبو سفيان بن حرب، وهي متجهة من الشام إلى مكة محملة ببضائع وأموال قريش.
● طَلِبَةً: مطلوباً نطلبه، أي غنيمة أو هدفاً نريد اللحاق به. والمقصود هنا قافلة قريش.
● ظَهْرُهُ حَاضِرًا: أي دابته (ناقته أو فرسه) جاهزة وسريعة معدّة للرحيل، موجودة عند بيته ومستعدة للخروج فوراً.
● يَسْتَأْذِنُونَهُ فِي ظُهُورِهِمْ فِي عُلُوِّ المَدِينَةِ: يطلبون منه الإذن بالانضمام للغزو، لكن دوابهم (إبلهم أو خيولهم) ليست جاهزة ومعدّة، بل هي في مراعيها في أطراف المدينة ("علو المدينة" أي الأماكن المرتفعة أو النائية خارج مركز المدينة حيث تُرعى الإبل).


2. شرح الحديث:


يحدثنا أنس بن مالك رضي الله عنه، خادم رسول الله ﷺ، عن قصة غزوة بدر الكبرى. فقد بلغ النبي ﷺ خبر قدوم قافلة تجارية كبيرة لقريش بقيادة أبي سفيان، وهي تحمل أموالاً عظيمة لهم. أرسل النبي ﷺ الرجل المسمى "بُسَيْسَة" ليتجسس على القافلة ويأتي له بأخبارها: أين هي؟ وما عدد حراسها؟ وهل يمكن اللحاق بها؟
جاء بسيسة بالخبر إلى النبي ﷺ، وكان النبي في بيته ولم يكن معه إلا أنس رضي الله عنه، فأخبره بتفاصيل مكان القافلة وحركتها. عندها أدرك النبي ﷺ أن الفرصة سانحة للخروج للقاء القافلة وأمر بالاستعداد الفوري.
خرج النبي ﷺ إلى الناس ونادى فيهم قائلاً: «إِنَّ لَنَا طَلِبَةً» أي أن هناك غنيمة (القافلة) يمكننا اللحاق بها، «فَمَنْ كَانَ ظَهْرُهُ حَاضِرًا فَلْيَرْكَبْ مَعَنَا» أي من كانت ناقته أو فرسه جاهزة ومعدة للرحيل عند بيته، فليخرج معنا فوراً.
فبدأ بعض الرجال يطلبون منه الإذن بالذهاب، لكن دوابهم لم تكن جاهزة، بل كانت في المراعي خارج المدينة يحتاجون إلى时间去 إحضارها. فأصر النبي ﷺ على شرطه وقال: «لَا، إِلَّا مَنْ كَانَ ظَهْرُهُ حَاضِرًا». لم يقبل إلا من كان مستعداً تماماً، لأن الأمر يحتاج إلى سرعة بديهة وخفة حركة حتى يلحقوا بالقافلة قبل أن تفوتهم الفرصة.


3. الدروس المستفادة منه:


1- الحكمة والتخطيط في الجهاد: لم يخرج النبي ﷺ بتهور، بل أرسل عيوناً (جواسيس) ليتحقق من معلومات العدو، وهذا من أسس التخطيط الاستراتيجي في الإسلام، وهو الجمع بين التوكل على الله والأخذ بالأسباب.
2- السرعة والاستعداد: في الأمور المهمة والحاسمة، مثل الجهاد في سبيل الله، يجب أن يكون المؤمنون في حالة استعداد دائم. التأخير أو التكاسل قد يفوت فرصاً عظيمة.
3- اختبار صدق النية والإيمان: كان طلب النبي ﷺ للذين "ظهرهم حاضر" اختباراً عملياً. من كان جاداً ومستعداً، كان معه. وهذا يفصل بين من كان صادقاً في نيته للجهاد ومن كان متردداً أو متكاسلاً.
4- طاعة الله ورسوله ولو في الصعوبات: أمر النبي ﷺ كان واضحاً وحاسماً. الطاعة في هذه المواقف واجبة، وعدم التمهل أو الاعتذار بواهي الأعذار.
5- أن الغنيمة الحقيقية هي طاعة الله ورسوله: القافلة كانت مغنماً مادياً، لكن المغنم الأعظم كان الخروج في سبيل الله وطاعة رسوله، والتي نتج عنها انتصار عظيم في غزوة بدر.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذه الحادثة كانت مقدمة لغزوة بدر الكبرى
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الإمارة (١٩٠١) من طرق عن هاشم بن القاسم، حَدَّثَنَا سليمان (وهو ابن المغيرة) عن ثابت، عن أنس فذكره.
فلمّا علم أبو سفيان بخروج النَّبِيّ ﷺ وأصحابه إليه أرسل ضمضم بن عمرو الغفاري إلى مكة يطلب من قريش نجدة.
وقصته في رؤيا عاتكة بنت عبد المطلب.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 215 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: بعث رسول الله ﷺ بسيسة عينًا ينظر ما صنعت عير أبي سفيان

  • 📜 حديث: بعث رسول الله ﷺ بسيسة عينًا ينظر ما صنعت عير أبي سفيان

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: بعث رسول الله ﷺ بسيسة عينًا ينظر ما صنعت عير أبي سفيان

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: بعث رسول الله ﷺ بسيسة عينًا ينظر ما صنعت عير أبي سفيان

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: بعث رسول الله ﷺ بسيسة عينًا ينظر ما صنعت عير أبي سفيان

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب