حديث: لما نزل عليّ رسول الله قلت: إني أكره أن أكون فوقك وتكون أسفل

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

نزول النبي ﷺ في دار أبي أيوب

عن أبي أيوب قال: لما نزل عليّ رسول الله ﷺ قلت بأبي أنت وأمي: إني أكره أن أكون فوقك، وتكون أسفل مني، فقال رسول الله ﷺ: «إني أرفق بي أن أكون في السفلى لما يغشانا من الناس» فقد رأيت جرة لنا انكسرت، فأهريق ماؤها فقمت أنا وأم أيوب بقطيفة لنا ما لنا لحاف غيرها نشف بها الماء فرقًا أن يصل إلى رسول الله ﷺ شيءٌ يوذيه.

حسن: رواه الحاكم (٣/ ٤٦٠ - ٤٦١) عن أبي الوليد الإمام، ثنا محمد بن نُعيم، ثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، ثنا وهب بن جرير، حدثني أبي، قال: سمعت محمد بن إسحاق يقول: حدثني يزيد بن أبي حبيب، عن مرثد بن عبد الله اليزني، عن أبي أمامة الباهلي، عن أبي أيوب فذكره.

عن أبي أيوب قال: لما نزل عليّ رسول الله ﷺ قلت بأبي أنت وأمي: إني أكره أن أكون فوقك، وتكون أسفل مني، فقال رسول الله ﷺ: «إني أرفق بي أن أكون في السفلى لما يغشانا من الناس» فقد رأيت جرة لنا انكسرت، فأهريق ماؤها فقمت أنا وأم أيوب بقطيفة لنا ما لنا لحاف غيرها نشف بها الماء فرقًا أن يصل إلى رسول الله ﷺ شيءٌ يوذيه.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من أحاديث حسن الضيافة والحرص على راحة النبي ﷺ، يرويه الصحابي الجليل أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه، وسأشرحه لكم بفضل الله على النحو التالي:

أولاً. شرح المفردات:


● نزل عليّ: أي حل ضيفًا في بيتي.
● بأبي أنت وأمي: كلمة تعظيم وتفدية، أي أبي وأمي فداء لك.
● أرفق بي: أليق بي وأكثر راحة لي.
● يغشانا من الناس: يأتينا ويزورنا.
● جرة: إناء من الفخار كان يُستخدم لحفظ الماء.
● أهريق ماؤها: انسكب ماؤها.
● قطيفة: نوع من الثياب الغليظة أو البُسط.
● لحاف: غطاء للفراش.
● نشف بها الماء: مسحنا الماء وامتصصناه.
● فرقًا: خوفًا وحذرًا.

ثانيًا. شرح الحديث:


يحدثنا أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه عن قصة نزول النبي ﷺ ضيفًا في بيته عند هجرته إلى المدينة، فيعبر عن أدبه الجم مع النبي ﷺ باستخدامه لأعلى درجات التبجيل "بأبي أنت وأمي"، ثم يعبر عن حرجه من كون النبي ﷺ يسكن في الطابق السفلي بينما هو في الأعلى، فيخاف أن يكون ذلك إهانة للنبي ﷺ.
فأجابه النبي ﷺ بحكمته المعهودة بأن النزول في الطابق السفلي أرفق به وأكثر راحة له، لأنه سيكون أقرب للدخول والخروج عليه الزوار من الناس، فلا يضطرون للصعود إلى الطابق العلوي.
ثم يروي أبو أيوب حادثة انكسار الجرة في بيته وانسياب الماء، فيخاف هو وزوجته أم أيوب أن يصل الماء إلى النبي ﷺ في الطابق السفلي فيؤذيه، فيسرعان بقطيفتهما الوحيدة التي ليس لديهم غيرها ليمسحا الماء بها، وهذا منتهى الحرص على راحة النبي ﷺ وعدم إزعاجه.

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- أدب الصحابة مع النبي ﷺ: حيث قدم أبو أيوب أقصى درجات التبجيل والتقدير للنبي ﷺ.
2- تواضع النبي ﷺ: حيث رضي بالسكن في الطابق السفلي وعد ذلك رفقًا به.
3- حسن الضيافة: حرص الأنصاري على راحة ضيفه وهو النبي ﷺ.
4- الحرص على عدم إيذاء النبي ﷺ: حيث تحرك أبو أيوب وزوجته بسرعة ليمنعا وصول الماء إليه.
5- القناعة: حيث كان لدى أبي أيوب قطيفة واحدة فقط يستخدمها كلحاف، ومع ذلك كان سعيدًا بضيافة النبي ﷺ.
6- المشاركة بين الزوجين: في الخير والعمل الصالح، حيث تعاونا معًا في حل المشكلة.

رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، والحاكم في مستدركه، وقال: صحيح الإسناد.
- نزول النبي ﷺ عند أبي أيوب دام عدة أشهر حتى بنى مسجده وحجراته.
- قصة انكسار الجرة تدل على حرص الصحابة على راحة النبي ﷺ حتى في أدق الأمور.
- الحديث يظهر جانبًا من الحياة البسيطة للصحابة رضي الله عنهم.
أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا، وأن يرزقنا حب نبيه ﷺ واتباع سنته.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الحاكم (٣/ ٤٦٠ - ٤٦١) عن أبي الوليد الإمام، ثنا محمد بن نُعيم، ثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، ثنا وهب بن جرير، حدثني أبي، قال: سمعت محمد بن إسحاق يقول: حدثني يزيد بن أبي حبيب، عن مرثد بن عبد الله اليزني، عن أبي أمامة الباهلي، عن أبي أيوب فذكره. قال الحاكم: «صحيح على شرط مسلم».
قال الأعظمي: إسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق.
انظر سيرة ابن هشام (١/ ٤٩٨، ٤٩٩).
نزل النبي ﷺ أولًا أسفل البيت، وسببه كما قال: أرفق به وبأصحابه وقاصديه، فلما أصر أبو أيوب وكره أن يكون النبي ﷺ أسفل وهو في العلو تحول إلى علوه.
وفيه أدب جميل من أبي أيوب بالنبي ﷺ وهو خاص به لا يلحق به غيره.
وقوله: يؤتى بالوحي: يعني تأتيه الملائكة والوحي كما جاء في الحديث الصحيح: «إن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم»
فكان النبي ﷺ يجتنب من أكل الثوم دائمًا لأنه يتوقع مجيء اليلائكة والوحي كل ساعة. وليس هذا لغيره وإنما يكره أكله عند الحضور في صلاة الجماعة.
وبقي النبي ﷺ في بيت أبي أيوب نحو سبعة أشهر.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 190 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لما نزل عليّ رسول الله قلت: إني أكره أن أكون فوقك وتكون أسفل

  • 📜 حديث: لما نزل عليّ رسول الله قلت: إني أكره أن أكون فوقك وتكون أسفل

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لما نزل عليّ رسول الله قلت: إني أكره أن أكون فوقك وتكون أسفل

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لما نزل عليّ رسول الله قلت: إني أكره أن أكون فوقك وتكون أسفل

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لما نزل عليّ رسول الله قلت: إني أكره أن أكون فوقك وتكون أسفل

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب