حديث: ما رأيناه قوما أبذل من كثير، ولا أحسن مواساة من قليل

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار

عن أنس قال: لما قدم النبي ﷺ المدينة أتاه المهاجرون فقالوا: يا رسول الله! ما رأيناه قومًا أبذل من كثير، ولا أحسن مواساة من قليل من قوم نزلنا بين أظهرهم. لقد كفونا المؤنة، وأشركونا في المهنإ حتى لقد خفنا أن يذهبوا بالأجر كله. فقال النبي ﷺ: «لا، ما دعوتهم الله لهم، وأثنيتهم عليهم».

صحيح: رواه الترمذي (٢٤٨٧) وأحمد (١٣١٢٢، ١٣٠٧٤) والبيهقي (٦/ ١٨٣) من طرق عن حميد، عن أنس فذكره واللفظ للترمذي.

عن أنس قال: لما قدم النبي ﷺ المدينة أتاه المهاجرون فقالوا: يا رسول الله! ما رأيناه قومًا أبذل من كثير، ولا أحسن مواساة من قليل من قوم نزلنا بين أظهرهم. لقد كفونا المؤنة، وأشركونا في المهنإ حتى لقد خفنا أن يذهبوا بالأجر كله. فقال النبي ﷺ: «لا، ما دعوتهم الله لهم، وأثنيتهم عليهم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين وإمام المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النافع الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه:

نص الحديث:


عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: لما قدم النبي ﷺ المدينة أتاه المهاجرون فقالوا: يا رسول الله! ما رأينا قومًا أبذل من كثير، ولا أحسن مواساة من قليل من قوم نزلنا بين أظهرهم. لقد كفونا المؤنة، وأشركونا في المهنإ حتى لقد خفنا أن يذهبوا بالأجر كله. فقال النبي ﷺ: «لا، ما دعوتم الله لهم، وأثنيتم عليهم».


1. شرح المفردات:


● أبذل من كثير: أي أكثر عطاءً وتفضلاً عندما يكون عندهم الكثير.
● أحسن مواساة من قليل: أي أفضل مشاركة ومعونة عندما يكون عندهم القليل.
● كفونا المؤنة: أي تحملوا عنا النفقات والأعباء المادية.
● المهنإ: بفتح الميم وكسر النون - وهي الأموال والمنافع والخيرات.
● يذهبوا بالأجر كله: أي يحصلوا على كل الثواب دون أن يشاركهم فيه المهاجرون.
● ما دعوتم الله لهم: أي ما سألتم الله تعالى أن يثيبهم ويجزيهم خيرًا.
● وأثنيتم عليهم: أي مدحتموهم وذكرتم فضلهم وخيرهم.


2. شرح الحديث:


لما هاجر النبي ﷺ وأصحابه من مكة إلى المدينة، استقبلهم الأنصار أحسن استقبال، وشاركوهم في كل شيء: في المسكن والمأكل والمشرب، بل وفي الأموال والتجارات. فلما رأى المهاجرون هذا الكرم العظيم من إخوانهم الأنصار، خافوا أن يكون الثواب كله منحصرًا في الأنصار؛ لأنهم هم الذين بذلوا وأعطوا، فجاؤوا إلى النبي ﷺ يعبرون عن دهشتهم من كرم الأنصار، ويخافون أن يفوتهم الأجر.
فطمأنهم النبي ﷺ بأنهم لن يفوتهم الأجر، بل إن دعاءهم للأنصار بالخير وثناؤهم عليهم واعترافهم بفضلهم هو في نفسه أجر عظيم، وسيكون سببًا في حصولهم على نصيب من الثواب.


3. الدروس المستفادة:


● فضل الأنصار: الحديث يظهر عظيم فضل الأنصار وكرمهم وتضحيتهم في سبيل الله وإخوانهم المهاجرين.
● الشكر والاعتراف بالفضل: ينبغي على المسلم أن يشكر من أحسن إليه، ويذكر فضله، ويعترف بجميله.
● الدعاء للمحسنين: من أعظم أنواع الشكر الدعاء للمحسن، فهو خير عوض يمكن أن تقدمه له.
● الأجر يشمل الشاكر والداعي: ليس المحسن فقط هو الذي ينال الأجر، بل حتى من شكره ودعا له ينال نصيبًا من الأجر.
● التواضع وخوف الصالحين: خوف المهاجرين من فوات الأجر يدل على تواضعهم وخوفهم من الله، مع أنهم هم أيضًا بذلوا وتاجروا وهاجروا.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من الأحاديث التي تُظهر صورة المجتمع الإسلامي الأول المتكافل المتعاون.
- رواه البخاري في كتاب المناقب، باب مناقب الأنصار.
- فيه إشارة إلى أن الدعاء للغير والثناء عليه من أسباب الأجر والثواب.
- يعلمنا النبي ﷺ هنا أن الخير لا ينحصر في المادة فقط، بل حتى المشاعر الطيبة والدعاء له قيمة عظيمة عند الله.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الشاكرين الذاكرين، المحسنين المتعاونين، وأن يوفقنا لاتباع سنة نبيه ﷺ والعمل بها.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذي (٢٤٨٧) وأحمد (١٣١٢٢، ١٣٠٧٤) والبيهقي (٦/ ١٨٣) من طرق عن حميد، عن أنس فذكره واللفظ للترمذي.
ورواه أيضًا أبو داود (٤٨١٢) مختصرًا، والحاكم (٢/ ٦٣) كلاهما من حديث حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس فذكره مختصرًا.
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه.
وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 201 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ما رأيناه قوما أبذل من كثير، ولا أحسن مواساة من قليل

  • 📜 حديث: ما رأيناه قوما أبذل من كثير، ولا أحسن مواساة من قليل

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ما رأيناه قوما أبذل من كثير، ولا أحسن مواساة من قليل

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ما رأيناه قوما أبذل من كثير، ولا أحسن مواساة من قليل

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ما رأيناه قوما أبذل من كثير، ولا أحسن مواساة من قليل

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب