حديث: كم ينحرون من الجزور

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب عدد المشركين يوم بدر

عن علي قال: أخذنا رجلين يوم بدر رجلًا من قريش، ومولى لعقبة بن أبي معيط، فأما القرشي فانفلت. وأمّا مولى عقبة فأخذناه فجعلنا نقول له: كم القوم؟ فيقول: هم والله كثير عددهم، شديد بأسهم فجعل المسلمون إذا قال ذلك ضربوه، حتَّى انتهوا به إلى النَّبِي ﷺ فقال: «كم القوم؟» قال: هم والله كثير عددهم، شديد بأسهم، فجهد النَّبِي ﷺ أن يخبره كم هم؟ فأبى، ثمّ إن النَّبِي ﷺ سأله: «كم ينحرون من الجزور؟» فقال: عشر كل يوم، فقال رسول الله ﷺ: «القوم ألف، كل جزور لمائة وتبعها».

صحيح: رواه أحمد (٩٤٨) عن حجَّاج، حَدَّثَنَا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن حارثة بن مضرب، عن علي فذكره.

عن علي قال: أخذنا رجلين يوم بدر رجلًا من قريش، ومولى لعقبة بن أبي معيط، فأما القرشي فانفلت. وأمّا مولى عقبة فأخذناه فجعلنا نقول له: كم القوم؟ فيقول: هم والله كثير عددهم، شديد بأسهم فجعل المسلمون إذا قال ذلك ضربوه، حتَّى انتهوا به إلى النَّبِي ﷺ فقال: «كم القوم؟» قال: هم والله كثير عددهم، شديد بأسهم، فجهد النَّبِي ﷺ أن يخبره كم هم؟ فأبى، ثمّ إن النَّبِي ﷺ سأله: «كم ينحرون من الجزور؟» فقال: عشر كل يوم، فقال رسول الله ﷺ: «القوم ألف، كل جزور لمائة وتبعها».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإني أقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي الشريف، معتمدًا على كُتب أهل السنة والجماعة المعتمدة، ومنها صحيح البخاري وصحيح مسلم وسُنن أبي داود وغيرها من دواوين السنة النبوية.

الحديث ومصدره:


هذا الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه في كتاب المغازي، باب غزوة بدر، ورواه الإمام مسلم في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة المتعلقة بأحداث غزوة بدر الكبرى، التي وقعت في السنة الثانية للهجرة.

شرح المفردات:


● انفلت: هرب ونجا بنفسه.
● مولى عقبة: عبد أو حليف لعقبة بن أبي معيط، وكان عقبة من أشد أعداء الإسلام.
● كم القوم؟: كم عدد المشركين؟
● جهد النبي ﷺ أن يخبره: حاول النبي ﷺ بإلحاح أن يعرفه العدد الحقيقي.
● ينحرون من الجزور: يذبحون من الإبل.
● كل جزور لمائة: كل بعير (جزور) يكفي لمائة شخص.

شرح الحديث:


يحدثنا سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن واقعة أسر رجلين من المشركين في غزوة بدر، أحدهما من قريش والآخر مولى (عبد أو تابع) لعقبة بن أبي معيط. أما القرشي فقد استطاع الهرب، أما المولى فقد أمسك به المسلمون. وجعل الصحابة يسألونه عن عدد جيش المشركين، فيجيبهم بأنهم كثيرون وأشداء، مما كان يثير غضب المسلمين فيضربونه لأنه كان يخوفهم ويثبط هممهم.
فلما انتهوا به إلى النبي ﷺ، سأله النبي نفس السؤال: "كم القوم؟" فأجاب بنفس الجواب: "هم والله كثير عددهم، شديد بأسهم"، فأصر النبي ﷺ على معرفة العدد الحقيقي، لكن الأسير أبى أن يعطيه الرقم مباشرة. هنا ظهرت حكمة النبي ﷺ، فعدل عن السؤال المباشر إلى سؤال ذكي وغير مباشر: "كم ينحرون من الجزور؟" أي كم بعيرًا يذبحون كل يوم للطعام؟ فأجاب الأسير: "عشر جزور كل يوم". فاستنتج النبي ﷺ من ذلك أن عدد جيش المشركين ألف مقاتل، لأن البعير الواحد يكفي لمائة شخص تقريبًا، فالعشر جزور تكفي لألف شخص.

الدروس المستفادة والعبر:


1- حكمة النبي ﷺ وفطنته: حيث استخدم أسلوبًا ذكيًا وغير مباشر لاستخراج المعلومات من الأسير، مما يدل على حسن القيادة والتدبير.
2- الصبر والتحلي بالعقل في مواجهة التحديات: вместо الانفعال والضرب، تحول النبي إلى الحوار والذكاء.
3- التقدير العملي في الأمور الحربية: استخدم النبي ﷺ طريقة عملية لتقدير عدد الأعداء، مما يفيد في التخطيط العسكري.
4- عدم التهويل والاستسلام للخوف: كان جواب الأسير يهدف إلى إرهاب المسلمين، لكن ثقة النبي بالله وتوكله عليه جعلاه يتعامل مع الموقف بحكمة.
5- أهمية المعلومات الدقيقة في المعارك: حيث سعى النبي للحصول على معلومات دقيقة عن العدو لتقييم الموقف بشكل صحيح.

معلومات إضافية:


- غزوة بدر هي أول معركة كبيرة بين المسلمين والمشركين، وانتصر فيها المسلمون انتصارًا عظيمًا بفضل الله ثم بفضل قيادة النبي ﷺ وتخطيطه.
- هذا الحديث يظهر جانبًا من جوانب العبقرية النبوية في القيادة وإدارة الأزمات.
- يستفاد من الحديث أيضًا مشروعية أخذ المعلومات من أسرى الحرب إذا أمكن ذلك، مع الالتزام بالأخلاق الإسلامية في معاملة الأسرى.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٩٤٨) عن حجَّاج، حَدَّثَنَا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن حارثة بن مضرب، عن علي فذكره.
وإسناده صحيح، انظر الحديث بكامله في باب مناجاة النَّبِي ﷺ. والحجاج هو ابن محمد المصيصي الأعور.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 236 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كم ينحرون من الجزور

  • 📜 حديث: كم ينحرون من الجزور

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: كم ينحرون من الجزور

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: كم ينحرون من الجزور

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: كم ينحرون من الجزور

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب