حديث: ما أنتما بأقوى مني ولا أنا بأغنى من الأجر منكما

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب العُدَّة في غزوة بدر

عن عبد الله بن مسعود قال: كنا يوم بدر كل ثلاثة على بعير، كان أبو لبابة وعلي بن أبي طالب زَمِيلَي رسول الله ﷺ. قال: وكانت عقبة رسول الله ﷺ قال: فقالا: نحن نمشي عنك، فقال: «ما أنتما بأقوى مني، ولا أنا بأغنى من الأجر منكما».

حسن: رواه أحمد (٣٩٠١) وأبو يعلى (٥٣٥٩) والبزّار - كشف الأستار (١٧٥٩)، وصحّحه ابن حبَّان (٤٧٣٣)، والحاكم (٢/ ٩١)، والبيهقي في الدلائل (٣/ ٣٩) كلّهم من طرق عن حمّاد بن سلمة، أخبرنا عاصم بن بهدلة، عن زر بن حبيش، عن عبد الله فذكره.

عن عبد الله بن مسعود قال: كنا يوم بدر كل ثلاثة على بعير، كان أبو لبابة وعلي بن أبي طالب زَمِيلَي رسول الله ﷺ. قال: وكانت عقبة رسول الله ﷺ قال: فقالا: نحن نمشي عنك، فقال: «ما أنتما بأقوى مني، ولا أنا بأغنى من الأجر منكما».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الشريف الذي رواه الإمام أحمد في مسنده وغيره عن الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، يروي لنا موقفاً عظيماً من مواقف النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر الكبرى، وهي الغزوة التي فرق الله بها بين الحق والباطل.

أولاً. شرح المفردات:


● زَمِيلَي رسول الله ﷺ: أي رفيقيه في السفر والشريكين له في الراحلة (البعير).
● عُقبة رسول الله ﷺ: العُقبة هي النوبة أو الدور في ركوب الراحلة. فكان لكل واحد منهما دور في الركوب.
● نَمْشِي عنك: أي نمشي بدلاً عنك ونترك لك الركوب دائماً.
● أغنى من الأجر: أي أكثر غنىً واستغناءً عن الأجر والثواب.


ثانياً. شرح الحديث:


يصف ابن مسعود رضي الله عنه حال الصحابة في غزوة بدر، حيث كانت قلة الإبل تضطرهم إلى أن يركب ثلاثة رجال على بعير واحد بالتبادل. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يشارك أصحابه في هذه المشقة، فكان شريكاه في البعير هما أبو لبابة رضي الله عنه وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه.
فلما جاء دور النبي صلى الله عليه وسلم في المشي، وعلي وأبو لبابة راكبان، عرضا عليه - محبةً وإكراماً له - أن يستمرا في المشي ويتركا له الركوب دائماً، فقالا: "نحن نمشي عنك".
فرد عليهما النبي صلى الله عليه وسلم رداً يعلمنا فيه أعظم الدروس: «ما أنتما بأقوى مني، ولا أنا بأغنى من الأجر منكما».
أي: لستم أقوى مني على تحمل مشقة المشي، وأنا لست بأستغني عن الأجر والثواب الذي تكتسبانه من خلال صبركما ومشيكما في سبيل الله أكثر مما تستغنيان عنه. فكما أنكما تحتسبان الأجر في مشيكما، فأنا أيضاً أحتاج وأرغب في ذلك الأجر.


ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- التواضع النبوي العظيم: فقد شارك النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه في كل شيء، في العسر واليسر، وفي المشقة والراحة، ولم يترفع عليهم أو يتميز بشيء. وهو سيد الخلق وحبيب الرحمن.
2- الحرص على الأجر والثواب: يعلّمنا النبي صلى الله عليه وسلم أن المؤمن لا ينبغي له أن يفرط في أي فرصة للخير وأي عمل صالح يكتب له فيه أجر، حتى ولو كان مشقةً وتعباً. فالأجر هو الغنيمة الحقيقية.
3- المساواة والعدل في المعاملة: أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يطبق مبدأ المساواة والعدل حتى في أصغر الأمور، فلم يقبل تفضيله على أصحابه.
4- القوة المعنوية والإيمانية: بيّن النبي صلى الله عليه وسلم أن القوة الحقيقية هي قوة الإرادة والصبر، وليست قوة البدن فقط. فهو وإن كان يساويهما في القوة البدنية على المشي، إلا أن القوة المعنوية والإيمان هو ما يدفعهم جميعاً للصبر.
5- الحكمة في الرفق بالآخرين: عرض الصحابة على النبي المشي عنه بدافع الحب والاحترام، وهو أمر محمود، لكن النبي صلى الله عليه وسلم علمهم بطريقة حكيمة أن التواضع واقتناص فرص الأجر هو الأولى.


رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


● غزوة بدر: وقعت في السنة الثانية للهجرة، وكان عدد المسلمين فيها حوالي 313 رجلاً، وكانت إبلهم قليلة لا تكفي لركوب الجميع.
● أبو لبابة: هو بشير بن عبد المنذر، من الأنصار، صحابي جليل.
- هذا الموقف يدل على القيادة بالقدوة، حيث لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم قائداً بأقواله فقط، بل بأفعاله وتطبيقه العملي للمبادئ التي يدعو إليها.
نسأل الله أن يجعلنا ممن يتعلمون من أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم ويقتدون به في كل أمر.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٣٩٠١) وأبو يعلى (٥٣٥٩) والبزّار - كشف الأستار (١٧٥٩)، وصحّحه ابن حبَّان (٤٧٣٣)، والحاكم (٢/ ٩١)، والبيهقي في الدلائل (٣/ ٣٩) كلّهم من طرق عن حمّاد بن سلمة، أخبرنا عاصم بن بهدلة، عن زر بن حبيش، عن عبد الله فذكره.
وإسناده حسن من أجل الكلام في عاصم بن بهدلة غير أنه حسن الحديث.
وقال الحاكم: صحيح الإسناد.
وقوله: «عقبة رسول الله ﷺ» أي نوبته.
قال ابن إسحاق: وكانت إبل أصحاب رسول الله ﷺ يومئذ سبعين بعيرًا، فاعتقبوها، فكان رسول الله ﷺ وعلي بن أبي طالب، ومرثد بن أبي مرثد الغنوي يعتقبون بعيرًا. وكان حمزة بن عبد المطلب وزيد بن حارثة وأبو كبشة وأنسة موليا رسول الله ﷺ يعتقبون بعيرًا. وكان أبو بكر وعمر وعبد الرحمن بن عوف يعتقبون بعيرًا. سيرة ابن هشام (١/ ٦١٣).
ففي قول ابن إسحاق: مرثد بن أبي مرثد بدل أبي لبابة، فلعل ذلك في وقتين مختلفين، ولعل علي بن أبي طالب وأبا لبابة كانا زميلي النَّبِي ﷺ في أول الأمر؛ فإن النَّبِي ﷺ أمّر على المدينة عند خروجه عبد الله بن أم مكتوم للصلاة بالناس، ثمّ أعاد أبا لبابة من الروحاء. وعينه أميرًا على المدينة كما رواه الحاكم (٣/ ٦٣٢) من طريق ابن لهيعة: ثنا أبو الأسود، عن عروة بن الزُّبير أن أبا لبابة بشير بن عبد المنذر والحارث بن حاطب خرجا إلى رسول الله ﷺ، وخرجا معه إلى بدر، فرجعهما وأمّر أبا لبابة على المدينة وضرب لهما بسهمين مع أصحاب بدر، وسكت عليه الحاكم والذّهبي. وابن لهيعة فيه كلام معروف.
فلمّا رجع أبو لبابة صار زميلا النَّبِي ﷺ علي بن أبي طالب ومرثد بن أبي مرثد.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 229 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ما أنتما بأقوى مني ولا أنا بأغنى من الأجر منكما

  • 📜 حديث: ما أنتما بأقوى مني ولا أنا بأغنى من الأجر منكما

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ما أنتما بأقوى مني ولا أنا بأغنى من الأجر منكما

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ما أنتما بأقوى مني ولا أنا بأغنى من الأجر منكما

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ما أنتما بأقوى مني ولا أنا بأغنى من الأجر منكما

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب