حديث: أخرجوا نبيهم إنا لله وإنا إليه راجعون ليهلكن

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الإذن بالقتال

عن عبد الله بن عباس قال: لما أخرج النبي ﷺ من مكة قال أبو بكر: أخرجوا نبيهم، إنا لله وإنا إليه راجعون، ليهلكنّ فنزلت ﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ﴾ [الحج: ٣٩] فعرفت أنه سيكون فقال: قال ابن عباس: فهي أول آية نزلت في القتال.

حسن: رواه النسائي (٣٠٨٥) - واللفظ له - والترمذي (٣١٧١)، وأحمد (١٨٦٥)، وصحّحه ابن حبان (٤٧١٠) من طريق إسحاق بن يوسف الأزرق، حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس فذكره.

عن عبد الله بن عباس قال: لما أخرج النبي ﷺ من مكة قال أبو بكر: أخرجوا نبيهم، إنا لله وإنا إليه راجعون، ليهلكنّ فنزلت ﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ﴾ [الحج: ٣٩] فعرفت أنه سيكون فقال: قال ابن عباس: فهي أول آية نزلت في القتال.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
الحديث: عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: لَمَّا أُخْرِجَ النَّبِيُّ ﷺ مِنْ مَكَّةَ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَخْرَجُوا نَبِيَّهُمْ، إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، لَيَهْلِكُنَّ. فَنَزَلَتْ: ﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ﴾ [الحج: ٣٩]. فَعَرَفْتُ أَنَّهُ سَيَكُونُ قِتَالٌ. فَقَالَ: (قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَهِيَ أَوَّلُ آيَةٍ نَزَلَتْ فِي الْقِتَالِ).


الشرح التفصيلي:



# 1. شرح المفردات:


● أُخْرِجَ النَّبِيُّ ﷺ مِنْ مَكَّةَ: المقصود هنا الهجرة النبوية، حيث أجبر كفار قريش النبي ﷺ على الخروج من مكة بعد أن آذوه ومنعوه من دعوة الناس إلى الله.
● لَيَهْلِكُنَّ: كلمة تفيد التحقق واليقين، أي سيهلك الكفار لا محالة بسبب إخراجهم النبي ﷺ.
● أُذِنَ: أُعطِي الإذن والتصريح.
● يُقَاتَلُونَ: يدافعون عن أنفسهم ويقاتلون من يعتدي عليهم.
● بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا: بسبب أنهم وقع عليهم الظلم والاضطهاد.

# 2. شرح الحديث:


يصف لنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما موقفًا مؤثرًا عند هجرة النبي ﷺ من مكة. فحين أُجبر النبي على الخروج من بلده الذي ولد فيه ونشأ، تألم أبو بكر الصديق رضي الله عنه تألمًا شديدًا، وقال بكلمات تعبر عن الحزن والتفجع: "أخرجوا نبيهم إنا لله وإنا إليه راجعون"، وهي استسلام لقضاء الله مع الحزن على ما حدث. ثم قال: "ليهلكن"، أي أن هذا الفعل الشنيع سيجلب عليهم الهلاك والدمار.
فنزلت الآية الكريمة: ﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ﴾، وهي تخبر بأن الله تعالى قد أذن للمسلمين أن يقاتلوا من قاتلهم وظلمهم، وأن الله قادر على نصرهم. عندها فهم أبو بكر رضي الله عنه أن الأمر سيتطور إلى قتال بين المسلمين والمشركين، بعد أن كان المسلمون مأمورين بالصبر وكف الأيدي.
ويؤكد ابن عباس في نهاية الحديث أن هذه الآية هي أول آية نزلت في موضوع القتال في الإسلام، حيث كانت الآيات السابقة تأمر بالصبر والعفو والكف عن القتال.

# 3. الدروس المستفادة:


● الصبر على الأذى في سبيل الله: لقد تحمل النبي ﷺ وأصحابه الأذى الشديد في مكة، وكانوا مأمورين بالصبر حتى يأذن الله بالقتال.
● أن القتال في الإسلام دفاعي: لم يُؤذن للمسلمين في القتال إلا بعد أن ظُلموا وطُردوا من ديارهم، فالإسلام شرع القتال للدفاع عن النفس والدين والوطن.
● ثقة المؤمن بنصر الله: الآية تختم بقوله تعالى: ﴿وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ﴾، مما يغرس في قلب المسلم اليقين بنصر الله إذا اتقوه واستقاموا على دينه.
● فقه الصحابة وفهمهم للوحي: كان الصحابة رضي الله عنهم يفقهون نزول القرآن ويتفاعلون معه، ويفهمون دلالاته كما ظهر من فهم أبي بكر رضي الله عنه أن الآية تبشر بحدوث القتال.

# 4. معلومات إضافية:


- هذه الآية كانت بداية التشريع للجهاد في الإسلام، والذي تدرج تشريعه حسب ظروف الدعوة ومراحلها.
- قبل هذه الآية، كان المسلمون مأمورين بالدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، والصبر على الأذى، كما في قوله تعالى: ﴿وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا﴾ [المزمل: 10].
- بعد هذه الآية نزلت آيات أخرى تبين أحكام القتال والجهاد في سبيل الله.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النسائي (٣٠٨٥) - واللفظ له - والترمذي (٣١٧١)، وأحمد (١٨٦٥)، وصحّحه ابن حبان (٤٧١٠) من طريق إسحاق بن يوسف الأزرق، حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس فذكره.
وإسناده حسن لوقوع الخلاف على الأعمش، كما أشار إليه الترمذي، فقال: «هذا حديث حسن، وقد رواه غير واحد، عن سفيان، عن الأعمش، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير مرسلًا، وليس فيه: «عن ابن عباس» اهـ.
قال الأعظمي: أما سفيان فاختلف عليه، كما أشار إليه الترمذي، لكن رواه شعبة، عن الأعمش به موصولًا، كما عند الحاكم (٣/ ٧ - ٨).
وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 203 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أخرجوا نبيهم إنا لله وإنا إليه راجعون ليهلكن

  • 📜 حديث: أخرجوا نبيهم إنا لله وإنا إليه راجعون ليهلكن

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أخرجوا نبيهم إنا لله وإنا إليه راجعون ليهلكن

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أخرجوا نبيهم إنا لله وإنا إليه راجعون ليهلكن

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أخرجوا نبيهم إنا لله وإنا إليه راجعون ليهلكن

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب