حديث: ويح عمار تقتله الفئة الباغية يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب بناء مسجد رسول الله ﷺ -
الجنة، ويدعونه إلى النار».
صحيح: رواه البخاري في الصلاة (٤٤٧) عن مسدد، حدثنا عبد العزيز بن مختار، قال: حدثنا خالد الحذاء، عن عكرمة، قال: قال لي ابن عباس ولابنه علي: انطلقا إلى أبي سعيد فاسمَعا من حديثه، فانطلقنا فإذا هو في حائط يصلحه، فأخذ رداءه فاحتبى، ثم أنشأ يحدثنا حتى أتى ذكر بناء المسجد فقال: فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد، فهذا حديث عظيم من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، يرويه الصحابي الجليل أبو سعيد الخدري رضي الله عنه، وسأشرحه لكم شرحاً وافياً على النحو التالي:
الحديث بتمامه:
عن أبي سعيد الخدري قال: كنا نحمل لبنة لبنة، وعمار لبنتين لبنتين، فرآه النبي صلى الله عليه وسلم فينفض التراب عنه ويقول: «ويح عمار، تقتله الفئة الباغية، يدعوهم إلى الجنة، ويدعونه إلى النار».
1. شرح المفردات:
● لبنة لبنة: أي كل واحد من الصحابة كان يحمل لبنة واحدة في كل مرة.
● عمار لبنتين لبنتين: أي كان الصحابي عمار بن ياسر رضي الله عنه يحمل لبنتين في كل مرة، مما يدل على اجتهاده وقوته.
● ينفض التراب عنه: أي يمسح التراب عن جسد عمار أو عن وجهه تعبيراً عن الشفقة عليه.
● ويح عمار: "ويح" كلمة تقال للترحم أو للتحسر، ومعناها هنا التفجع والحزن على ما سيحدث له.
● الفئة الباغية: الفئة هي الجماعة أو الطائفة، والباغية أي الظالمة المعتدية التي تخرج على الحق.
● يدعوهم إلى الجنة: أي أن عماراً يدعو تلك الفئة إلى الحق والطاعة التي تؤدي إلى الجنة.
● ويدعونه إلى النار: أي أن تلك الفئة الباغية تدعو عماراً إلى الباطل والضلال الذي يؤدي إلى النار.
2. شرح الحديث:
هذا الحديث يروي قصة حدثت في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، عندما كان الصحابة رضي الله عنهم يبنون المسجد النبوي في المدينة المنورة. وكان كل صحابي يحمل لبنة واحدة في كل مرة بسبب المشقة، لكن عمار بن ياسر رضي الله عنه كان يجتهد أكثر من غيره فيحمل لبنتين في كل مرة، مما أثار إعجاب النبي صلى الله عليه وسلم وشفقته عليه.
فالنبي صلى الله عليه وسلم رأى هذا المشهد، فقام بتنفيض التراب عن عمار (وهو تعبير عن الشفقة والمحبة)، ثم قال له هذه الكلمات التي فيها نبوءة عظيمة عن مستقبل عمار، حيث أخبره صلى الله عليه وسلم أنه سيقتل على يد "الفئة الباغية"، وهي الجماعة الظالمة المعتدية التي ستخرج على الحق.
ثم بين النبي صلى الله عليه وسلم أن عماراً سيكون على الحق، فهو يدعو تلك الفئة إلى الجنة بالتمسك بالحق والطاعة، ولكنهم يدعونه إلى النار بالضلال والبغي والخروج على الإمام الحق.
3. الدروس المستفادة منه:
1- فضيلة عمار بن ياسر رضي الله عنه: فهو من الصحابة المجتهدين في الطاعة، وقد بشره النبي صلى الله عليه وسلم بالشهادة، وكان من الذين قتلوا في معركة صفين.
2- علامة من علامات النبوة: فقد تحققت نبوءة النبي صلى الله عليه وسلم بقتل عمار على يد الفئة الباغية، وهذا من إعجاز نبوته.
3- بيان حال الفئة الباغية: وهم الذين يخرجون على الإمام الحق ويقاتلون المسلمين، وقد وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم بالبغي والضلال.
4- الحث على الاجتهاد في الطاعة: كما فعل عمار رضي الله عنه في حمله لبنتين بدلاً من لبنة واحدة.
5- الشفقة على المسلمين: كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم عندما نفض التراب عن عمار.
4. معلومات إضافية مفيدة:
- هذا الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة.
- قتل عمار بن ياسر رضي الله عنه في معركة صفين سنة 37 هـ، وكان عمره آنذاك 93 سنة، وقَتَلته جيش معاوية رضي الله عنه، وقد اختلف العلماء في تفسير "الفئة الباغية"، والأرجح أنهم من خرج على الإمام الحق وقتالهم بغير حق.
- يستدل بهذا الحديث على أن عماراً ومعاوية رضي الله عنهما كانا متأولين في قتالهما، ولم يكن أحدهما كافراً، بل كان القتال فتنة، وعمار كان مع علي رضي الله عنه وهو المحق في تلك الحرب.
- فيه دليل على أن دعوة الإنسان إلى الحق مع تعرضه للأذى من أعظم القربات إلى الله تعالى.
أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، وأن يوفقنا لاتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
ومع بناء المسجد بدأ رسول الله ﷺ ببناء بيتين لعائشة وسودة من لبن وجريد النخل، ولما تزوج النبي ﷺ نساءه بنى لهن حجرًا وهي تسعة أبيات.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 192 من أصل 1279 حديثاً له شرح
- 167 ما ظنك يا أبا بكر باثنين الله ثالثهما
- 168 نكبت إصبع رسول الله ﷺ في الغار
- 169 تشاورت قريش ليلة بمكة ليُثبتوا النبي بالوثاق
- 170 من هذا الرجل الذي بين يديك؟ هذا الرجل يهديني السبيل
- 171 من قتل محمدًا أو أسره فله دية
- 172 قصة سراقة بن مالك مع رسول الله ﷺ في الهجرة
- 173 دعا رسول الله ﷺ فساخت فرس سراقة
- 174 اشترى أبو بكر من عازب سرجًا بثلاثة عشر درهمًا
- 175 لما عطش النبي ﷺ حلبت له كثبة من لبن فشرب
- 176 راعي الغنم يحلب لبنًا لرسول الله ﷺ فيسقيه إياه.
- 177 هل عندك من لبن تسقينا
- 178 عناقًا حملت أول الشتاء وقد أخدجت وما بقي لها لبن
- 179 أم معبد تصف النبي ﷺ: ظاهر الوضاءة أبلج الوجه حسن...
- 180 خروج النبي ﷺ من الغار مهاجرًا مع أبي بكر
- 181 المسلمون يغدون كل غداة إلى الحرة ينتظرون رسول الله
- 182 اللهم اصرعه فصرعه الفرس
- 183 قدم رسول الله ﷺ وما رأيت أهل المدينة فرحوا بشيء...
- 184 لعب الحبشة بحرابهم فرحًا بقدوم رسول الله ﷺ المدينة.
- 185 هاد يهديني
- 186 ركب رسول الله ﷺ راحلته وسار يمشي معه الناس.
- 187 دعوها فإنها مأمورة
- 188 نزول النبي ﷺ جانب الحرة وبعثه إلى الأنصار
- 189 أبو أيوب يكره ما يكره النبي ﷺ
- 190 لما نزل عليّ رسول الله قلت: إني أكره أن أكون...
- 191 بناء المسجد النبوي وموقف بني النجار من ثمن الأرض
- 192 ويح عمار تقتله الفئة الباغية يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى...
- 193 جبريل عدو اليهود من الملائكة
- 194 عن ابن عباس في تفسير الذين عقدت أيمانكم ونسخ الميراث
- 195 دلّني على السوق
- 196 لا حلف في الإسلام وقد حالف رسول الله بين قريش...
- 197 عثمان بن مظعون طار له سهمه في السكنى حين أقرعت...
- 198 آخى رسول الله ﷺ بين أبي عبيدة بن الجراح وأبي...
- 199 حالف رسول الله ﷺ بين قريش والأنصار في داره بالمدينة.
- 200 رد النبي ﷺ إلى أمه عذاقها وأعطى أم أيمن مكانهن
- 201 ما رأيناه قوما أبذل من كثير، ولا أحسن مواساة من...
- 202 لا يحل لمسلم أن يتولى مولى رجل مسلم بغير إذنه
- 203 أخرجوا نبيهم إنا لله وإنا إليه راجعون ليهلكن
- 204 أول آية نزلت في القتال: أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا
- 205 غزوت مع رسول الله تسع عشرة غزوة
- 206 كم غزا النبي من غزوة؟
- 207 غزا مع النبي ست عشرة غزوة
- 208 غزوت مع النبي ﷺ خمس عشرة
- 209 غزوت مع النبي ﷺ سبع غزوات
- 210 لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم
- 211 كم غزا النبي ﷺ من غزوة
- 212 بعث النَّبِيّ ﷺ رهطًا وأمرهم بعدم إكراه أحد على المسير
- 213 لم أتخلف عن رسول الله في غزوة غزاها إلا في...
- 214 خروج رسول الله ﷺ لملاقاة قافلة أبي سفيان التجارية
- 215 بعث رسول الله ﷺ بسيسة عينًا ينظر ما صنعت عير...
- 216 رؤيا عاتكة قبل معركة بدر بثلاث ليال
معلومات عن حديث: ويح عمار تقتله الفئة الباغية يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار
📜 حديث: ويح عمار تقتله الفئة الباغية يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: ويح عمار تقتله الفئة الباغية يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: ويح عمار تقتله الفئة الباغية يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: ويح عمار تقتله الفئة الباغية يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 20, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








