حديث: من نحن نقول للمؤمنين: نقاتل عن يمينك وعن شمالك وبين يديك وخلفك

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب مشورة النبي ﷺ في الصورة الراهنة

عن ابن مسعود قال: شهدت من المقداد بن الأسود مشهدًا لأن أكون صاحبه أحبّ إلي ممّا عدل به: أتى النَّبِي ﷺ وهو يدعو على المشركين فقال: لا نقول كما قال قوم موسى: ﴿فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا﴾ [المائدة: ٢٤]، ولكنا نقاتل عن يمينك وعن شمالك وبين يديك وخلفك، فرأيت النَّبِي ﷺ أشرق وجهه وسرّه، يعني قوله.

صحيح: رواه البخاري في المغازي (٣٩٥٢) عن أبي نعيم (الفضل بن دكين) حَدَّثَنَا إسرائيل (هو ابن يونس) عن مُخارق (هو ابن عبد الله بن جابر البجلي) عن طارق بن شهاب قال: سمعت ابن مسعود يقول: فذكره.

عن ابن مسعود قال: شهدت من المقداد بن الأسود مشهدًا لأن أكون صاحبه أحبّ إلي ممّا عدل به: أتى النَّبِي ﷺ وهو يدعو على المشركين فقال: لا نقول كما قال قوم موسى: ﴿فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا﴾ [المائدة: ٢٤]، ولكنا نقاتل عن يمينك وعن شمالك وبين يديك وخلفك، فرأيت النَّبِي ﷺ أشرق وجهه وسرّه، يعني قوله.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه الذي يروي فيه موقف المقداد بن الأسود رضي الله عنه مع النبي صلى الله عليه وسلم، من الأحاديث العظيمة التي تُظهر شجاعة الصحابة وإيمانهم العميق، وحبهم لنبيهم صلى الله عليه وسلم، واستعدادهم للتضحية في سبيل الله ورسوله.

شرح الحديث:


الراوي: عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وهو من كبار الصحابة وحفاظ الحديث.
المروي عنه: المقداد بن الأسود رضي الله عنه، وهو من السابقين إلى الإسلام، وكان من الفرسان الشجعان.
قوله: "شهدت من المقداد بن الأسود مشهدًا لأن أكون صاحبه أحبّ إلي ممّا عدل به"
● المشهد: الموقف أو الحادثة.
● لأن أكون صاحبه: أي لأن أكون أنا صاحب هذا الموقف (أي فاعله) بدلاً من المقداد.
● أحبّ إلي ممّا عدل به: أي أحب إلي من كل ما يُعدل به (أي من كل مال أو متاع الدنيا). وهذا يدل على عظم هذا الموقف في نظر ابن مسعود، حتى أنه يتمنى لو كان هو صاحبه، ويُفضِّله على كل متاع الدنيا.
قوله: "أتى النبي ﷺ وهو يدعو على المشركين"
- كان النبي صلى الله عليه وسلم في حالة دعاء على المشركين، مما يدل على شدة الموقف وخطورته، ربما في غزوة أو موقف صعب.
قوله: "لا نقول كما قال قوم موسى: ﴿فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا﴾ [المائدة: ٢٤]"
- يشير المقداد إلى ما حدث مع نبي الله موسى عليه السلام عندما أمر قومه بالقتال، فقالوا له هذه العبارة التي تُظهر جبنهم وتخليهم عن نصرته، كما في سورة المائدة: ﴿قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ﴾.
- فالمقداد يرفض أن يكون موقف المسلمين مثل موقف قوم موسى، الجبناء المتخاذلين.
قوله: "ولكنا نقاتل عن يمينك وعن شمالك وبين يديك وخلفك"
- هذا تصريح عظيم بالوفاء والثبات والنصرة، حيث يعد المقداد النبي صلى الله عليه وسلم بأنهم سيقاتلون معه في كل الجهات: أمامه، وخلفه، وعن يمينه، وعن شماله. أي أنهم سيحمونه ويذودون عنه من كل اتجاه، ويقاتلون معه قتالاً شديداً لا يتخلفون عنه.
قوله: "فرأيت النبي ﷺ أشرق وجهه وسرّه، يعني قوله"
● أشرق وجهه: أي استنار وظهر عليه السرور والبهجة.
● وسرّه: أي فرح بهذا الكلام واستبشر.
- وهذا يدل على أن هذا الموقف فرح النبي صلى الله عليه وسلم وأسعد قلبه، لأنه رأى من أصحابه هذا الإيمان العميق والاستعداد للتضحية.

الدروس المستفادة من الحديث:


1- فضل المقداد بن الأسود رضي الله عنه: حيث كان من السباقين إلى نصر النبي صلى الله عليه وسلم، وظهر منه هذا الموقف العظيم.
2- ثبات الصحابة ونصرتهم للنبي صلى الله عليه وسلم: فهم لم يتخاذلوا كما تخاذل قوم موسى، بل أعلوا راية الجهاد والثبات.
3- الابتعاد عن مواقف الجبن والتخاذل: كما حدث من قوم موسى، وهو درس للمسلمين في كل زمان ألا يتقاعسوا عن نصر دين الله.
4- الفرح بنصرة الدين والاستبشار بمواقف الشجاعة: كما ظهر من النبي صلى الله عليه وسلم عندما سمع كلام المقداد.
5- الحث على مناصرة الحق والدفاع عنه: والقتال في سبيل الله بكل شجاعة وإقدام.

معلومات إضافية:


- المقداد بن الأسود رضي الله عنه من السابقين إلى الإسلام، وكان من الفرسان المعدودين في الإسلام.
- هذا الموقف يُظهر مدى حب الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم، واستعدادهم للتضحية بأرواحهم في سبيله.
- الحديث رواه البخاري في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من أنصار دينه، وأن يوفقنا لطاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في المغازي (٣٩٥٢) عن أبي نعيم (الفضل بن دكين) حَدَّثَنَا إسرائيل (هو ابن يونس) عن مُخارق (هو ابن عبد الله بن جابر البجلي) عن طارق بن شهاب قال: سمعت ابن مسعود يقول: فذكره.
وفي الباب ما رُوي عن محمد بن عمرو الليثي، عن أبيه، عن جده قال: خرج رسول الله ﷺ إلى بدر حتَّى إذا كان بالروحاء خطب الناس فقال: «كيف ترون؟» قال أبو بكر: يا رسول الله بلغنا أنهم بكذا وكذا، قال: ثمّ خطب الناس فقال: «كيف ترون؟» فقال عمر مثل قول أبي بكر.
ثمّ خطب فقال: «كيف ترون؟» فقال سعد بن معاذ: إيانا تريد؟ فوالذي أكرمك وأنزل عليك الكتاب، ما سلكتها قطّ ولا لي بها علم، ولئن سرت حتَّى تأتي برك الغماد من ذي يمن لنسيرن معك، ولا نكون كالذين قالوا لموسى من بني إسرائيل: ﴿فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ﴾ [المائدة: ٢٤] ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكم متبعون، ولعلك أن تكون خرجت لأمر وأحدث الله إليك غيره، فانظر الذي أحدث الله إليك فامض له، فصِل حبالَ من شئت، واقطع حبال من شئت، وسالم من شئت، وعادِ من شئت، وخذ من أموالنا ما شئت.
فنزل القرآن على قول سعد: ﴿كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ﴾ [سورة الأنفال: ٥] إلى قوله: ﴿وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ﴾ [سورة الأنفال: ٧]، وإنما خرج رسول الله ﷺ يريد غنيمة ما مع أبي سفيان، فأحدث الله لنبيه القتال.
رواه ابن أبي شيبة (٣٧٨١٥) عن عبد الرحيم بن سليمان، عن محمد بن عمرو الليثي، عن أبيه، عن جده فذكره.
وذكر ابن كثير في البداية والنهاية (٥/ ٧٣ - ٧٤) أن ابن مردويه رواه أيضًا في تفسيره من طريق محمد بن عمرو بن علقمة بن وقَّاص الليثي، عن أبيه، عن جده.
وفيه علتان:
الأوّلى: عمرو بن علقمة بن وقَّاص الليثي لم يوثّقه أحد غير أن ابن حبَّان ذكره في «الثّقات» على قاعدته في توثيق المجاهيل. ولذا قال ابن حجر في «التقريب» «مقبول» أي عند المتابعة. ولم أجد له متابعة فهو لين الحديث.
والثانية: علقمة بن وقَّاص تابعي ثقة، لم تتت صحبته ففيه إرسال.
ويستفاد من هذا الحديث أن تشاور النَّبِي ﷺ كان في الروحاء، وهي على مسافة أربعة وسبعين كيلا من المدينة.
ويستفاد من أحاديث هذا الباب أن النَّبِي ﷺ استشار مرتين:
الأوّلى: بالمدينة حيث بلغه خبر عير أبي سفيان كما في رواية مسلم: «أن النَّبِي ﷺ شاور حين بلغه إقبال أبي سفيان».
والثانية: عندما وصل إلى الروحاء، وأتاه الخبر عن قريش بمسيرهم ليمنعوا عيرهم، وهم أكثر من ألف، فلو رجع النَّبِي ﷺ من الروحاء إلى المدينة، فما كان يبعد من قريش أن يغزو المدينة ويتعاون معهم اليهود.
فمضى النَّبِي ﷺ بعد استشارة أصحابه إلى بدر ليصدهم عن غزو المدينة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 219 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من نحن نقول للمؤمنين: نقاتل عن يمينك وعن شمالك وبين يديك وخلفك

  • 📜 حديث: من نحن نقول للمؤمنين: نقاتل عن يمينك وعن شمالك وبين يديك وخلفك

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من نحن نقول للمؤمنين: نقاتل عن يمينك وعن شمالك وبين يديك وخلفك

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من نحن نقول للمؤمنين: نقاتل عن يمينك وعن شمالك وبين يديك وخلفك

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من نحن نقول للمؤمنين: نقاتل عن يمينك وعن شمالك وبين يديك وخلفك

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب